ط
الشعر والأدب

لقاء عابر ..قصه قصيره بقلم / احمد بيومى

احمد بيومى
..بعد عشرين سنه من الفراق قابلتها صدفه ذات مساء ..
كنت اجلس على مقهى فى شارع خالد ابن الوليد احتسى فنجان من القهوه البرازيلى .
.عندما لمحتها من خلف زجاج احدى المحلات تتسوق فانشغلت بالنظر اليها عن الزحام حولى ..لم يكن من الصعب ان اتذكرها .
.لقد تهدل صدغاها قليلا وزاغت عيناها قليلا ..بل وذبلتا كثيرا ..شعرت بالدهشه انها مازالت تذكرنى ..عندما رايت شفتاها المتشققتين وهى تبتسم لى من خلف الزجاج .. كانت ترتدى جوب اسود طويل يغطى منها السافين .. فوقه بلوفر ازرق قديم واسع كثيرا …كان اصدقائى يقولون دائما انها ممسوحه الظهر وناشفه …ليس لها تضاريس بارزه ..ولكنى كنت اميل اليها كثيرا وانتظر ابتسامتها من حيث اسكن فى الطابق العاشر .. وهى تقف فى السطوح المقابل ..فاراها يمامه وانا صقر ..ولكنى لم اهاجمها يوما ..كانت ذات ابتسامه تتالق فى الشمس .. فيبدو اننا معلقان فى الفضاء ولن ننزل منه ابدا ..ولكنها كانت كلما شاهدتنى انظر اليها اسرعت بالنزول وتتركتنى معلقا فى الفراغ وحدى.. ولا انسى طعم السعاده والبهجه التى كانت تحتل صدرى لمجرد رؤيتها تبتسم.. وهى نفس البهجه التى اشعربها الان رغم الابتسامه الواهيه.. وعشرين عام مضت ..و رغم الشفتين اليابستين المشققتين المرهقتين المتعبتين .. ورغم ان ابتسامتها لم تعد ينفس الاتساع ولا العمق ورغم انها فقدت بريق العنين واتساعهما ….نعم فقدت جاذبيتها كانثى .. مثلما قلت حلاوه كل الاشياء ..ولم يبقى على حاله الا الضجر ومذاق القهوه …فدفعت الحساب وانصرفت ..دون ان اعيد النظر اليها او حتى اودعها ..فحتى انا تغيرت كثيرا ..انتهت ..احمد بيومى .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى