ط
مقالات بقلم القراء

سد السويس . مقال بقلم الكاتب / عاصم صبحى

سد السويس

كالعادة في حوالي الساعة الواحدة ظهرا من كل يوم أصطحب صديقتي الوفية ” كاندي ” إلي نزهتها ، كان طقس اليوم مشمسا مع نسمة هواء منعشة تلك التي تستمتع بها صديقتي ، بينما قمة الاستمتاع لو كان الطقس ممطرا ..

بينما هي تستمتع بنزهتها أستمتع أنا بتلك التمشية الخفيفة التي تمتد إلي حوالي نصف الساعة أو أكثر قليلا .. أطلق العنان لتفكيري متجولا بين أفكاري لإختيار موضوع أكتب عنه ..
كان تفكيري اليوم منصب في اتجاه واحد حاولت تغييره إلا أنه ما لبث أن سطر الخطوط العريضة ، كيف لا و هو موضوع الساعة محليا و عالميا علي كل المستويات ، فالكل لا حديث له سوي تعويم السفينة الجانحة بعرض قناة السويس ، هذا الحديث أضاف إلي الشعب المصري خبرة جديدة فالكل أصبح خبير بحري بالاضافة إلي الخبرات الكروية و السياسية و الاقتصادية ، فنحن شعب خبير بطبعه !!

إذًا فالموضوع فارض نفسه و بقوة لا مجال لتغييره ، و مما أثار فضولي لتتبع ما سوف يتفتق عن تفكيري هو تصويره المشهد أمام عيناي كأنه سد أقيم علي قناة السويس ، سد منيع ضخم عبارة عن كتلة حديد بوزن خرافي لا داعي لسرد مقاييسه و أبعاده و وزنه فالكل يعلمها و المعلومات أصبحت متاحة ..

إزالة هذا السد لهي عملية غاية في الصعوبة كللت بنجاح عظيم فاق كل التوقعات خاصة و أنه تم بأياد مصرية خالصة اللهم إلا الاستعانة بقاطرة هولندية عملاقة بالتأكيد كان لها دورها الفعال .
و كان لذلك الحدث أثره البالغ المحسوس بين عامة الشعب المصري الذي انتشي بفرحة من القلب فالحدث جلل و عيون العالم مسلطة علي هذا الموقع الحساس و الحيوي من خريطة العالم فأنت في بؤرة الأحداث و أهمها علي الاطلاق ..

كون وجود سد عظيم يقطع الطريق الحيوي لسريان حركة تجارة البضائع حول العالم أربك العالم أجمع ، أي نعم بنسبة ضئيلة و هي ١٢٪؜ لكنها ليست بالهينة فهي كفيلة بإرباك حسابات العالم بحق .
إذًا أثبت هذا الحدث فعليًا أنه لا غني عن هذا المرفق و الشريان الحيوي و لو بتلك النسبة الضئيلة و هذا حقه ، و تتكفل مصر بكل ما أوتيت من امكانيات و خبرات و قدرات بحماية حق العالم في سريان حركة الملاحة في هذا المرفق بكل أمان و سلاسة .

تلك اللمحة التصويرية التي صورها لي عقلي أثارت مقارنة بين سد السويس و سد النهضة ، تلك المقارنة أفردت عدة تصورات و شطحات فكرية جعلتني أنسي أن عليٓ العودة بكاندي إلي المنزل فقد استغرقت في التفكير و سرحت .

عدت إلي المنزل و بدأت مطالعة الأخبار علي هاتفي فإذا بي أقرأ أخبار المؤتمر الصحفي لسيادة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي من قلب قناة السويس متخذا مسرحًا خلفيته سريان حركة الملاحة بكل نشاط و سلاسة آمنة مطمئنة ، و ظهر سيادته منتشيًا فرحًا فخورًا محتفيًا بذلك الانجاز العالمي الفريد من نوعه ..

و إذا بسؤال يزج في خضم هذا التجمع العالمي حول أزمة المياه بنهر النيل و سد النهضة .. يا لها من مفاجأة بالنسبة لي فقد كنت أفكر منذ حوالي نصف الساعة في هذا الأمر ، تصوير جنوح السفينة علي أنه سد أقيم علي قناة السويس و مقارنة ذلك بذاك السد الذي أقيم علي نهر النيل ، فالسؤال في هذا التوقيت و من هذا المكان لهو إشارة واضحة و صريحة للعالم أجمع ، فكما أزلنا هذا السد من قناة السويس خدمة للعالم أجمع قبل أن يكون خدمة لمصر ذاتها سوف نزيل سد النهضة كذلك خدمة للعالم أيضًا قبل أن يكون خدمة لمصر ، فأمن مصر و أمانها و أمان مرافقها الحيوية هو أمان للعالم أجمع ، و فُرض خط أحمر جديد في توقيت و من مكان غاية في الحسم و البلاغة ، و عقب مشاهدتي لڤيديو المؤتمر الذي كان بمثابة الطرق علي الحديد و هو ساخن فهمت لماذا كان يقف سيادته منتشيًا مما زاد من سعادتي و ثقتي في أن الحل قريب و العوامل مواتية و في صالحنا فنحن ننتظر المد كي يعوم سد النهضة .

كان عليٓ إذًا ترجمة تلك الأفكار و التصورات إلي واقع مقروء أولا لبيان سعادتي بذلك الإنجاز و توثيقه في كتاباتي ، ثانيا لإظهار تلك الرسالة المباشرة و التي جاءت نتيجة لتوظيف الحدث توظيفا عميقا ينم عن أن هناك من يخطط بكل ثقة و احتراف لحلحلة أزمة سد النهضة علي وجه الخصوص و أن ” اللي عايز يجرب ” ذنبه علي جنبه و ” احنا مش بنهدد حد ” ..
كل الشكر و الاحترام للساعد المصري الشريف المحب لوطنه و لا يخشي لومة لائم في حب وطنه ..
و كلمة أخيرة لسيادة الرئيس ” نحن شعب يحب اللعبة الحلوة و نشجعها ” ..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى