ط
مسابقة الشعر العمودى

غربة ووحدة . مسابقة الشعر العمودى بقلم / محمد سامى محمد كامل من مصر

الاسم : محمد سامي محمد محمد كامل
جمهورية مصر العربية
الإيميل : مرفق في التعليق
المشاركة في مسابقة الشعر العمودي

قصيدة : غربة ووحدة

قـد مـضى الخِلُّ والحبيب المُنَسِّي
وانتَحَى النورُ من وُجُومي وعَبْسِي

أيــهـا الـبـحـرُ هـــل رأيـــتَ غـريـبًـا
شـاحـبا يـأتـي دائـمـا حـين يُـمسِي

يُــنـشـد الـشـعـرَ والأغــانـيَ حـيـنـا
صـاخـبـا شـــدوه وحـيـنـا كـهـمـسِ

ضــاحـكـاً مــــرةً ويــبـكـي مِــــراراً
ويْــكــأنَّ الــفـتـى مــصـابٌ بــمـسِ

ثـــم يـمـضـي ويـلْـتـوي فــي تـهـاد
كَــسُـكَـارى تــرنَّـحُـوا بــعـد كـــأسِ

إنــنـي ذا الـغـريـبُ جــئـتُ حـثـيثاً
هــل ألاقــي جــوارَ شَـطِّكَ أنـسي؟

أو يــنـادي هــديـرُ مــوجِـك ذكــرَى
أو يــغــنــي بــأغــنـيـات الأمـــــسِ

لـيـتـني كــنـتُ بــيـن مـــاءك فـلـكاً
أعــبـر الــيـمَّ بــيـن عــومٌ وغـطـسِ

أو كــطـيـرِ الـسـمـا أمـــدُّ جَـنـاحـي
راقـصاً فـي الـهوا بـجسمي ورأسي

وأطــــوفُ الــبــلادَ شــرقـاً وغــربـاً
وألاقــي الـصـحابَ مـن كـلِّ جـنسِ
ّ
غـــاديــا رائـــحــا بــرغــمِ حــــدودٍ
كـــم رَمَـــتْ عـابـراً بـصـدِّ وحـبـسِ

أيـــهــا الـــمــوجُ لا تــــردَّ ســؤالــي
بِــصَـدَى مــثـل هـمـهماتِ الـخُـرس

أبـــلــغِ الــشـاطـئَ الـمـقـابـلَ أنِّــي
مُــذ هـجـرتُ الـبـلادَ تـاهتْ نـفسي

غــبـتُ عـامـين مـثـلَ قـرنـين مَــرَّا
قَـطَـعَـا الـعـمـرَ والـشـبـابَ كــفـأسِ

عـشـتـها كـلـهـا دُجَـــى دونَ صـبـحٍ
فـمـتـى بـالـضـياءِ تُـشـرِقُ شـمـسي

غـربـتـي مَـنْـفَـى والـفـراقُ رفـيـقي
فــي انـفـرادِي وذِكْـرَيـاتيَ جِـلْـسِي

والــكَـوَابِـيـسُ لا تُـــفــارق نــومــي
وســجـونُ الـخـيـالِ تـأسـرُ حـسِّـي

ورمـــى الـشـوقُ والـحـنينُ سـهـاماً
لا يــقــيـنـي أذاهـــمـــا أي تُـــــرْسِ

خـلَّـف الـهـجرُ فـي عـيوني دمـوعاً
شــاهـداتٍ عــلـى روايــات بـؤسـي

ويــزيــدُ الأســــى مـــرورُ الـلـيـالي
فـي اغـترابي والـيوم يـشبه أمسي

تـسـجنُ الـروحَ فـي خـيالي ظُـنُونٌ
وأنــا فـي الـظنونِ يَـصْدُقُ حـدْسي

عــاكــفٌْ عــنــدَ أمـنـيـاتي حـسـيـرًا
والأمــانـي تـــروح دومـــاً لـعـكسي

كـلـما رحــتُ أو غــدوتُ اسـتعاذت
وكـــأنِّــي إبــلــيـسُ مـــــرَّ بـــإنــسِ

وارتــوى الـهـم مــن دمـائـي لـيـنمو
بــعـد أن شـقَّـنِـي بـحـفـرٍ وغـــرسِ

وسـقـتني الـخطوبُ بـالعجزِ حـتَّى
أبـدلـتْ فــي الـعـروقِ يـأسـاً بـبأسِ

وتــنـادتْ جـــوارحُ الـطـيـرِ عـنـدي
واسـتـقرتْ جـمـيعُها فــوقَ رأســي

غُـربـتـي عــنـد قـــومِ ســـوءٍ لــئـامٍ
فــيـهـمُ نــبـعُ كـــلُّ شـــرٍّ ورجـــسِ

يُـشـترى الـعـبدُ فــي قـراهـم بـغالٍ
وغــريـبُ الأحـــرارِ فـيـهم بـبـخسِ

ويُــهــيــنـون أي حــــــرٍ شـــريـــفٍ
ويــجــلُّـون كـــــلَّ وغـــــدٍ أخــــسِ

وطــعـامـي بـغـربـتـي دونَ طــعــمٍ
لـــم يــلـن مـضـغه بـتـاتا لـضـرسي

ومــتـاعـي وعــدَّتـي لـــم أضـعـهـا
فـي رفـوفٍ وفـي الـحقائب لِـبْسي

مُــلْــقَـيَـاتٌ حــقــائـبـي بِـــجُــوَاري
لِـرَحَـيـلِـي دَوْمــًــا أجُــهِّــزُ نَـفْـسِـي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى