ط
السيناريو والحوار

سأخبر الله بكل شيء (قصة قصيرة) بقلم / محمد رافع .الهند

بقلم: محمد رافع
– طالب في جامعة معدن الثقافة الإسلامية، الهند

رأيت طفلا يتسول بقارعة الشارع.. قصير القامة.. طاوى الحشا..ذا شعر متشعث… يبدو انه عطشانا.. ونقش على وجهه فظائع الحرب ونشوبها.. رغم معاناته يرف على شفتيه إبتسامة جذابة تحجب آهاته.. يمشى هوينا هوينا.. تجاه القمامة التى تراكمت بجانب الشارع… ونجد عديد من الاطفال مثله.. كلهم يذوقون مرارة الحياة منذ نعومة أظفارهم . لا يعرف أحدهم أين مسقط رأسهم.. ولا يمتلك شيئا ما يقود الحياة.. وهم يعيشون فى أحياء الحارة.. يجمعون وجباتهم من تلك القمامة.. يقود حياتهم شبه المآسى.. آباؤهم قد ماتوا قبل ان يولدوا.. امهاتهم لقين مصرعهن بعد فترة الرضاعة.. ولكنهم جميعا يعرفون عن الصواريخ.. والرصاص والبارود..هذه الاسلحة تقرع مسامعهم منذ لحظة الولادة.. لا غرو فهذا مكان الحرب.. ها هنا تندلع الحرب أحيانا.. تستمر الانتهاكات والاضطهادات.. قد إستحوذت عليها على مر السنوات..

كان مستغرقا فى بحث وجباته.. بعد جهود مضنية ظفر بهدف منشود.. وجد عظم اللحم من قمامة تشبه الجبل.. واخد يلحس ذلك العظم..وهذا المنظر ابكانى بحرقة.. ترقرقت دموعي بدون معرفتى.. حينما اقتربت منه.. استدار نحوي.. امعنت النظر اليه.. تغيرت ملامح وجهه ..فزع ورعب جراء مجيئي.. ابتسمت قائلا: يا بني.. تبدو حزينا جدا!!

كان ملامحه معبرة عن قصته ومأسأته.. قال متمتما: دعني اروح الى حضرة الجبار تاركا هذه الجحيم.. ووقف كلامه .. تجمدت الكلمات فى حنجرته: سأخبر الله بكل شيء.. سأخبر الله بكل شيء

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى