ط
هنا الجزائر

مجموعة قصصية تتناول قضايا اجتماعية “صوب البحر” جديد الكاتب الجزائري بوداود عمير

مكتب الجزائر / دليلة بودوح
يقترح الكاتب بوداود عمير في مجموعته الأخيرة “صوب البحر” الصادرة عن منشورات دار كلمة، 49 نصا قصصيا يبدو من خلالها مهموما بإقتناص صور و بروتريهات جماعية لتفاصيل الحياة اليومية والتاريخ والمرأة والعلاقات بين الناس وحتى وضع المثقف والكاتب.
ويحاول القاص أن يلمس كل مفارقات الحياة التي تطالها عينه بجمل قصيرة ولغة غير مصطنعة وبنصوص متابينة الشكل والهاجس بين قصص قصيرة وقصيرة جدا و أسئلة سياسية وفلسفية واجتماعية.ويكتب بوداود عمير بمنطق نقدي رافض ولكنه منطق باحث عن حياة نموذجية وفاضلة، ويغيب المكان قصدا فتصير قصصه قابلة للانتماء لأي بيئة مشابهة دون أن تفقد تفاصيلها المحلية.
وتشرح القصة العنوان “صوب البحر”- وهي قصة شاب مثقف يقرر أن يخرج من قريته الجنوبية أثناء زوبعة رملية ليركب حافلة نحو البحر حاملا كتابا- قسوة الجغرافيا والمكان، لكن بطلها يتساءل “هل ثمة أكثر من شمس ” ولم شمس تحرق وأخرى تضيء بلطف وتبدو القصة العنوان دعوة علنية للبحث عن الحياة لا انتظار وصولها، هذه الحياة ذاتها التي وصف تناقضاتها ومفارقاتها عبر قصة “براءة” حين قدم مجتمعا وحالاته المختلفة في حافلة، وجعلها مستحيلة في قصتي “قدر امرأة” و”فرح”.
وفي مواجهة بين مجاهد وأبنائه يسائل عمير التاريخ في قصة “النشيد” التي شجع فيها الأبناء الفريق الفرنسي بينما جرح النشيد الفرنسي “لامارسييز” ذاكرته وجعله يلقي خطابا منعهم من متابعة انطلاقة مباراة كرة القدم فقط.
في قصة “مسلمات” يحطم بوداود السؤال الوجودي حين يعتبر أحد شخوصه أن “الوجود” غير متحقق، وهو سؤال يطفو في قصص أخرى على غرار “المطارد”.ويتحسس القاص الزمن في قصصه فمن قصة “الرجل الذي فقد خطه” بفعل تقدم التكنولوجيا ونسيانه الكتابة على الورق إلى الذاكرة المشحونة لدى شخوص قصص أخرى يعير الزمن اهتماما ملحوظا.
وفي قصة “جواز سفر” يصبح التعامل المعقول والمقبول من قبل جمركي أمر غريب والمفارقة أن الرجل منح ماله داخل جوازه دون أن ينتبه ما جعل الجمركي يسهل طريقه ويعامله بكثرة من المودة، وهي إشارة إلى التذمر من الفساد.
يوجد هم ثقافي بارز في عدد من قصص المجموعة فقصة “فكرة” تقارب هم كاتبة نحو الساحة الثقافية، وفي قصة “محاضرة” يواجه فيها المحاضر قاعة ممتلئة بالمحتمين من مطر الخارج، وفي قصة “جائزة” يقدم لنا شاعرا يحصل جائزة مالية فيتحول إلى تاجر.
وهناك مساحة من السخرية تبناها الكاتب في قصة “البرنامج التلفزيوني” حيث يغادر مقدم النشرة الهواء ليؤدي صلاته ومثله يفعل كل عمال وتقنيي المحطة، بينما يعتزل المغني الشهير الفن ويرتدي الحجاب في نص “المتحجب”.
صدر كتاب بوداود عمير بدعم من جمعية صافية كتو بعين الصفراء مسقط رأس الكاتب الذي سبق أن صدرت له ترجمات عديدة من بينها “ياسمينة وقصص أخرى لايزابيل ايبرهارت”.
[yes_list]

  • List item 1
  • List item 2
  • List item 3

[/yes_list]

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى