ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

الذي لا يقول.. مسابقة شعر التفعيلة بقلم محمود عبد الصمد زكريا من مصر

لوجو المهرجان
الاسم / محمود عبد الصمد زكريا
البلد / مصر
المدينة / الاسكندرية
عضو اتحاد كتاب مصر
قصيدة تفعيلية فصحى عنوانها ( الذي لا يقول )

الذي لا يقول
………………………
شعر / محمود عبد الصمد زكريا
…………………………………….
يقولُ الذي لا يقولُ :
إذن ليس أفضلُ منكَ
سوى أن تخشَّ إليكَ
وهذا جنونٌ أليفٌ
فلا تخشَ منه على الآخرين .
********
في حجرِكَ الآن َ كلُ طيور ِ الثقافة ِ
بين يديكَ براعمها ؛ والشيوخ ُ ..
وحكمة ُخمسين عاماً من الشعر ِ
أنت َ الذي قد وقفت َ طويلاً
على ساحل ِ الفن ِ – فن الكتابة –
قلْ لي إذنْ :
أما زالتَ تفتح نافذة ً لطيور الكلام ِ
ترواد أسواره بسؤال ٍ عن الحُلم ِ ؟!
عن شجر ٍ تزرعه ببذور ِ البلاغة ِ
في عمق ِ بستان أرواحنا ؟!
هل تراكَ تكدستَ في علبة ِ الأبجدية ِ ؟
أم يا ترى فزتَ بالبهجة ِ الملكية ِ ؟
هل توجتكَ التجاربُ في آخر ِ الأمر ِ بالغار ِ
أم صلبتكَ على ربوة ِ في آخر ِ العمر ِ
تأكل منكَ الطيور ُ الكواسرُ ..؟!
أنتَ الذي
كنتَ تحبس كوناً بكامله في القصيدة ِ
تشرب قنينة ً من عصير ِ الحياة ِ المعتق ِ
في قبو هذا الزمان ِ..فتسكرُ ..
تنكبُّ عمراً..
لتكتب مأمولَ هذا الوجعْ.
فأي خيال ٍ ترى
جرجر الروحَ – يا سيدي –
إلى شهوة ِ الحِبر ِ ..؟
أي سؤال ٍ عويص ٍ تري زج بكْ ؟
ها أنا سيدي جئت أستسألكْ؟
فأنا شاعرٌ – ربَّما – ..
وألوذ إلي الشعر
إن عاندتني وقائعُ تلك الحياة ِ
لذا .. سوف أوي إلى ربوة ٍ من رُباكَ ..
ألوذ بدهشة ِ هذا الحوار ِ
عن العمر ِ ؛ والفن ِ
تلك إذنْ ..
ليلة ٌ من ليالي التواريخ ِ
ليس لنا أن تمرَّ بنا كليالي الخريف ِ
فأنت بها – ربمَّا- زهرة ٌ لربيع ٍ مقيم ٍ ..
وقد عركتك َ الحياة ُ ..
وأوقن أنكَ عاركتها ..
عاندتكَ البداياتُ – أعرف ُ –
واسكندريةُ ..
أنتَ تنسمتَ عطرَ التهاويل باسكندرية ِ
تلك التي..
ينام على جمر فتنتها الشعراءُ ..
أراك كمثلي تحب النساءَ ..
تحب صياغة تلك الروايات عنهن
تجعهلن رموزاً .. أحاجيَ..
أنت الحديث الذي أربك الصمت َ..
لملمَ بعضَ رماد ِ الوطنْ.
أراكَ كمثلي ..
تفتش عن كوكب ٍ لم يزل غائباً
وعن لغة ٍ لا تقايض بالوهم ِ
شبراً من الأرض ِ ..
فاحكي لنا عن مسافات عشقك
ها نحن بين يديكَ
فوزع علينا عطاياك َ ..
وإياكَ .. إياكَ ..
إياكَ أن تبخل الآن :
– إلى أين يأخذك الوقتُ يا سيدي ؟
* إلى ورق ٍ يابس ٍ ؛ وزفير ٍ عليلْ.
– أمَا من سرير ٍ مُريح ٍ تحِنُّ إليه ؟
* هنالك في آخر ِ الأفق ِ لي سِدرةٌ
سوف آوي إليها إذا ما تعبتُ ..
وظلٌ لديَّ بكل ِ جدار ٍ ظليلْ.
– وماذا ترى في الجوار ِ ؟
* بقايا متاع ٍ
زخارفَ من تالف القول ِ
لا شئ من تحتها غير زاد قليلْ.
– وماذا عن الشعر ِ يا سيدي ؟
راح يفرك كفيه في حسرة ٍ ؛ ويتمتم
ثم تهدهد بالقول ِ ؛ قالَ :
* إنه عبثٌ ملغزٌ ضيّع الحلم في الوهم ِ
لا سبيلَ إلى الفن ِ إلا الجنونْ.
لم يكن من سبيل ٍ ؛ ولا من دليل ٍ
سوى أن نكون ؛ وألاَّ نخون ْ
ربّما أن نجنَ
هو المدخلُ المنطقي إلى المشتهى
هو الهربُ المنطقي إلى عالم ٍ من حنينْ.
– ما الذي سوف يبقى لنا
بعد أن ننفق العُمرَ في الفن ِ ؟
* ليس سوى وهج ٍ عابرٍ
وظلال ٍ من الظن ِ
وتعزية ٍ فجة ٍ .. وذبول ٍ جميلْ .
– وماذا عن الحب ِ يا سيدي ؟
راح يكبح في نفسه رغبة ً في التكتم ِ
أو في العويل :
* الفتاة ُ التي قبلتني على ساحل ِ الفن ِ
في أوّل ِ العمر ِ ؛ ظلت معي ..
وكم من نساء ٍ أتين ؛ مضين
ولم يبق منهن شئ ٌ ..
ولكنها فوق أرجوحة ِ الحلم ِ
ظلت ترتب لي عرشَ بيت ٍ
وتفرشُ ظِلاّ
وتزرع بالحبِ زهراتها ..
الفتاة ُ التي في الخيال ِ تظلُ فتاة ً ..
بينما يهرم الكل شيئا ً ؛ فشيئا ً
إنها السحرُ ؛ قُلْ والجنون ْ.
يخون الجميعُ ؛ ولكنها لا تخونْ.
إنها الهربُ المستمر إلى قمر ِ العمر ِ
هذا الهروبُ الذي لا يعرف الخوفَ
من أن تكونَ ؛ وألاّ تكونْ.
– قد يقالُ : ظلالٌ من الظنّ ِ ؛ والوهم
* لا بأس..
إذن .. ليس أجملُ منكَ
سوى أن تَخُشّ َ إليكَ
وهذا جنونٌ أليفٌ
فلا تخش منه على الآخرينْ.
…………………………………..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى