ط
أخبار متنوعة

المثقفون يقدمون أفكارهم للدورة الـ50 لمعرض الكتاب

تحمل الدورة المقبلة لمعرض القاهرة للكتاب الرقم 50، وهو ما يعنى أننا سنكون أمام حدث استثنائى احتفالًا باليوبيل الذهبى لواحد من أعرق معارض الكتاب فى المنطقة، والذى يحظى بسمعة دولية أيضًا.

ومن المعروف أن التجهيزات للمعرض تتم خلال الشهور القليلة السابقة على انطلاقه فى يناير من كل عام، غير أن الدورة المقبلة تحمل طابعًا خاصًا، وتعتبر مناسبة غير عادية يجب أن يتم تقدير مدى أهميتها وتأثيرها، كونها حدثًا تاريخيًا من جهة، ووسيلة لتصدير صورة ثقافية مصرية للعالم من جهة أخرى.

معرض الكتاب الـ50.. مشروع دولة

قبل خمسين عامًا من الآن، وتحديدًا فى عام 1969 عندما انطلقت الدورة الأولى لمعرض القاهرة للكتاب، كان الحدث دوليًا، ولم يقتصر الأمر على احتفاء وزارة الثقافة فقط ولا اهتمام وزيرها ثروت عكاشة، بل شغل الأمر الرئيس جمال عبد الناصر، وهو ما سمح بدعوة شخصيات دولية وكتاب مهمين، ونحن لدينا مناسبة تحتاج لتعامل مماثل، بمعنى أن يكون معرض الكتاب المقبل مشروع دولة. هذا ما يراه الدكتور محمد عفيفى، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة.

يقول عفيفى إن الحدث غير عادى بالمرة، ونحن فى وقت نحتاج فيه لاكتساب المزيد من ثقة العالم، ولدينا مناسبة ثقافية بإمكاننا تحويلها لكرنفال ثقافى ليس مصرى أو عربى بل دولى: “يليق بهذه المناسبة أن تشهد تواجد دولى لكتاب عالميين وشخصيات دولية، نحن نتحدث عن أحد أهم المعارض فى العالم، وأهم معارض الكتب العربية وأقدمها”.

يوضح عفيفى أن عام 1969 شهد احتفالات مصر بمرور 1000 عام على إنشاء القاهرة، وصاحب الاحتفالات إطلاق أول معرض للكتاب بالقاهرة، وسيكون جميلًا فى نظر عفيفى، أن نحتفل فى 2019 بمرور 1050 عام على تأسيس القاهرة ضمن الاحتفالات باليوبيل الذهبى للمعرض: “أؤكد أن الاحتفالية يجب أن تتبناها الدولة، وترصد لها ميزانية جيدة، لأن الحدث يستحق، وسنجنى من ورائه الكثير على كافة المستويات”.

فرصة لانفتاح ثقافى على العالم

القاص سعيد الكفراوى يقول إننا بحاجة للانفتاح على المدارس الأدبية العالمية فى الشعر والقصة والرواية، وهذا الانفتاح لا يكون بالقراءة فقط.

يتابع: “50 عامًا على معرض الكتاب مناسبة لا يجب أن تمر مرور الكرام، أنظر الآن وأتذكر كيف مرت كل هذه الدورات، إن ذلك من دواعى الفخر والسرور، ولذلك يجب أن يأتى الاحتفال عالميًا، وأتمنى استضافة كتاب عالميين للمعرض، وهذا سيسمح بما عبرت عنه بالانفتاح الثقافى، حيث نعقد ندوات ولقاءات مفتوحة وجلسات تفاعلية مع هؤلاء الكتاب، لنتناقش معهم فكريًا، ونصل إلى مساحات تفاهم مشتركة”.                                                                                                                                                                                                                                                                    وبكلمات أخرى، يؤكد الكاتب طارق إمام المعنى نفسه: “يجب أن نفعل شيئًا جديدًا فى الدورة الـ50 للمعرض كى تليق بالحدث، وأنا أتمنى استضافة كتاب عالميين، وأؤمن أننا نقدر على تحقيق ذلك إذا تم التخطيط بشكل جيد. لماذا لا نستضيف كازو إيشيجورو مثلًا؟ ما الصعب فى ذلك؟ لدينا ناشرون مصريون يستضيفون كتابًا أجانب فى مناسبات وفعاليات ثقافية خاصة، كما يفعل الناشر محمد البعلى فى مهرجان القاهرة الأدبى، أو الناشر شريف بكر خلال فعاليات معرض القاهرة للكتاب”.

تغيير مكان المعرض ضرورة

أحمد رشاد، المدير التنفيذى للدار المصرية اللبنانية، يؤكد أن مكان إقامة المعرض سيكون فارقًا فى طريقة الاحتفال بالمناسبة.

يقول: “كيف نفكر فى احتفالية استثنائية لمناسبة تاريخية فى الثقافة المصرية والعربية فى ظل هذه الخيام التى تنتشر فى أرجاء أرض المعارض؟ لا بد من نقل مكان المعرض بأى حال، وأنا مختلف مع الناشرين الذين يرون فى إقامته فى مكانه الحالى ضمانًا لزوار أكثر وحضور أوسع. أين التأثير العربى والدولى؟ فى الدورة الـ49 فى يناير الماضى، كان هناك أكثر من ناشر أجنبى صُدموا جميعًا من شكل المعرض. كيف إذن أن ندعو كاتبًا عالميًا ليمشى بين خيمات المعرض فى مشهد سيؤثر علينا سلبيًا أمام العالم كله”.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          يدعو رشاد إلى أن تدخل الدولة المصرية فى مشروع اليوبيل الذهبى للمعرض: “اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة للكتاب مشروع دولة لا وزارة أو هيئة، وأنا أتابع مشروعات عملاقة تحتاج لعشر سنوات كى تتحقق على أرض الواقع، فى حين يتم إنجازها خلال شهور بسبب حرص الرئيس ودعمه ومتابعته، ولذلك أتمنى أن يكون مشروع الدورة الـ50 للمعرض من بين هذه المشروعات”.

زر الذهاب إلى الأعلى