صَرخَة صَرخَة ثَكْلى دَوّتْ تَهُزّ حُلُما تَبَرْعَم بِدِفء هَوَاه تَدُكُّ أملا ً إكْتَمَلَ بِعِطْرِ شَذاه عِندما رٓأتْه جالِسا يَرْتٓشِفُ قَهوتَه بِجانِبِها إتّخَذ مَكانَه بِذاتِ المَكان ...بِذاتِ المَقْعٓدِ حَيثُ إعْتادَ نَصْبَ شِباكِه و مُمارسَة لُعْبَتِهِ يُداعِبُ أنامِلَها بِيَدَيْهِ يَلُفٌها بِنَظْرَةٍ مُحَمّلةٍ بِلَهْفَتِهِ ذاتُها النّظْرة ...ذاتُها اللّهْفة التِّي أسْكَرَتْها ذاتَ رَبيعٍ فانْقادَت له ُ مُحَلِّقا بفُؤادِها الغَضُ في سَماءِ عَبَقِهِ سَيُخْبِرُٰها ...ويُخبرها أن بَحرهُ العٓميقُ...لا حُدُودَ لَهُ وأن أمواجَهُ المُتَلاطِمة تَتَوَقَفُ خاشِعَةً تَحْتَ قَدمَيْهِ وأن الرِيّاحَ اللواقِحٓ تٓنْطَلِقُ بِإمائَةٍ من يٓدِهِ لِرَيِّ بٓساتِينِِ الفُلِّ و الياسَمِين مِن رَحِقِهِما يَسْكُبُ عِطْرَهُ بِهِ يُخَضٌبُ أنْفاسَهُ و أن القَمرَ مِلْكَ يَمينِه يَنْسُجٰ مساءاتِهِ بِفِضَّةِ خيُوطِهِ و أن الشّمسٓ تَنْحَني إجْلآلاً فِي حَضْرَتِهِ بِخُيوطِها يٓرسُمُ قُرْمُزِيَةَ لَوْنِهِ وأن الارْضَ و ما حَمَلٓتْ طَوْعَ بٓنانِهِ يُخْبِرُها ...ويُلَوِّنُ أحْلامٓها و يُزٓرْكِشُ خيالاتِها وهو جالِس في مٓقْعٓدِهِ يَرْتَشِفُ قَهوتَه مُتلٓذِذا بِتَواهانِها في مَلَكوتِ هَذَيانِهِ كما تاهٓت هي ذات مساءٍ في متاهات دُروبِهِ قصيدة نثرية بقلم : خديجة الشقوري من المغرب