ط
هنا الجزائر

في عرض كلاسيكي مسرحية “ريح الحرور” مهداة للذكرى المئوية لميلاد الكاتب الراحل مولود معمري

مكتب الجزائر/دليلة بودوح

قدّم مؤخرا بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي, عرض “ريح الحرور” (أجباني) لمسرح تيزي وزو, وهو مأخوذ عن نص مولود معمري” Le foehn” في ليلة الذكرى المئوية لميلاد الكاتب المصادفة ل28 ديسمبر, وهو عرض كلاسيكي يتناول بسالة مجاهد يستشهد تحت التعذيب.

أحداث المسرحية تدور سنة 1957 عندما يلقي الفرنسيون القبض على “طارق” وهو أحد معاوني عبان رمضان, وكان يتأهب للقيام بعملية اغتيال أحد المعمرين وكبار مغتصبي الأراضي الفلاحية (بورديو) الذي يكشف طارق ويقدمه للعسكر.


ويتعرض طارق إلى عذاب كبير ليعترف لكنه لم ينبس ببنت شفة إلى غاية استشهاده برصاص الضابط الغاضب من تجله ومقاومته.وأثناء تعذيبه يسعى الفرنسيون إلى ابتزازه بكل الطرق بما فيها احضار زوجته ووالدته لكنه يظلّ على موقفه ويحمي اسرار قائده عبان رمضان.
يقدّم العرض صورة للفرنسيين في تناقض مواقفهم, فهناك المحامية بريجيت التي تضع موقفها العائلي على حدة وتفضل القيام بواجب الدفاع, حيث قتل المجاهدون والدها, وتوجد جيوفانا المتضامنة مع الجزائريين.


العرض قدم بأدوات كلاسيكية وهو ما اعترف به مخرجه أحمد بن عيسى الذي اعتبر أن “تقديم المسرحية بالشكل الذي قدّمت به أول مرة قبل خمسين سنة مستحيل”, مبررا ذلك بكون “زمنها يتجاوز الثلاث ساعات, كما أن ديكورها مكلف ويحتاج إلى مساحة كبيرة”.


والتزم الممثلون بأدوارهم ومساحاتهم إلى حد كبير, حيث كانت كل حركاتهم وتنقلاتهم دقيقة, وهو ما اعتبره البعض “اسطورة المخرج الذي كان الممثلون يتعاملون مع اسمه الكبير قبل تعليماته”.


بنيت المسرحية على حوارية عالية, فأغلب المشاهد كانت حوارية فيما لم يكن هناك مشهدية وحركية كبيرة.واعترف مقتبسا ومترجما النص إلى الأمازيغية نور الدين أيت سليمان ورابح بوستة أن “العملية كانت صعبة” خاصة وأنهما تعاملا مع النص ترجمة واقتباسا في الوقت نفسه.
وقدم السينوغراف مراد بوشهير عملا بسيطا للعرض على اعتبار أن الأحداث في اغلبها تدور في معتقل حيث يتعرض البطل إلى الاستجواب, بحضور رموز الثقافة القبائلية من زي ولغة العرض.

 

زر الذهاب إلى الأعلى