ط
مسابقة القصة القصيرة

ميلاد . مسابقة القصة القصيرة بقلم / حاجى عائشة من الجزائر

خاص بالمسابقة ( القصة القصيرة)
الاسم حاجي عائشة / البلد : الجزائر- وهران /
البريد الالكتروني : [email protected]
ميلاد
كانت الساعة الرابعة صباحا .لم يتوقف المطر عن النزول .كانت الاخت الكبرى تذهب وتجيئ الى غرفة امي الصغيرة وفي كل حين يزيد الأ نين المنخفض لقلة جهدها فلم تكن أمي بصحة جيدة كان هناك طرق بشدة على الباب الأزرق الكبير في باحة البيت القديم .فتحت أختي الباب دخلت الجدة زينب والمطر حائل بينهما لم أتأخر؟- أسرعي – تقول ذلك والدموع متحجرة في عينيها كأنها وجدت ضالتها بعدما أمضت الليل سأهرة تشرف على أمي وتحرص على نوم أخواتها البنات .انها تتألم مند ثلاثة أيا –ولم يأخذوها المستشفى؟ هذا حرام . ولمذا لم تخبريني بذلك …لم يكن بوسعي تركها وحدها فهي ضعيفة جدا. قالت ذلك وهي منهارة. بنيتي لو أعلمتم طبيب المستوصف الذي أعمل معه لجاء بنفسه كانت الجدة زينب عجوز لكنها ماهرة في التمريض حيث تعمل مع طبيب فرنسي منذ مدةطويلة بخبرتها وحكمتها في عملها. وصبرها مع النساء –لاعليك بنيتي ستتحسن . دخلت الغرفة بسم الله لاحول ولاقوة الا بالله …لم تكن الجدة زينب الا لتقول أشياء جميلة مثل وجهها فهي بيضاء عيناها خضراوتان تماما مثل أمي حتا أنني كنت أضنها إبنتها لكن وجهها كان مملوءا بالتجاعيد الرقيقة وكان شعرها من جانب أذنيها أحمرا بلون الحناء وكان طاقم أسنانها العلوي يسقط خارج فمها كلما تكلمت لذلك لم تكن أمي لتفهمها وربما كانت مشغولة بي لم تمنحني الجدة زينب سوى الكلمات الطييبة والابتسامة لا تفارق محياها قصدت أن أكون قوية مؤدبة والأكثر ذكاءامثل أي شخص يراني . تعاطفت العجوز مع أمي فأهتمت بها طيلة اليوم . كان أبي مسافرا كعادته وليس في البيت ما تقدمه أختي لها(تضيفها) لكن جدتي لأبي وعمتي والبقية كانوا موجودون حيث وبخت العجوز كليهما بعد خروجها عندهم فقد كانوا يقفون عند باب الغرفة المحايدة لغرفة أمي .تكلمت بجدية :أيا كانت الطريقة التي تعيشون بها هنا … لكن في هذا الوقت بالذات أنت الأم وهي الابنة ألا يحن قلبك هي أمانتك .ما بال تلك الطفلة التي تقوم بدورالأب والأم وكل شيء على رأسها تقصد أختي الكبرى وسنها لا يتجاوز الثاني عشر.استطيع تخيل الحديث الدائر بينهم حيث العمة صوتها قوي وبجانب أنفها حبوب كبيرة كنت أضنها ذبابة تلازمها وبدا وشاح جدتي أكثر تيبسا المغطى بشريط أسود يعلو عينيها الكبيرتان .لم تنجح الجدة زينب في اقناعهم بصعوبة الموقف حيث قالت –لماذا تركها بدون علاج تقول لولا ستر الله لمات الصبي – بدتا محتارتان تتساءلان في صمت هل بقيت الأم حية أم …..دخل أبي عائدا من سفره لغير عادته وكأن شخصا أخبره حضن أمه أمي كيف حالك الجدة زينب عندنا ….وقف يبحلق ويتساءل فلم يرى سوى العيون تتراقص صرخ ماذا هناك لم يرد أحدا .دخل مسرعا الى الغرفة وكانت غرفة أمي مضاءة بضوء خجول بقي لوقت …قبل رأسها .أما أمي فكانت خصلات شعرها مبتلة بالعرق من عناء الولادة كان مشفقا حزينا من جهة وكان سعيدا جدا لوصوله مع وصولي وكنت حينها لا أعرفه لكن تعرفت عليه من صوته القوي .قال سأسجله اليوم قولي لللأولاد يساعدوني ( يقصد إخوته ) في جلب الماشية للذبح ريثما أرجع من البلدية سميته أحمدا بعدما نظر الى تحت الغطاء الأبيض الذي غطتني به الجدة زينب فوجد شيئا يوحي بذكورتي …إنه نهاية الحبل الصري كان نيئا ولم يربط بإحكام ..ضحكت العجوز ساخرة مذا تقول هي بنت وليس ولد. كيف أنت تمزحين صرخت بشدة لاأمزح في هذه المواقف أتكفر بما خلق الله . ماذا تقصدين ..عندك بنت من أجمل ما وقع في يدي. هي هدية من الله . إحمر وجهه كنار متصاعدة أنت مخطئة جدتي عاينته بنفسي .صاحت غاضبة لن تتغيرو معشر الرجال لازلتم في غفلتكم تفرحون لمجيء الولد. لكنها هنا وستعيش طويلا عوض أحمد سميتها أمل تقول ذلك وهي تقبلني بشدة أحنت على خيبة أمله خافضة صوتها إذهب يا إبني وسجلها الله يرضى عليك . قبل رأسها خاضعا ووضع في يدها ورقة مالية أكراما لها وجهت رفضها . اشتري طعاما لبناتك لم يأكلن شيئا اليوم . أدركت ذلك في عيد ميلادي السادس حيث أتذكر ذلك اليوم بدقة .ربما لأن أمي قد روت الحكاية مرارا . وكنت سعيدة جدا كوني جزءا من لعبة أمي .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى