ط
الشعر والأدب

مومياء الفرعون..قصة قصيرة بقلم القاص/ عصام سعد

عصام سعد

خرجت مع المتظاهرين, نددت بدماء شهداء الثورة. انهالت خراطيم المياه علينا, دوت قنابل الصوت فينا, لم أجد مخبأ. دفعت باب المتحف, احتميت بداخله, أسندت رأسي على الحائط, أغمضت عيني, أخذتني غفوة من النعاس, رأيت فيها…
ــ أبداً. لن أترك دماء أحفادي.
ــ لكنك فرعون عصرك فقط, لكل عصر فرعون.
ــ الأصل أنا. فرعون الأعظم أنا. إله آلهة الكون أنا. الإنس والجن والمخلوقات المجهولة لديكم… بالسمع والطاعة مدينون لي أنا.
ــ يا صاحب الجلالة أرقد بسلام. ما أنت إلا مجرد مومياء.
ــ بل أنتم المومياءات.
ــ يكفينا ما نحن فيه من بلاء. نم وأخلد في نومتك الأبدية.
ــ لن أهدأ حتى أقتص لأحفادي الثوار.
ــ يا جدي. اليوم لا جند لك ولا سلطان.
ــ سيرى العالم أجمع سلطاني وجندي.
ــ يا جدي. عدوك له الجيوش المجيشة والأسلحة الحديثة التي لا عهد لك بها.
ــ اعلم عنها كل شيء. جيوشهم وأسلحتهم مكشوفة وأسلحتي وجيوشي. لم يتوصلوا لماهيتها, لن يفهموا أسرارها.
ــ يا جدي. لخصومك جيشاً من أحفادك, حربك ستهلكهم.
ــ يحاربوني بأحفادي ! لن يحدث أبداً. فقط على فراعنتكم المزيفين. أصب لعنتي وغضبي.
أفقت من غفوتي, خرجت من المتحف, فوجئت من سرعة التفاف رفاقي حولي, حوصرت بالعناق والدموع والتكبير والتهليل, أذهلتني هذه المعاملة الغريبة, قبل أن أستفسر منهم. سألوني:
كيف نجوت ؟ فالأعيرة النارية أمامنا اخترقتك وقتيلاً أردتك, سبحت فى بركة من دمائك, سيارة الإسعاف أمامنا أخذتك, أعلن طبيبها أنك استشهدت. فكيف هربت من الموت ؟
ــ لا شيء من هذا حدث, كنت داخل المتحف…
لم يصدقوني, على الأكتاف رفعوني, اخترقوا صفوف قوات الأمن صائحين…
( عاد الشهيد. عاد الشهيد ), انضمت إلينا جميع القوات بنفس الهتاف.
لحظتها, أنا فوق الأعناق. تذكرت عبارات مومياء الفرعون
( أسلحتي وجيوشي. لم يتوصلوا لماهيتها, لن يفهموا أسرارها )

بقلمي
الكاتب القاص/ عصام سعد حامد ــــــــــ مصر ــــ أسيوط ــــ ديروط

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى