ط
مسابقة القصة

أنشودة الأمل..مسابقة الرواية بقلم / ابوبكر عادل محمد من مصر

الاسم: ابوبكر عادل محمد
الدولة : مصر
رقم الهاتف : 01126404312
0222478942
العمل المقدم : رواية بإسم : عشرون عاماً للوصول للقمر

أنشودة الأمل

هنا جاء وقت العزف بالجيتار الذي عشقه كارل , ليتمايل كل عصفوراً يقترب من غرفته لسماع تلك الآلحان ,
ظل يعزف كل يوم بجيتاره أنشودة الأمل , فهو يعشق العزف على الجيتار أيضاً كالرسم, فكان يجلس في حديقة المنزل بفرشاته ليخطو ويعبر عن إعجابه بالقمر, وعندما تدق الساعه الخامسة يمسك الجيتار ويقول كلماته التي اختارها على بعض ألحانه
( ها أنت قمري ها أنا لك ,احبك إن أحببتني فاصنع لي جناحين حتى أتي إليك) ,فجاءت من خلفه الأم وتفاجأت بعزفه الرائع ورسمه فقد رسم في ذلك الوقت سماء تحيطها النجوم وبمنتصفها القمر, وكان يرسم بجانب القمر صورة شخصٍ تتعجب الآم للصورة , فيقول هذا أبي فابتسمت الآم وفرحت , وقالت له حان وقت الطعام فقد أحضرته, فرفض أن يأكل وجمع أصدقائه الذين يسكنوا بجواره مباشرةً, وظل يحكي لهم قصصاً بطولية عن أطفال فلسطين فقد كانت أمه تروي له الإرهاب الحقيقي في العالم إسرائيل وغيرها ,وكان يري النشرات الإخبارية ويرى أطفال تُقتل وأطفال تقف أمام سلاح الجندي لا تهابه وبيدهم حجارة فيحب الطفل هذه الأشياء لأنه يكره الحروب التي قضت على أبيه وازداد الأطفال فخراً بمعرفتهم لذلك الطفل “وأخذ يردد أناشيد الآمل من جديد ”
فقال لهم أنه قرأ رواية لألبيركامو:
انه في العهود الأولية الساذجة كان يمسح الطاغية مدناً بأكملها لإعلاء مجده,وحين كان العبد الموثق بعربة المنتصر يسير معروضاً في شوارع المدن المختلفة بأعياد النصر , وحين كان يُرمي بالعدو إلي الحيوانات المفترسة أمام جموع الشعب المحتشد,نقول إزاء جرائم بمثل هذه السذاجة كان في وسع الوجدان أن يكون ثابتاً وفي وسع الحكم أن يكون جلياً. أما أن تقام معسكرات العبيد تحت راية الحرية ,قوة التمييز والحكم حينما تزين الجريمة بثوب البراءة.
وظل يتحدث الطفل الصغير كأنه في العشرين من عمره أو أكثر , فتعجب الأطفال من كلامه ولم يفهم كثيراً منهم ما يقول, وانسحب البعض للنوم حتى بقي وحيداً ينظر للقمر , ويقول أنشودة الآمل من جديد أنا لستُ طفلاً لا يدري بما حوله, بل أنا لي عقل وفكر ,
وظل يمسك القلم يحاول أن يكتب أشياءً من القصص القصيرة التي يحاول ان يخرج ما بداخله في تلك الكتابات ,وكانت أول قصة له تسمى بأنشودة الآمل , ظل يحكي فيها عن تفاصيل حياته وسبب عشقه للقمر أنه ذات يوماً ذهب يغني ويتراقص بجيتاره وينظر للقمر والنجوم كأنهم مدعوين لحفلته الموسيقية التي يلّحن فيها تِلك الآنشوده وعلى الرغم من انه كان يرقص ويغني وحده إلا أنها كانت تغمره السعادة ولا سيما كان يشتاق لوجود امه بجواره وأبيه ولكن في ذلك الوقت خلدت أمه إلي النوم وذهب أبوه إلي السماء في رحلة الآخره التي ليس بها عوده لتلك الحياه التي يعيشها ذلك الطفل ,,
ظل يكتب قصته ,التي بدأت بخفقات قلب طفلٍ صغيراً يجوب العالم بأنامله الصغيره المكونة من أصابع تخطوا بماء الذهب ويبدع في فن الرسم ويرسم لوحاتاً تباع بآلاف الدولارات,حيث رسم الأمل فيها والطموح لذلك الطفل كأنه يشبهه أو يريد أن يسرد قصته ويروي بعضها لأصدقائه حتى يًُكملها وكل يوم يشتاق أكثر للصعود للقمر فتحدث لأحد اصدقائه يوماً ما يسمي هاري , قال له تذهب معي للقمر؟,
ظل صديقه يضحك كأنه مجنون وقال جن عقلك يا كارل ,هل تتصور القمر رحلة إلي المنتزه أو إلي مدينة الآلعاب التي نذهب إليها كل اسبوع, سكت كارل وتركه صديقه وانصرف ,وظل كارل وحيداً يتمتم بكلماتٍ ذات نغمات موسيقية رائعة تزيده ولعاً وتشوقاً لما قال (زيارة القمرِ) وظل يعزف أنشودة الآملِِ التى طالما رسمها على جيتاره حفظها وحققها
“فالأمل يرسم بورده حمراء بجانب عصفوراً يحلق في السماء والشمس تملأها ,
والسحب البيضاء خفيفية بأشكالاً رائعة ,تجعلنا على يقين أن للطبيعة أسرار كسر حب كارل للقمر ” ,فلنرسم سوياً بالقلم خيطاً رفيعاً يحتمل التأرجح في تلك الحياة, متماسكاً لا يقطعه شيء كأنه الحياة , تقابلنا أشياءاً تحاول إيقاعنا ولكننا نتماسك مهما ذهبت بنا الدنيا يميناً ويساراً ومهما هبطت بنا من الأعلى للقاع , فسلم الحياة لا يكسر إلا إن سيطر علينا اليأس فليس هناك سلم بعد اليأس للصعود فلنمتطي جواداً بجناحين ليطير بنا لنحلق كالعصافير في سماء النجاح

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى