ط
الشعر والأدب

قصيدة تحت ظلال الحلم للشاعر / حكيم جليل الصباغ

أُراقبُني , ألقاكِ فيَّ غزيرةً ,
وتبصُرني عيناكِ ظلّاً فأُغفَلُ ,
فما راعني رُعبُ التغاضيَ مشهداً,
حكايايَ : أُمٌّ قُدّرتْ بكِ تُثْكَلُ ,
وأرتقُ وقتَ الحُلمِ , ألبَسُهُ رؤىً ,
وأنوي على خَصْريكِ خوفيَ يُدْمَلُ,
فبعضُ آرْتباكِ العشقِ أشهى سكينةً –
خُطى الماءِ , لو ينسابُ حولكِ – تُذهَلُ
تلوحينَ طُهرَ النارِ , يمَّمْتُها هوىً ,
وأكفُرُ بالنهرِ العفيفِ وأهمِلُ ,
أجيئُكِ مدهوشاً , وبيْ منْكِ رغبةٌ ,
ضميري حَصادُ البوحِ , ليتَكِ منجَلُ ,
يُراودُني عُشٌّ من الغيمِ قَشّهُ :
رحيقُكِ , لا يفنى ونهدُك يخضلُ
تشرّدْتُ في عينيكِ خزراً ودمعةً ,
فشاطريني التِيهَ , وحديَ أُقتَلُ ,
نَكيلُ لآلي آلْجُرحِ ضمّاً ولهفةً
يَميدُ صميمُ الليلِ فينا فنعدِلُ
فأطلقُ روحي في ضميركِ مفرداً –
تَجَلَّيتِ بي حشراً , وموتيْ مؤجّلُ-
تأرّقتُ فيكِ العمرَ , حتّى جمعتُني
تَيَقّظَ فجرٍ في سماتكِ أخجلُ ,
وليليَ كمْ أوحى لشَعرِكِ أنْ : أطِلْ ؟!
فطوبى لحُزني فوقَ متنكِ يُسدَلُ ,
كتَمتُ ضجيجَ النزفِ , بيدَ سمِعتهُ
يغنّي مواويلي بثغركِ , يثمُلُ ,
وأينعتِ من دمعي الحرورِ ملاحةً ,
غنِجْتِ كأُنثى الشِعرِ ,تُحْبَكُ , تُجزَلُ ,
قرأتُ أريجَ الزهرِ فيكِ مَطالِعاً ,
تُريني رفيفَ الصدرِ لحظةَ يهدِلُ,
شغفتُ سمارَ الأرضِ حينَ آخضرارها ,
فعنْ واحةٍ , تنأى بعينيكِ أسألُ ,
أُلوّنُ لونَ الحُلمِ بالوصلِ مدخلاً ,
ويرسمُني في الرُكنِ شكوىً تأمُّلُ ,
وأسمو , فأرمي بِئرَ هجركِ خاوياً ,
وأشتمُ عن قربٍ غيابَكِ ,يأفلُ ,
ونَتْبعُنا روحينِ خلفَ فراقِنا ,
هُنالكَ عشبُ النورِ غضّا يُبللُ,
نَهيمُ بما فينا : كلانا بصيرةٌ ,
كفيفٌ مذاقُ الهجرِ , طعمُهُ يخذُلُ ,
أحاديثُنا الحرّى , نمدُّ سماءها ,
نصيدُ أغاني الطيرِ ريّا وننسلُ
ونهمسُ أنهاراً , ونحكي زوارقا ,
ونخطو مجاديفاً , ونرضى ونزعلُ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى