ط
الشعر والأدب

مائدة الانتظار . قصة قصيرة بقلم / سحر رياض


مائدة الانتظار (قصة قصيرة)
تفتح نافذة غرفتها تعانقها أشعة الشمس تذكرت يوم أشرقت لها وهی تقف بجواره ينظران معا الطريق خلف زجاج القطار والصبح يحصد الظلام متشح بخيوظ الشمس الذهبية.. يحسبان للزمن الدقائق المتبقية الى محطة الوصول والعودة وداخل كلامنهما أمنية مستحيلة أن يتوقف الزمن ولا يفترقا بعد ان سمح لهما القدر باللقاء ساعات من أيامه النادرة . كانت محطة فارقة بينهم وبداية لرحلة عذاب طويلة من التيه والوهله
غادرت القطار بصعوبة وكإن اقدمها عالقة بقيود من حديد تكبل خطواتها وكأنما تسق الی الموت مرة اخرى وتغادر نبض قلبها الى عالم مجهول. افترقا…نظرت خلفها
لتعانق وجهه بنظرة وداع اخيرة وقد ارتسمت ملامحه كغيوم انعقدت علی السحاب وهی تغادر السماء التي تحتضنها الی الأرض بلونها القاتم وتتحول الی رزاز شفاف تمتص الأرض كيانة فيتلاشی تسير ببطء علی رصيف المحطة تجر خلفها حقيبة الفراق ومرارة الحنين الذي ملء قلبها بآلالم منذ لحظاته الأولی .. كانت تعلم أن جلستها سوف تطول أمام مائدة الانتظار … كانت تخشى أن تنظر خلفها مرة فتری دموعها ترتسم فی قلبه فقد كان بارعا فی إخفاء مشاعره حد القسوة الظاهرية …. غادر القطار المحطة وتواری شيئا فشيئا حتى غاب هو وقلبها الجالس بداخله بعيدا عن مرمى الأمل ….ظلت تبحث عنه طويلا بين طيات الأيام مع كل اشراقة شمس ونسمه حنين تهب لاحتضان مشاعرها باسی الافتقاد….وتستمر الالمها أعواما واعوام هو لا يزال بعيدا لم يحاول العودة بل لم يصارع حتى نفسه من أجلها واختار التخلى ارهقها نداء لم تسمع منه سوى صدى صوتها ..
ذات يوم عادت لتركل بقدمها وبكل قوة مائدة الانتظار وما عليها من مشاعر امل شهية تغرى بحياة لن تاتى قتلها الاستسلام لواقع قبيح مادى.. قررت أن تواجه واقعها الجديد وحيدة بلا حب ولا ذكرى ..تركت الانتظار خلفها ومضت ….تمت…بقلمى سحر رياض

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى