ط
الشعر والأدب

غريب الدار .. بقلم الشاعر / أحمد بيومي

احمد بيومى
سيدتي ..
كنت .. سأعتبر كل النساء قبلك مجرد حروف ..
وأنت وحدك تغريدتي الوحيدة والقصة والقصيدة ..
ولكني فجأة قد صرت غريباً عنك ..
فأفهمي ..
أنك قد كنت أنت في الحقيقة وحدك موطني ..
فموطني كان براح الشعر ..
وكان بيت القصيدة مسكني ..
سيدتي .. أنا رجل الغروب ..
والقبر عاجلاً او آجلاً ..
سيكون بيتي و مسكني ..
فأنا غريب الدار والنفس معاً ..
بل قولي كأبي العلاء سجين المحبسين ..
الدار والعينين ..رغم أني أتمتع بالبصر وانعم ..
سيدتي لا تتعجبي ..
فأنا ما عدت بعد تجربتي المريرة معك إلى نفسي أنتمي ..
بل قد صرت سائح يبحث عن سراب الحب ..
وبنار العشق وحده يكتوي ..
سيدتي ارجوك لا تتألمي ..
أن قلبي قد صار مليء بالثقوب ..
والحزن صار يسكن شفتي ومبسمي ..
وهناك نار تخرج من جوف قلمي ..
فتكوي وجه الورق ..
وكذلك أصابعي و معصمي ..
وهناك بركان يبدو على وشك الإنفجار ..
يختبىء في سكون ..
تحت وسادتي وحيث مرقدي ..
فلا تطالبيني بالهدايا ..
فانا لم أعد أملك لك غير بعض دمع قد أختلط بالدم ..
وروحي تئن بالجراح وفي صدري صرخة ..
تريد أن تعلن عن نفسها ..
ولكني بصعوبة أخفي عنك ما أعاني و أكتم ..
اخفي عنك ما يؤلمني ..
وأغلق عن الحديث المر فمي ..
يتداخل شوقي مع صوت الألم في صدري ..
ولكني مازالت سخياً ..
انفق المال والعمر الثمين ولا أهتم ..
فأمنحيني من قلبك بعض الندى ..
حتى استعصي على الموت حرقاً ..
فمازال في الحياة بعض أحلام بكراً لم تكتمل ..
ومازالت نفسي من الحياة لم تسأم ..
سيدتي ..
أنا الأن أبدوا كطفل مذعور من خلف رموشك ..
انظر للعالم وبك أحتمي ..
فمدينتي قد صار البوم ينعق على بابها ..
بعدما سكنها الجنون و النار قد أضرمت بها ..
ولا وجود فيها لمن يعىي و يفهم ..
وسال في طرقاتها كالأنهار الدم ..
فلا وجود فيها لعاقل واحد به استجير أو أحتمي ..
و لهذا أنظري فقد حمل أهلها آثامهم تلال من الغم والهم..
وصار الرجاء والأمل أن يعود الحب إلى قلوب الناس ..
قبل أن بنتهي العالم فنبكي أطلال الحضارة ونندم ..
تغريدة حزينة .. بقلم الشاعر / أحمد بيومي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى