ط
الشعر والأدب

قصيدة : عذراء ..للشاعر / درويش جبل

عذراء

………….

العودُ صَلبٌ لا يزالُ فتيَّا

والقلبُ مِنْ فَرْطِ الحَنَانِ صَبِيَّا

 سَبْعُونَ هَمَّا فِى أتُونِ غَرَامِهَا

مَاضِقْتُ يَوْمًا ،ما كَفَفْتُ يَدَيَّا

صِدِيقَةٌ فَاقَتْ حُدَودَ الأصْطِفَاءِ(م)

وَقَلبُها بالحبِّ دَامَ نَقِيَّا

مَرَّ الزمانُ بِجِيدِهَا مـرَّ النَّسِيمِ(م)

مُقَبِّلَا وَرْدَ الجَبِينِ وَرِيَّا

 وَشَقَائقُ النُعمَانِ تَسكنُ خَدَّهَا

بِحَبيبتِى كانَ الإلهُ حَفِيَّا

 والعُمرُ يَمضِى كالربيعِ مُصَافِحًا

مَا نَالَ منْ عَبَقِ الأنُوثةِ شَيَّا

 سُبحانَ منْ وَهَبَ الوُرودَ نَضَارَةً

أبْقَى الجَمالَ عَلى الشِّفَاهِ نَدِيَّا

سَبحانَ من حَفِظَ الجَمَالَ وَزَادَهُ

بِالخَيرِ يَنضَحُ بُكْرَةً وَعَشِيَّا

القلبُ يَخْفِقُ حينَ يلمحُ طيفَهَا

وَأَرَاهُ فى دَفْقِ الغَرَامِ سَخِيَّا

 وَالحُسْنُ يَالَلحسنِ إنْ هِيَ أشْرَقَتْ

وَبِطَرفِهَا تُلْقِى السَّلامَ عَلَيَّا

 مِن شُرْفَةِ البيتِ العتيقِ فَأوْمَأتْ

أنْ ذَاكَ صبحُ قدْ هَدَتْهُ إليَّا

 فِى رِقَّةِ الأطْفَالِ تَخْتَلِسُ الرُؤَى

وَالوَجْهُ يُصْبحُ أحْمَراً وَرْدِيَّا

 يَهتَاجُ نَبضِى والمشَاعرُ تَرْتَقِى

فَنَخِرُّ مِن حُسْنِ البَهَاءِ بُكِيَّا

 والنورُ أَبْرقَ فى العُيونِ وَخِلْتُنِى

فوقَ السحابِ وأَعْتَلِيهِ رُقِيَّا

 والروحُ تسبحُ فِى لُجَينِ غَرَامِهَا

كَفَراشةٍ تَهْوَى الرَحِيقَ شَذِيَّا

 فِى حَضْرَةِ الوَلَهِ المُعَانِقِ مُهْجَتِى

نَفْسِى تَسَامَتْ فى الغَرَامِ عَلِيَّا

 والوحىُ يَنزلُ بالغرامِ كَأننِى

أصبحتُ بينَ العاشقينَ نَبيَّا

 لَكنَّها الأقدارُ حَالَتْ بَيْنَنَا

حَكَمتْ عَلينَا لا نَكُونُ سَوِيَّا

 فإذَا الزَّمَانُ قَدِ ابْتَلانَا عُنْوَةً

إذْ كانَ أمرٌ بالنَّوى مَقْضِيَّا

 هَيَ مَريمٌ وَأنَا المَسيحُ وَلَمْ أَزَلْ

فِي بِرِّهَا بينَ الخَلائقِ حَيَّا

………………………………….

كلمات / درويش جبل

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى