ط
الشعر والأدب

ألـف ليلـة وليلى/ للشاعر / سليمان دغش

10350522_809871929055684_3908876176188339189_nالليل مرايا الروحِ
فكيفَ أعلِّمُ روحي سرَّ الكشفِ الملتبِسِ
على أهدابِ العتمةِ
في جفنيْكِ السوداوينِ
تقولُ الرؤيا :
إنَّ الشّمسَ سترمي خلخالاً ذهبياً في البحرِ المسحورِ
وراءَ الهُدُبِ الناعسِ ليلَ نهار
في مرفئ عينيكِ الساحرتين كليلِ الصحراء
تقول الرؤيةُ :
إنَّ الحوريّةَ قد سرقتْ خلخالَ الشمسِ
لتكملَ زينتها الشمسُ
ونادَتْ نجماً راوَدَها ذاتَ مساءٍ : وَيحَكَ
إنَّ الشّمسَ على قدَميَّ
وليلي الأسود في عينيَّ
وخمرُ الجنّةِ مكتنِزٌ في شَفَتيَّ
فمنْ يأخُذُني ثانيةً للبحرِ
على زوْرقِ عينيهِ الزرقاوينِ
ويخلعُ عن جسَدي ثوبَ الليلِ
ويهمسُ ملءَ زنابقِ روحي
حينَ تئنُّ على شَفَتيَّ الريحُ الجذلى
ليلـــــى…
يا امرأةً جَنَّنتِ البحرَ على قدميها الحافيتينِ
فحارَ البحرُ طويلاً
ما بينَ الجَزْرِ وبينَ المدِّ
على شهقَةِ تنّورَتِها
تَتَقَصَّفُ
أو تتنهّدُ
أو تتثاءَبُ
أو تتأوَّهُ
فوقَ مرايا النّرجسِ في ركبتها
ملءَ هواها
يغويها البحرُ فتُشعِلُ ماءَ البحرِ المتوتِّرِ
في شبهِ الإعصارِ على آهاتِ الموجِ
إلهـــــي
هَلْ سَجَدَ البحرُ لغيرِكَ يوماً
حتّى يسجُدَ مثلَ ملاكٍ عندَ أصابِع قدميها العَشرِ
وهلْ أحدٌ أشعَلَ ماءَ البحرِ سواها…!؟
امرأة تتشمَّسُ كالنّخلَةِ في محرابِ أنوثَتِها
وتُعِدُّ نبيذاً أحمرَ لليلةِ بَعدَ الألفِ
على شفتيها الآثمَتينِ
كتفّاحَةِ حواءَ الحمراءِ
فكمْ شفة نحتاجُ لقُبلتنا الأولى؟
واحدة فوقَ الشّفةِ العُليا
واحدة فوقَ الشّفةِ السّفلى
تتأرجَحُ بينَ الماءِ وبينَ النّارِ
لتُكمِلَ دورَتَها المجنونةَ ما بينَ الفردوسِ العِليِّ
وبينَ جحيمٍ شيطانيٍّ
يَلهَثُ في الشّفةِ السّفلى
مَنْ وَهَبَ الشّفةَ العُليا طَعْمَ الفردوسِ
وَصَبَّ جَهنَّمَ في السّفلى ..؟
مَنْ وَهَبَ السُّرةَ وهَجَ النارِ على زهرةِ دُفلى..؟
مَنْ غمَّسَها بتوابلَ مِنْ جُزُرِ الهندِ صباحاً
فاحتَدَمَ البرقُ على أيقونتِها العذراء
كبُرعُمِ لوزٍ لم يتفتَّحْ بعدُ
لوعدِ الفَجرِ
وَمَنْ أعلا في نَهديها قُبَّرَتيْنِ
على تَلِّ الذعرِ ؟
كأنَّ اللهَ تنفّسَ في هيئتِها، صلّـــــى
ودَعاها أنْ تتجلّـــــى
ليلاً .. ليلـــــى
يا امرأةً تغزِلُ مِنْ صوفِ الشّمسِ عباءَتها
بايَعَها الليلُ
وخبّأَ في عينيها كُلَّ مفاتيحِ السّر،
مرايا الكونِ، فوانيسَ علاء الدّينِ،
خواتِمَ بلقيسَ وحور العينِ،
كُنوزَ سُليْمانَ وخاتَمَهُ المسحورَ
وأودَع جَفنيها سحرَ الكُحلِ،
تمادى سِحراً
وتهادى في جَفنيها ذُلا
يا امرأةً يَشهَقُ قُرصُ الشّمسِ
على ماسةِ سُرّتِها كُلَّ صباحٍ
وينامُ الليلُ على عينيها السوداوينِ
ويصحو.. يتجلّـــــى
ليلاً
ليلاً ….. ليلـــــــــــــــــــــى

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى