ط
مقالات فتحي الحصري

ألف ليلة وليلة مابين الخيال والاستهبال …بقلم فتحى الحصرى

كتب / فتحى الحصرى
تربينا منذ زمن بعيد على حلقا الف ليلة وليلة وما بها من سحر وغموض عندما قدمها لنا عبر الإذاعة الشاعر الكبير طاهر أبو فاشا بلغته الشعرية البسيطة والتى كانت تاخذ الألباب وصوت زوزو نبيل ( شهر زاد ) يجعلنا نسبح فى عالم من الخيال الممزوج بالمتعة والسحر .حتى عندما قدمها الراحل فهمى عبد الحميد تلفزيونيا وكتبها الراحل عبد السلام أمين لم يخرجنا من الجو الأصلى لعالم الأساطير والسحر بل ولم يبتعد كثيرا عن اللغة الشعرية الخاصة التى علقت بوجدان الناس إذاعيا وربما بوجدانه هو شخصيا فالتف الجميع حول الحكايات والخدع المبهرة التى قدمها المخرج العبقرى منذ مايزيد عن ربع قرن وأكثر وكان لخفة دم شريها وطلتها الرائعة يصاحبها صوت الرائعة زوزو نبيل والتى لاأتصور أن تخلو حلقات ألف ليلة من دون صوتها الأخاذ وهى تردد فى شجن ( بلغنى أيها الملك السعيد ..ذو الراى الرشيد ) …!
اليوم وبعد مرور تلك السنوات يطل علينا مخرج جديد (رؤوف عبد العزيز )ومؤلف جديد  ( محمد ناير) برؤية جديدة للأساطير الشهيرة ومن خلال ( برومو ) عرض لبعض حلقات المسلسل الجديد توسم الناس خيرا بعودة حكاياتهم التى أحبوها منذ القدم خاصة بعد أن أظهر الإعلان كمية النجوم الكبار والذين يحتلون مكانة كبيرة فى قلوب المشاهدين ..ولكن كما يقولون دوما تأت الريح بما لاتشته السفن ..!

ولنأخذ العمل كما جاء بشكله الجيد والذى تمثل فى حكايتين منفصلتين على مدار الشهر وكل حدوة بأبطال مختلفين علاوة على أبطال الرواية الأصلية شهريار وشهر زاد وما حولهما من حاشية وحكايات ومؤامرت والتعلب فات وفى ديله سبع لفات ..!

بداية أخفق الكاتب بشكل كبير عندما حاول أن يجعل لنفسه شكلا وضمونا يختلف عما قدمه الآخرون فجاءت كلماته وحواره أبعد مايكونا عن الشكل الشعرى البسيط أو السجع الذى قدمت به الحكايات من قبل أما عن بعض الممثلين فلا تسل . ولأن المخرج هو المصور فقد جاءت الصورة فقيرة رغم الإمكانيات الهائلة سواء المادية أو التكنولوجية التى تم تقديمها للعمل فلا الخدع كانت محكمة ولا الصورة تحلت بالإبهار المتعارف عليه فى مثل تلك الحلقات خاصة فى الحكاية الأولى والتى وضح أن الممثلين فيها لعبوا دور الممثل والمخرج فى آن واحد الكل يعمل كما يحلوا له فهذا يستظرف وذاك له من ثقل الظل ما يجعل أى سفينة تغوص فى الماء من شدة ماتحملت من ثقل ظله وآخر سيظل يمثل بنفس طريقته فى سنبل بعد المليون وآخر ظن أنه يحكى وديع وسوف يضيع حتى يخيل للبعض بأنها ليست حكاية أسطورية خيالية بل عبث ومبارة فى الغتاتة بين بعض من ظنوا أنهم خفيفوا الظل ..!خاصة أن هناك مخرج ترك لهم الحبل على الغارب كى يفعلوا مايريدون إما لأنهم فرضوا أسلوبهم عليه او لأنه ظن أن مايفعلونه قد يضحك الناس طالما أضحكه هو شخصيا .. أما ممثلوا الحكاية الأصلية فلأنهم ممثلون محترفون فقد أجادوا فى حدود ماهو مكتوب فى النص أجاد كل من شريف منير وعماد رشاد وإيهاب فهمى وقدموا آداءا سلسا به الكثير من الاحترافية  وعنبر التى على ماأعتقد لعبت أفضل أدوارها منذ فترة بعيدة .أما نيكول سابا فقد كانت جامدة الملامح باهتة ولم تضف لشهر زاد أى جديد إن لم تكن قد انتقصت منها ..!
الجزء الثانى أو الحكاية الثانية بدت وكأنها عمل منفصل عن العمل الأصلى ربما لأن الممثلون فيها أكثر احترافية ونضجا علاوة على أن الحدوتة بدت من صميم كتاب الحكايات وليست مثل قصة قراصنة الكاريبى التى عرضت فى الجزء الأول .. كمال أبو ريا كعادتة هادئ يجيد السهل الممتنع وآسر ياسين يمثل بدون فزلكة فجاء آداؤه به ثقة كذلك ناصر سيف أما مادلين طبر فقد تقمصت در أمازيل الساحرة الشريرة خفيفة الظل رغم شرها المستطير طلتها محببة للقلب وأعطت للحلقات مذاقا خاصا ويحسب لها انها تحدثت أحيانا فى حوارها بروح ألف ليلة التى تعتمد على السجع فى نطق الحوار وأعتقد أنها من قام بذلك وليس المؤلف فلم تقابلنى طوال عرض المسلسل جملة سجعية واحدة أما ابنتها فى الحدوتة والتى على ماأذكر أن اسمها ياسمين الطافش فهى ممثلة سيكون لها شأن  فى السنوات القادمة ..!
وما بين الخيال والاستهبال ..وحكايات يسبح فيها الخيال ..أدرك شهر زاد الصباح .فسكتت عن الكلام المباح
2848643616343319100 LELAWELELA_4 LELAWELELA_7 shrief

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى