ط
الشعر والأدب

مثنى ..قصة قصيرة بقلم إدريس حنبالى

ادريس حنبالى
مثنى
قصة قصيرة

—————————————————————-
يا أهلا وسهلا..كعادتي يغمرني الفرح ،حين أجد ببيت والدتي العجوز ضيوفا ..آه لقد فعل الزمن فعله وتقطعت الأوصال و الأرحام.. كم أشتهي لمّة الأحباب .. أجدها لروحي المتعبة بلسما و شفاء..
رحَّبْتُ بالزائرة كما ينبغي، و سألتها عن موعدِ استئناف عملها، بعد غياب أَمْلَتْهُ حَادِثَة سير نجت منها بأعجوبة..سألتها عن مُرَافِقَتِهَا التي تزورنا خلسة: هل مازالت “الشْرِيفَة” لصيقة بك ،أم رحلت بعد الحادثة إلى غير رجعة؟
تراءت لي ترميني بعبارات احتجاج لم أتبيّنْها؛ مفادها أغلب الظن : يا لك من قليل الأدب ناكر للجميل..استدركت وتقمّصت دَوْرَ شيخ على المنبر: لابأس في ذلك ولكن لا ينبغي أن نَنْسُبَ النِّعَمَ لغيرِ ربّ النعم..أقصدُ أن الله جَعَلَ لَكِ مِنْ رَفِيقَتِكِ حَبْلَ نَجَاةٍ من الهلاك، فاحْذَرِي أن تَسْقُطِي في شَرَكِ الشِّرك يرْحَمُكِ الله..أطلت علي من جديد لسان حالها : كم هو بائس و أحمق هذا النحيف الفاشل..نَسِيَ أنَّ مصلحةَ الماء قطعت تزويدَه بالماء، و أنه اكتفى عِنْدَ صلاةِ الصُّبح بالتَّيمم..
____________________________________________________
– ادريس حنبالي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى