ط
الشعر والأدب

قصيدة : الوطن الجريح …. للشاعر علي ميرزا . قطر

 

قلبي يـئـنُ ومهجتـي تتـوجَّـــعُ

وخواطـري بين الأصابعِ أدمـعُ

اللّـه يـا وطناً يضـيعُ سفـاهــةً

ماذا أقول .. وأيُّ قـولٍ ينفعُ ؟!!

دارتْ بـكَ الأيـامُ دورةَ ظالـــمٍ

وطوتْ سجـلاً فيهِ نجمُك يلمـعُ

فوقفتُ مشدوهاً أُقَلّــبُ نـاظِـرِي

ولسانُ حالي عـاثـراً يتطلَّـعُ

تاهتْ مراكبُـنا وضـلَّ سفينُنـــا

فبأي آلاءِ البيانِ سَنُـقْــلِـعُ

لو كان يجدي القولُ ما ضاعتْ لنا

أرضٌ لها في كلِّ قلبٍ موضعُ

هذي فلسطينُ التـي عهـدي بــها

كالأمسِ راحتْ أيُ أمسٍ يرجعُ

والـيومَ يـا ويلـي أراكَ مكبَّلا

بِـيـدّيْ بنيِّكَ وَيْـحَ قلبكَ تُصْفَـعُ

قد كنتُ أحسـبُ أن هذا حادثـاً

سيمـرُّ مـراً والشـواردُ تهجعُ

لكنّها الأيـامُ تـخلفُ ظـَنَّنــا

فيـما نراهُ من الكلامِ ونسمـعُ

إني أرى الدّنيـا عليكَ تَـكالَبَـتْ

وأرى حوالَيكَ الرّفاقَ تـنازعوا

وأرى الدمـاءَ على الترابِ رخيصـةً

تسقي الشوارعَ والمنازلُ بـلقـعُ

وأرى الصبايا كيفَ تحملُ روحَـها

بيدٍ وأخرى بـالسّـلاحِ تـودِّعُ

حسناءُ في عمرِ الزهورِ تَـفَتَّحَـتْ

كرماً لعينِكَ عمرَها لك تدفـعُ

وأرى الطفولةَ وهي ترفعُ وجههـا

نحوَ السماءِ .. لأيِّ حضنٍ تُهْرَعُ؟!

والموتُ يرقصُ فوقَ صدرِكَ عارياً

وكما يـشاءُ بـكلِّ أمٍ يفجـعُ

فأشقُّ جيبي مـن بشاعةِ مـا أرى

أسفـاً عليك وما تُرايَ سأصنعُ

إني لمـن خجـلي أذوبُ كأننـي

وبأي شكلٍ في الجريمةِ أَضلعُ

صَبُّـوا عليكَ دمائَـهم وتخاصمـوا

وإلى جوارِكَ ثَمَ ذئـبٌ يقبـعُ

يـا أيها الوطـنُ الجريــحُ تحيـةً

منّـي إليكَ إذا التحيةُ تشفَـعُ

إن الكلامَ له علـى أكبـادِنــا

وقعُ السياطِ على المواجِـعِ تلذعُ

سَـقَطَ الـزِّمـانُ بنا وكنا أُمــَّةً

نضعُ الرؤوسَ على العبادِ ونَخْـلعُ

الله يـرحمُـكُمْ ويـرحَمُ آلكَــمْ

يـا أيها الأجدادُ موتـوا واشبعوا

وقفَ البيـانُ على لسانـي عاجـزاً

بعضُ الكلامٍ مـن الخنـاجرِ أَوْجَعُ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى