ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة عروس النيل..مسابقة القصة القصيرة بقلم / محمد جمعة محمد . مصر

الاسم محمد جمعة محمد
الدولة مصر
الموبايل واتس/ 01225258704
الصفحة الشخصية
https://www.facebook.com/profile.php?id=100006320597898

مشاركة في القصة القصيرة قصة عروس النيل
خَرَجَتْ مِنْ بَهْو الْقَصْرَ وَهِيَ لَا تُعْلَمُ مَا يَنْتَظِرُهَا بِالْخَارِج الْقَمَر غَابَ عَنْ السَّمَاء وَالطَّرِيق حِينِهَا مظلم والحراس قَد اطْمَأَنُّوا بِأَنَّ كُلَّ مِنْ بِالْقَصْر قَد نَامُوا هُنَاك صَوْت ينجيها ويهمس بِإِذْنِه ظَلَّت تَسِير و تَتَبَّع كُلُّ مَا يُقَالُ لَهُ حَتَّي وَصَلَت للنيل الَّذِي أَصَابَهُ الْقَحْط و الْجَفَاف
تَنْظُر لَه وَتَحَدَّث نَفْسِهَا مَا بِك يَا نَيْل لِمَاذَا لَمْ تُفِيض عَلَيْنَا مِثْلَ كُلِّ عام
هُنَاك أَمْرٌ عَسِيرٌ ، حَدَّثَنِي بِمَا فِيكِ أَنْت إلَه الْخَيْر فَمَاذَا يدنيك
يَهْمِس لَهُ ذَلِكَ الصَّوْتِ مَرَّةً أُخْرَى فتبتسم ثُمَّ تَجْلِسُ عَلَى ضفاف
النِّيل حَتّى شَقّ الشَّمْس أَطْرَافُ السَّمَاءِ تَتَأَمَّل شُرُوق الشَّمْسِ حَتَّى الصَّبَّاح .
كَانَ الْمِلْكُ زوسر أَحَدَ مُلُوكِ الْأَسِرَّة الثالثة يَجْلِس مُتَّكِئًا حِين دَاخِلٌ عَلَيْه قَائِد الْحَرَس لِيُبَلِّغَه بِأَن الشَّعْب يُعَانِي مِنْ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ نتيجة
جَفَاف النيل وَالِاعْتِقَاد بِأَنَّ الْإِلَهَ الْخَيْر غَضِبَ عَلَيْهِمْ مَا أَصَابَهُم بالذعر
يُشِير الملك إلَى أَحَدٍ وزرائه الجالسين
مَاذَا نَفْعَلُ يَا وَزِير أَلَيْسَ لَكَ بِهَذَا تدبير
يَقِف إمحوتب الَّذِي يَعْمَلُ وَزِيرًا ومستشارا لِلْمِلْك زوسر ، فَكَان رَئِيسا للبلاط الْمَلَكِيّ و مُدِير أَعْمَال منشآت الْمَلِك .
سَيِّدِي يَجِبُ أَخْذٌ رَأْيِ الْكَهَنَة فَمَا عَهِدْنَا مِثْلِ هَذَا مِنْ قبل
الْمَلِك زوسر
أَذَان اُحْضُرُوا لِي كَبِيرٌ الكهنة
قَائِد الحرس
أَمَرَك يَا سيدي
ذَهَبَ هُوَ وَ رِجَاله خَارِج بَهْو الْقَصْر لِيَأْتُوا بِكَبِير الكهنة فتوجهوا إلَى الْمَعْبَد لِيَجِدُوا فِي مِحْرَابِهِ يصلي
وَقَف قَائِد الْحَرَس يَنْتَظِرُه حتى أَنْتَهِي مِن صلاته

فإذا بالكاهن يَسْتَدِير إليهم وَيَقُول

— كُنْت انتظاركم مُنْذ أَيَّام الْمَلِك زوسر يُرِيدُ أَنْ أَحْضَرَ إلَى مجلسه
أَلَيْس كذلك
قَائِد الحرس
نَعَمْ أَيّهَا الْكَاهِن يريدك بَيْنَ يَدَيْهِ
تَأْتِينَا
كانت لَا تُعْرَفُ مَا يَحْدُثُ وَمَن يَهْمِس لَه بِتِلْكَ الْكَلِمَاتِ الرَّقِيقَة مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يغازلها وَهِي مَحْبُوبَةٌ الْمَلِك تَخْرُجَ كُلُّ لَيْلَةٍ مُنْذُ سِنِين دُونَ أَنْ يَشْعُرَ بيها أَحَدٌ تُحَاكِي النِّيل فَهِي بِالْمَاضِي كُنْت تَسْكُن بِالْقُرْبِ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ إحْدَى نِسَاءِ الْمَلِك بالقصر
تَنْطَلِق فِي الصَّبَاحِ إلَى الْقَصْرِ مِنْ حَيْثُ جَاءَت فَهِيَ لَا تَفَكَّرَ بالهروب إلَى بِلَادِهَا طَالَمَا تَحْت قبضة الْمَلِك زوسر .

تَغَار نِسَاء الْقِصَرُ مِنْهَا رَغِم أَنَّهَا سَمْرَاء كُنْت تَجْذِب الْمَلِك بِقُوَّة شخصيتها و ذَلِكَ الْبَرِيق الَّذِي يُطِلْ مِنْ عُيُونُهَا ، سِحْرٌ كَلَامِهَا ولغته الْخَاصَّةَ الَّتِي تُمَيِّزُهَا وَخَاصَّةٌ وانه وَلَدَتْ بالجَنُوب وَ تَتَذَكَّر دَوَامًا النِّيل و اللَّعِب عَلَى ضفافه .

تَسِير بِالظّلَام لَا تَخْشَى شَيّ وَكَأَنَّهَا ملكة لَا تَهُبّ اللَّيْلِ وَ مَا يُخْفِيه مِنْ أَسْرَارِ ثُمَّ تَعُودُ إلَى الْقَصْرِ وَكَأَنَّهُ لَمْ تَخْرُجْ مِنْهُ حَتَّى لَوْ لَاحَظَ أَحَدٌ الْحُرَّاس يَتَجَنَّب أَنْ يَقَعَ مَعَهَا بصدام فَهِي أَقْرَب النِّسَاءِ إلَى قَلْبِ زوسر ، وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سَمِعْت مَا قَالَهُ قَائِد الْحَرَس زيس إِلَى الْمَلِكِ بِأَنْ الشَّعْب قَدْ أَصَابَهُ الذُّعْر بِسَبَب غَضِب النِّيل عَلَيْهِمْ وَ عَدَمُ الْوَفَاءِ النِّيل مُنْذ أَعْوَام حَتَّى دَخَلَ كَبِيرٌ الْكَهَنَة عَلَى الملك

أَمَرَك سَيِّدِي زوسر

الْمَلِك كَيْفَ الْحَالُ أَيُّهَا الْكَاهِن وَالْبِلَاد عَمّهَا الجفاف و النِّيل لَمْ يُفِضْ لِسَبْع سَنَوَات الْحُبُوب لَيْس وَفِئَرَةٌ و الْبُذُور جَفَّت ، كُلّ شيء يَمْلِكُه الْفَرْد لِيَأْكُلَه أَصْبَحْت قَلِيلَةً جِدًّا ، كُلِّ شَخْصٍ حَرُم حَصَادِه ، قُلُوب كِبَار السنّ حَزِينَةٌ وسيقانهم اِنْحَنَت مَتَى جَلَسُوا عَلَى الْأَرْضِ ، وَأَيْدِيهِم أُخِفْت بعيدا
الْمَعابِد أُغْلِقَت والملاجئ غطّيت بِالْغُبَار كلّ شَيْءٌ فِي الْوُجُودِ أصيب
أُرِيد أعْرِفُ لِمَاذَا النِّيل لَم يفض
الكاهن
النَّيْلِ فِي غَضَبِ شَديدٌ كَوْنِه يُرِيد الزَّوَاجَ مِنْ فَتَاة يَعْشَق خطواته عَلَى الْأَرْضِ يَسْتَمِعُ إِلَى رَنِين كَلِمَاتِه فَيُثِير حَزِينٌ كَوْنِهَا لَيْس بين أضلعه
الملك مَنْ تَكُونُ تِلْكَ الفَتَاة إحْضَارُه إلَيْه لَيَتَزَوَّج بها
الْكَاهِن مِنَ الصَّعْبِ تَحْدِيدُهَا وَلَكِنَّه أَجْمَل الفتيات وَكُلَّمَا اِقْتَرَب أَحَدٌ مِنْهَا يَزِيد غَضَبُه ومقتها عَلَيْنَا لِذَلِك يَجِب إحْضَار جَمِيع الْفَتَيَات الجميلات مِنْ كُلِّ أَنْحَاء الْبِلَاد ، وحينها يَخْتَار أجملهن لِتَقْدِيمِهَا قُرْبَانًا لَه .
زوسر يأمر
إعْلَان أَيُّهَا الْكَاهِن بِأَن النِّيل إلَه الْخَيْر
يريد الزَّوَاج و عَلَيَّ كُلُّ الْفَتَيَات ذَاتَ الْجَمَالِ التَّقَدُّم لِاخْتِيَار أحدهم زَوْجَةً لَهُ وَقُرْبَان لِقُرْبِه حَتَّى يَزُولَ غَضَبُه عنا
إعْلَان الْأَمْر بالبلاد وَبَدَأَت الْفَتَيَات بتزين أَنْفُسِهِنّ اسْتِعْدَادًا لِذَلِكَ الْيَوْمِ وَأَقَام الملك بِالْأَشْرَاف عَلَى مَرَاسِم الاحتفال

لَكِنَّ الْأَمْرَ كَانَ صَعُب فَبَعْد سِنِين عِجَاف عَدَد الْفَتَيَات الجميلات قَلِيلٌ لِذَلِك رَفَض الْكَاهِن مِنْهُم الْكَثِير وَلَوْلَا خَوْفُهُ مِنْ بَطْش الْمَلِك لِرَفْض كُلّ الفتيات
ظِلّ الْمَلِك لِأَيَّام يُعَدّ لِلاحْتِفَال وَلَكِنْ كُلُّ يَوْمٍ تَتَقَدَّم فتيات وَآلِه الْخَيْرِ لَا يَسْتَجِيبُ وَالْكَاهِن يُؤَكِّد عَلَى أَنَّ آلَهُ الْخَيْرِ لَا يَجِدُ فِيهِمْ مَنْ تَكُونُ زَوْجَةً له
غَضِب الْمَلِك بِشِدَّة وَظَنَّ أَنَّ الْكَاهِن يَخْدَعْه فَكَادَ أَنْ يَبْطِشَ به
لولا إنْ قَالَ لَهُ الكاهن
سَيِّدِي الْمَلِكُ إأخشي بِتَقْدِيم عَرُوسٌ للنيل قَلْبُهَا مَلِيئًا بِالشَّرّ ، عَرُوسٌ النِّيل رُؤْيَتِهَا بِالْمَنَام بالأمس لِذَلِك أَعْرِفُ وَصْفِهَا وَعَلَيْنَا أَنْ نبحث عَنْهَا .

نَظَرْت تِلْك الفَتَاة إلَيّ تَأْتِينَا فِي حيرة فَهِي تَسْعَى لِلتَّخَلُّص مِنْهَا مُنْذُ زَمَنٍ وَالْآن لَدَيْه الْفُرْصَة ولكن تَبْلُغ الْمَلَكِ بِأَنْ مَنْ تَبْحَث عَنْهَا عَرُوسٌ للنيل و هِي محبوبته
وَهَلْ هُوَ لَمْ يلاحظ وَصْفٌ الْكَاهِن لشكل الْعَرُوس المنتظرة لِلْآلَة الخير أَم أَنَّه يَكْذِب أذانيه ، وَإِنْ قَدَّمَهَا قُرْبَانًا تُصْبِح حِين أَذَان خَالِدَة وَيَذْكُرُه كُلُّ النَّاسِ بِالْخَيْرِ بِمِنْ فِيهِمْ الْمَلِك

وَأَخِيرًا تشجعت وَتُسْأَل تَأْتِينَا

أَلَمْ تَسْمَعِي بِأَمْر الفَتَاة الَّتِي يَسْعَى النِّيل لِلزَّوَاج منها لَقَدْ كَانَ ينادوا و يصفوها فِي كُلِّ مَكَان ، عَلَيْهِمْ أَنْ يجدوها حَتَّى يُفِيضَ النِّيل وَتَعُود الْأَرْضِ وَ الْحَيَاةُ مِنْ جَدِيدٍ إلَّا يَرِقّ قَلْب تِلْك الفَتَاة لِمَوْت الْأَطْفَال جوعا

تَأْتِينَا تَنْظُر لَهُ فِي أسى

لأَوَّلِ مَرَّةٍ تَصَدَّقِي الْحَدِيث رَغِم كَذَب الْكَلِمَات بَيْن شفتيك

أَبْلَغ الْكَاهِن الْمَلِك زوسر بِأَنَّهُ وُجِدَ الفَتَاة الَّتِي جُعِلَتْ مِنْ أَلِهَ الْخَيْر عَاشِقٌ وَلَكِن يَجِب إقَامَة اِحْتِفَالٌ عَرُوسٌ النِّيل عِنْد الشَّلاَّل الْأَوَّل
وَلَا يُكْشَفُ عَنْ وجهها إلَّا وَهِيَ تَلَقِّي بِنَفْسِهِ فِي النيل

يندهش الْمَلِك زوسر مِنْ الْأَمْرِ وَلَكِن أَخِير وَجَدُوا الفَتَاة الَّتِي ظَلَّ أَيَّام بِسَبَبِهَا لَا يَنَامُ وَالشُّعَب يَمُوتَ جُوعًا .

وَصَلَّوْا عِنْد الشَّلاَّل وَبَدَأ الرِّجَالِ فِي الْأَعْدَادِ للحفل الَّذِي يَلِيقُ بِالنِّيل وعروسته

الْوَقْت حَان لِتَقْدِيم مَوْكِب الْقُرْبَان للنيل

حيث تَسِير الْعَرُوس وَسَط الْكَاهِنَة ويراسهم كَبِيرٌ الكاهنة

كَان امحوتب يَقِف بِجِوَار الْمَلِك يَنْتَظِر مُرُورَهُم مِنْ إمَامِهِ ثُمَّ تَكْشِف الْعَرُوس عَنْ وَجْهِهَا ثُمَّ تَلَقِّي بِنَفْسِهَا بالنيل

كَان الْمَوْكِب يَسِير بِخُطُوط مُنْتَظِمَة حتى مُرُوا مِنْ إمَامٍ الْمَلِك لتكشف الْعَرُوس عَن وجهه

وَإِذَا تَا تينا تَقِف تَقَدَّم نَفْسِهَا للنيل وَهِيَ فِي زِينَتِهَا وَتَقُولُ إِنَّا بِنْتُ النِّيل صَنَعْت مِنْ طميه وَخُلِقَت مِنْ أَجْلِهِ أَقْدَم نَفْسِي إلَيْكَ حُبًّا وَتَقْدِيرًا نجيتني بِاللَّيْل وَأَحْبَبْتُك بِالنَّهَار عُرْفًا مِنِّي بحبك
وَتُفْتَح ذراعيها وَتَلَقِّي بِنَفْسِه بِالنِّيل وَهِيَ تَبْكِي وَتَبَسَّم

كَانَ الْمِلْكُ فِي ذُهُولٍ

أمحوتب
كُنْتُ أَعْلَمُ سَيِّدِي مِنْ الْبِدَايَة لِذَلِك طَلَبْت مِنْك اسْتِدْعَاء كَبِيرٌ الْكَهَنَة لَعَلّ الْقَدْر يَتَغَيَّر وَلَكِنْ هِيَ بِنَفْسِهَا تَقَدَّمَت لِتَكُون عَرُوسٌ النيل

وَالْآن سيدي
امر الْكَهَنَة بِأَن يسجلوا ما عِنَايَتِه أَنْت وَالشُّعَب فِي تِلْكَ الْأَيَّام عَلِيّ الجدارن
ينظر لَهُ الْمُلْكُ زوسر وَيَقُول اكتبوا
قلبي كَانَ فِي ضِيقِ مُؤْلِم ، لِأَنّ النِّيل لَمْ يُفِضْ لِسَبْع سَنَوَات

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى