ط
الشعر والأدب

عقيم العمر ينتظر الجنين . قصيدة للشاعر / صلاح داوود .تونس

عقيــــم العـمـــر..ينتظـــر الجـنيــن .
شعر صلاح داود

/من ديوان:
إبحار في متاهات أنفاسها
**
ألـفـنــاهــا وحين اسـتـأسَـرتـْـنــا
تـهــاوى الــــوردُ هـيـمـانـا حـزيـنــا

و قـطــْرُ الــطــلِّ مـجـنــونٌ مُـعَـنـّـى
عــلـــى وجـــــعٍ يـُـؤرّقــنــا حـنـينـا

و صـمــتُ الــنــَّاي لا نــفــخٌ مــــدَوٍّ
يــــرجّ الــجــرحَ مـكـلـومًـا دفـينـا

تـهـادتْ مـــن أعـاصـيـر الأقـاصــي
عـلــى صـــدري فهـزَّتـْنـي جـنــونــا

وأجــرتْ فــي دمــي حُـمـمًـا لهـيـبـا
فــأوقـــدتِ الــمــواجــعَ و الأَنــينــا

يهـيـم الـخـوف مــن ولـَهــي علـيـهـا
كـمــا وتـــرٌ وقـــد سُــلِــبَ الـرنـينا

و يرعبـنـي عـنـيـف الـشــوق شـكّــا
ويضـنـيـنـي ويـربـكـنــي ظــنــونـا
***
شـــربــنــــاهــــا مــعــتــــقــةً سـلافـا
وفـــــي فـمــنــا تـذوّقـْـنـا الـهـجيـنـا

فــمــا جـلـبــتْ مبـاهـجَـنـا كــــؤوسٌ
و لا ولــهــتْ حـنـاجـرُنــا مـُجــونــا
*
ألــفـــنــاهـا مــرنّـــحـــةً أَلـوفـــا
فـمــا لـلـقـلـبِ مِـشـكـاكـا حــرُونــا؟

تـعـالـيْ مـِــنْ فـمــي عُـبّـي جـنـونـا
و لا تـُبـقـي عـلــى عـمْـري رهـيـنا

و هـاتـي لــي ظـلالَك واحضُنـيني
فــفي الأوداج أشعلــتِ الـفـتـونـا
*
ألفنـاهـا و ثغـرُ الـصـمـْت يَحكي
فما للقلب مِشـحـاحـا ضنـيـنا

فَـــراشُ الــنّــارِ رفــرافٌ عـلـيـنـا
فــمــا روِيَ الــفـَـراشُ و لا روِيــنـا

تـُـسَقـِّيْنـا الــقـِـداحَ عــلـى شـِفـاهٍ
على دمِـهـا الـجَـوَى رسَـم الفنونا

و ينفحُـنـا الـتـرنـّـحُ مــــن شــذاهــا
فيجرفُــنـــا يـــســــارا أو يــمــينـا

**
سـُـبــاتُ الــــوردِ مــرمـــيٌّ بـفـيهــا
مـرجـّـجــةَ الـخــواطــرِ تـرْتـجـينــا

يـبـيـتُ الــدهــرُ مــذعــورا عـلـيـهـا
فـيـحـتـضـنُ الـثــوانـيَ والـسّـنينـا

تنُاغِـيـنـا فيـَطـمِـي الــمـوجُ زحـْـفــا
و تتـركـُنـا و قـــد تـركــتْ شـجـونـا
**
**
ألـفــنــاهــا و بـسـْمـتُــهــا ســــــؤال
و طــيــفٌ حــائــرٌ فــقـَـد الـيـقـيـنـا

و طِــيــبٌ مــــن مفـاتـنـهـا يـُـــدَوّي
يؤبْـلِـسُـنـا الــهــوى دنـيــا وديــنــا

غـيــومُ الــوجــد مــرسـوم سـنـاهـا
بــســرّ الـلـغــز كـحَّـلـَـت الـجـفـونـا

يـجــول الـشـفـْـرُ فــــي أرق عـنـيــد
فـتــعــتــلّ الـمــحــبـّـة تـــرْتـجــيـنا

و يطـفـو الـرعـب فــي نهــدٍ شـقـيّ
و تـحــتــرس الأهـالــيــلُ الـجـنينــا

و يـرتــعــش الــكـــلام مُـــــدام راح
عــلــى شــفــة تــمــُوج و تسْـتـبِـيناا

إذا انـطلـق السكـات لغـَـا بـعـنف
يـــحـــاوره الـفـؤاد و لا يُــرينـا

عُـصـارُ الـنـار فــي دمـهــا تـمـاهَـى
إذا خـطــرتْ عـلــى دمـنــا خشِيـنـا
*
سكـرْنـاهـا ومِـــن فـمِهـا ارتشـفـنـا
فـمِــن أيـــن الـجـنـونُ إذا صحِـيـنـا؟

و مــن أيـن الـذّهــولُ إذا انتــفـيْـنـا؟
و لـكـنْ..هـل فَـنِـيـنا كيْ نـكــونـا؟
*
ألـفـنـــاهــا.. ألــيــفــا فـــي ابـــتــداء
و مــــا خـِلـنــا الـنـهـــايـة تـرْتـدينــا.
*
حبـيـبَ الـــروح يـــا نَـفَـسًـا أريـجًـا
هـــواءُ الـصــدرِ مـنـحـبـسٌ سـنـيـنـا
*
فضُـخّـي مــن زلال الــروح دفـْـقــا..
عـقـيـــمُ الـعـمْـر..يـنـتـظـر الـجـنينـا

و هـُـزي يــا رؤى هَـوَسـي كـيـانـي
وكُـونـي مـــا لـِغـــيْـــرك لـن يكوناا

تـرشّـفـْنـا الـمـتـاعـبَ لــــم نـُمــانــع
فــذوقــوا مِــــن هَــوانــا ما لــقِـينــا

تـَلـَوّيـْنـا بــوخْــز الــشـــوْك مـنــكـمْ
و مِــــن يــدِنـــا أنـلْــنـا اليـاسـمـيـنـا
**
فجُـولـي فــي شرايـيـنـي و جَـرْحـي
فـقــد بـــات الـفـؤاد بــكـمْ طـعـيـنـا

وغوصـي فـي رعـاش الشـوق إني
عــلــى وجَــعـي تـكـتـّمـْتُ الأنـيـنــا

و كـــان الـخــطُّ مقـطـوعـا فــراغــا
فــــلا مـعـنـًـى نــَـرُوم و لا مَـعـينــا

وحــيــن الــفـــلُّ دفّــقـه ربـيـعي
تـنـفّــسَــتِ الــجـوانــحُ أجـمـعـيــنا
**
زوابــــعُ مــن أنـوثـتـهــا احــتــدامٌ
إذا عـبـَرتْ تـلـوّى الـصّخـرُ لـِيـنا

بـدأنـاهــا ..كــمــا الـدنـيـــا أرادت..
وهــا أنّــا..كـمــــا شـاءت وشِيـنـــا.

صلاح داود
.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى