ط
الشعر والأدب

ملعونة هي الأيام. قصيدة للشاعرة / زينب رمانة


مهزوم هو القلب
على منصة الأيام ينزف !.
واللون أرجوان ..
نذرته لعينيك أيقونة وفاء !.
لحلكة تعتري نواح الليل !.
وتزوغ الرؤى بعويل كالهذيان ..
ملعونة هي أيام ألقتني بدروبك !.
ظبية وادعة فارعة القوام !.
أهديتك قلبي وعذوبتي
وقدٌ ميسٌ كالعنفوان ..
أبتغي رضاك !.
وأرتجي منك همساً
شجياً يرم الفؤاد !.
أغرس الحلم ليلكيَّ الهوى !.
أباهي بك أقمار المجرات !.
أفيض غيثاً من هيام ..
ملعونة هي الأيام !.
كيف جازفت بي ؟.
ألقتني طريدة مرمية
كشجرة ورد عارية بلاأفنان ..
بلا أوراق تكسوني !.
ولا مشاعر تحبوني
ولا غزلٌ يساورٌ لحظي الحيران ..
لفظتني خارج تاريخك !.
سلبتني عمراً نذرته لقريضك
بلا وازع يربأ عني تعنتك
بلا مناديل تكفكف الدمع الهتون
قتلتني !.
وتدعي أنك إنسان ..
أقمتني على أرصفة الذكرى !.
شجرة أصلها ثابت !.
وفرعها الهذيان ..
أتلهف انتحار الليل !.
على مقصلة الفجر !.
وأترفع بالأناة ابتهالاً
أحاور المردة والجان !.
أدون على جبين الصبر !.
ذكرى أخر لقاء بيننا!.
تدفعني يداك القاسية
تزمجر أفاكاً !.
والقلب بلا ترجمان
تقتنص مني بسمتي !.
تنفث سُمك بضجيج سكنتي
مرواغ أنت !.
لا يأمن مكرك !.
تسحق سنابل التحنان ..
دعني هنا أعاقر قسر حتف
بعد أن أقصيتني عنوةً
بمجاهل النسيان ..
على شطوط المنى أليال تناورني !.
حورية منهكة الجنان !.
من جوف غطرستك نبذتني !.
تلملمني الرمال والشطآن
تمهل قبل أن تمضي !.
اغرسني غريبة منسية بلا عنوان ..
وليتك لاتنسى طلقة رحمة
تجهز بها على مهجتي
أو شجرة يقطين تواريني بظلها !.
سأسكب لها الدمع مدراراً !.
علها ترفدني بلسماً ناقعاً !.
يرم روحي المغتالة على نصبك .!
وأنسى ألم السقوط بغيك .!
أنتثر مع الريح غباراً
من شقائق النعمان ..
ليت يدا نبيِّ تعالج محنتي !.
تبهج شعث كآبتي !.
ضحية وقربان لامرأة عشقتها !.
عربيداً لا تعرف مغزى الحنان..
وليتك ترتد بصيراً !.
يسجركَ حر دمعتي على يديك
وتبكي الحزن دماً يغفو بمقلتيك !.
ليتك بكأس تعاستي
تعاقر الإدمان ..
زينب رمانة ..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى