ط
الشعر والأدب

قصيدة: حكايةُ طبيبة متخرِّجَة .للشاعر / د. أسامة مصاروة . فلسطين

جلستْ شذا في مطعمٍ عندَ المَساءْ

كـأميرةٍ في وضعِها بين النِساءْ

كانَ احتِفالٌ بالتخرُّجِ واللِقاءْ

غمرَ الجميعَ ببهْجةٍ بعدَ الشقاء

ضحكاتُهنَّ ملأنَ أرجاءَ المكانْ

ونكاتُهنَّ بعَثْنَ بَسْماتِ الزمانْ

وجمالُهُنَّ أضافَ سحرًا للْوُجودْ

ودلالُهنَّ أضافَ عطرًا للْوُرودْ

أمّا الحديثُ فناعِمٌ وَمُهذَبُ

ومِنَ الأغاني كلُّ لحنٍ يُطْرِبُ

جوٌّ يثيرُ لواعجَ القلبِ الكسيرْ

ويعيدُ ذكرى أوْ صدى الحبِّ الكبيرْ

وعلى طريقِ الشاطئِ المتواصِلِ

جلسَ المئاتُ براحةٍ وتفاؤُلِ

والكلُّ يشعُرُ بالمَودَّةِ والأمانْ

والطفلُ يرضَعُ بالمحبَّةِ والحنانْ

أمّا طبيبَتُنا شذا فمِنَ الغدِ

نرجو لَها ولشعبِها عملًا ندي

فَلِمثْلِها نحتاجُ في أوْطانِنا

لا للّذي يصبو لهدمِ كَياننِا

كانَ التخرُّجُ والشهادةُ بامتِيازْ

فتَحدَّثتْ بحماسةٍ بل باعتِزازْ

نظرَ الجميعُ إلى البناتِ والابتسامْ

يَعْلو الشفاهَ بِكلِّ ودٍّ وانْسِجامْ

فطبيعةُ الإنسانِ في جوٍّ سَعيدْ

ألّا يكونَ بحسِّهِ عنهمْ بَعيدْ

حتى إذا قدِمَ البلادَ كسائِحِ

أوْ ربَّما جاءَ البلادَ كنازحِ

سعِدتْ شذا وتراقَصَتْ متناغِمَهْ

وتمايلتْ بقوامِها متَرنِّمَهْ

عزْفٌ ورقصٌ والجميعُ يُجامِلونْ

وَبكلِّ إنسانيَّةٍ يَتعاملونْ

فالخيرُ يجمَعُهمْ وحُبُّ بني البشرْ

إلّا إذا ظهرتْ قلوبٌ من حجرْ

رسلٌ لشيطانٍ مريدٍ مُحتقرْ

ونذيرِ شؤمٍ للنجومِ وللْقمرْ

وكأنَّ شيطانَ العطاشِ إلى الدماءْ

سمِعَ الكلامَ فجاءَ يغتالُ المساءْ

كانتْ شذا أولى البناتِ لِتُقْتلا

وديارُنا أولى الديارِ لِتُبْتلا

د. أسامه مصاوره

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى