ط
الشعر والأدب

الزهرة البيضاء ..بقلم الشاعر / د.فقد الفقيه العذرى

فهد الفقيه

دع ِالتفكير
دع ِ الحسرة ْ
إذا غابت ملامح ُ
هذه الأوطان ْ
في تابوتِ من ساروا
على الطرقاتِ كالطاعونْ

فغابت بهجةُ الأطفالِ
عن أحضانِ شارعِنا
وصار الدرب ُألغاماً
وأشباحاً
ولا يأوي سواه القاتلَ الملعونْ

فإن حُوصرتَ
أو شُردتَ
أو عُذبت ْ
فلن يمحو دخانُ القمع
نورَ الشمس في أرجاءِ شارعِنا
ولن يثني ْأريجَ “مشاقرِ ” الجداتِ
من تعطيرِ منزلِنا
ومن تضميدِ جُرحِٖ الكاذي المطعونْ
ففي هذا الثرى وطني

دع ِالتفكيرَ
إن رسمت يدُ الغوغاء ِ
أقداري بلا أدبِ
وخاطت نزوةُ الجهلاءِ
أكفاني بلا طلبِ
وداسَ القبحُ أشيائي
بلا سببِ
سأرمي كلَ أشيائي
ولن أختارَ يازمني
سوى كفني

دعِ الأحزانَ
إن سارت قوافلُ
عارِهم بغياً على جسدي
فما للبغي زوبعةٌ
بغيرِ قوافلِ الوثنِ

دع الشكوى
ففي حجري رضيعُ
الزهرةِ البيضاء ْ
يسقى من ندى عرقي
وألثمُهُ ويلثمُني

دع الآلامَ
إنْ قلبي بأهاتٍ
من الأشجانِ
والعبراتِ أحرقني

دع العبراتِ ..
تحفر ْ في ماقينا
لتسقيْ زهرةَ الآمالِ أحلاماً
فتقطفُها أمانينا
وترفعُ صرحَ أغنيتي
إذا ما الحزنُ هدمني

دع الشكوى
فرغم َ الفقرِ والتجويعْ
ورغمَ الخوفِ والترويعْ ْ
سنهدي بؤسنا للأرضِ أنهاراً وأزهارا
لتورقَ هذه الأرجاء
تزهرَ في دجى الأيام أقمارا
بعطر الضوء تنضحني

دع النسيانْ
ردد في مدى الأيامْ
سيغدو العمرُ بستانا
وفي شط الأماني البيض
تغدو صرخة الأمواج ألحانا
ويغدو النورسُ المطرودُ ربانا
إذا ما البحر نادانا
هلموا
واسرجوا نحو العلى سفني
ْ
دع الخذلانْ
وكن للحب ميدانا
ستبقى يا ابن هذي الأرضِ
رغمَ الغدرِ أنسانا
ترتلُ في مسامعِنا
بأغنيةٍ نرددُها
نجددُ في معانيها
فيغمرُنا صدى الإشراق
يملأُ هذه الأفاقَ
أنواراً وألحانا
فيطربها ويطربني

دع الأشواق ..
يا ولدي
غداً نلقاك
نرسمُ للدنا عينيك
بلون الفجر
تغسل ظلمة الزمنِ

دع الترحال ..
إن ثرى روابينا
ينادينا
وتأريخاً على هام الجبال السمر
يحدق في دروب الشوق
يسائل عابرات الغيمْ
متى تنأى منافينا
متى سنعود للوطنِ .

******* د . فهد الفقيه العذري *******

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى