ط
الشعر والأدب

عوالق الهوى ..خاطرة بقلم / بن عمارة مصطفى


خاطرة بعنوان:(عوالق الهوى)
لم تكن أرض خافقي سوى صحراء قاحلة لا توجد بها حياة،فلا ودق يوقظ نومتها و لا رمق ينفض عنها يبسها،فالسبات أسرها حين مخاضها و تركها في ميتة بلا روح،و مذ أن حللت بها مستعمرا،و نعم المستعمر،رفعت راياتي بيضا بكل عرق من عروقي مرحبا و حيثما كان النبض بجسدي مكرما،فاستحالتْ البيداء و إياي خلقا جديدا،إذ بها صار الوجيب جنة غناء نضرة تسلب الألباب و حسبتني فراشة محلقة بين ثنايا الورود أشتم أريجها العطر،و رميت برقع الأحزان يوم مقدمك،و كدت أن أنساه و أنسى وجوده،فعشت و السعادة مدثري و الفرح ملبسي،إلا أن تذكرت أن العمر وجب فيه تعاقب نور النهار و حلكة الدجى،فجئتني جيئتك الأخيرة تحمل برقعي بين يديك تذكرني به و أنت تتهادى كالمنية دانيا و مقلتاك مخضلتان بالدمع و العبرات تحبو على خديك تفتش لها عن مستقر،فدفنتها على أناملي و فؤادي يبكي دما،عرفت أنه قد انقضى نهاري و دجن ليلي و ليتك أمهلتني زمنا و لو يسيرا،و لكن،هل الموت ينتظر؟،قد كانت ضربتك قاضية،مباغتة و فكنت أنت و الزمان علي،حملا قد زدت إلى أحمالي بعدما ظننتك ستقاسمني عبء الزمان فها أنت تمارس طقوس غياب لم أقدر فك طلاسمه إلى الآن،و لا حل معادلته حتى اللحظة،فبت أرجو أن أرجع كما عهدت نفسي قبل لقائك و أن أعود إلى سيرتي الأولى التي كان لي عهد بها قبلك،و لكن ليت شعري أن أستطيع اخراجك من جسدي و لو قطعت جميع أوداجي أو سكبت كل دمي من بدني،فلعمري لأنك ساكن بالروح و الجسد في آن لا تبرحهما،و سيظل هواك عالقا بالفؤاد إلى أن يبرد جسدي و يتحلل بين حبات الثرى.
بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد. تيارت/الجزائر

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى