ط
الشعر والأدب

« أوراق من النبض »الشاعرة الجزائرية صورية حمدوش .قراءة وتحليل / السيد عبد العاطى مبارك

تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد ” مصر ”
****************
« أوراق من النبض ٠٠ !! »
الشاعرة الجزائرية صورية حمدوش – ١٩٧١م ٠
” نزف الفؤاد لسنين
صارت لبنات الجراح
كجدار برلين حاجزا
بين قلبي وروحي
أوزع البسمات
وأنا المصلوبة بين الضحكات
صففت جراحي على الورق
فكان الحبر جرعات كمياوي
لتلك اللعنات
نسيت من أنا ٠٠ ”
من قصيدة : عالم أفلاطوني ٠
—–
نتوقف مع الشاعرة الجزائرية صورية حمدوش التي تحل ضيفة علي معرض القاهرة للكتاب و شاركت في هذه التظاهرة ،  فمرحبا بها في بلدها الثاني الشقيق إيمانا برسالة الكلمة نحو ثقافة تجمع فكر وجدان هذه الأمة الضاربة في جذور الفنون الجميلة هكذا ٠

ولدت الشاعرة الجزائرية صورية حمدوش ، عام ١٩٧١م بولاية ” ميلة ” ٠
، تميزت منذ نعومة أظافرها على أقرانها باللغة العربية.
كان ذلك جليّاً في مادة التعبير الحر.
اشتركت بالكتابة في العديد من المجلات الأدبية الإلكترونية وحصدت جوائز عدّة في المراتب الأولى في مسابقات إلكترونية نافست فيها أقلام لها باع في عالم الكتابة ومن ذوي الاختصاص.

و شاعرتنا لها فلسفتها الجمالية الخاصة ، ذات صبغة دلالية و حضوى متألق بالساحة الأدبي ٠
وقد توجت
قصيدتها (الحب بين مد وجزر ) حصلت على المرتبة الأولى بمهرجان القلم الحر بجامعة الفيوم مصر ٠
والمرتبة الثانية قصيدة “اشتقت اليك ياسيدي ” من ديوان بين فتق الجراح ورتقها في مناجاة روح الرسول الأكرم ٠
*صدر لها :
=====
= ديوانها الأول بعنوان : «أوراق من النبض» ٠
= ديوان بعنوان : «وقفات بين فتق ورتق الجراح» ٠
= ديوان ” دياجر الغياب ” ٠

* من شعرها :
=========
و تقول الشاعرة الجزائرية صورية حميدوش في قصيدة أخري بعنوان ( عالم أفلاطوني ) :

نزف الفؤاد لسنين
صارت لبنات الجراح
كجدار برلين حاجزا
بين قلبي وروحي
أوزع البسمات
وأنا المصلوبة بين الضحكات
صففت جراحي على الورق
فكان الحبر جرعات كمياوي
لتلك اللعنات
نسيت من أنا
فقط جثة متحركة
محاطة بوهج كاذب
تعثر بي ذات صدفة
اغتسل في حضرتي
فتعريت أمام صفائه
كسر كل الجدران النتنة
التي ترسبت من سنين
كأن كل منا يكسر قيود الآخر
لنتحرر إلى عالم أفلاطوني
نرسمه بأناملنا
بريشة الروح
ثم نلج به عالمنا الساحر
لم يصدقه كلانا
لكن بعض الخدوش
بدأت تطفوا على السطح
فهل ستنسفها ألوان الروح ؟
وتزهر كعيد للحب
أم أنها تعويذة من زمن هاروت وماروت
لا تفك إلا بهدم كل الكهوف عن بكرة أبيها ؟
***
و تقول الشاعرة الجزائرية صورية حميدوش في قصيدة أخري بعنوان ( وميض عينيك ) :
*وميض عينيك*

مازالت روحك ساحرة
تبحر بي في مدينة كريستالية
كحكايا أليس العجيبة
وغيومها تعطرني
كلما نزل ردادها على أرض جسدي
مازالت الصباحات تنسج بهجتي
من محياك الملائكي
مازلت جائعة لحبك كالفقراء واليتامى
مازال همس صوتك أشهى
من رائحة الخبز في مخيمات الجياع
مازالت سنابل الروح تنحني
للنسيم خجلا من تلك البسمة
مازالت تلك التفاصيل الصغيرة
ألملمها كلوحة فنية
أتفنن في رسمها على أوراق النبض
مازلت أغفوا على وسادة مطرزة بحروفك
وسرير محشو بصدى صوتك
ويدفىء هذا الجسد وميض عينيك
كأن جسدك يحتويني
تهدهدني ضحكاتك كحجر أمي
مازالت الحياة رافعة أشرعتي
طالما نفسك يعبر قارات جسدي
لترسم خريطة العالم الجديد
كمولود أصابته طفرة وراثية
وبدأت علامات التميز والتفرد
تبرز في أروع صورة للوجود٠
***
و نختم لها بهذه القصيدة و التي بعنوان ( بعض الجنون هذا ) ، و التي تنم عن عمق ربي فلسفية تنسج فيها ظلال الدراما مع الحياة فتقول :
وأنا هنا بعيدة عنك
بيننا بحار ونهر النيل
أتذوق كل يوم قطعة شكولاطة
من تلك العلبة التي دسستها بحقيبتي
لتكون قبلا تهوي بها على شفاهي
فتصير نبيدا لليالي الجافة
فيتطاير منها عطرك
ويعم أرجاء غرفتي
بشارع يوليو بالقاهرة
فتوثقها روحك انتصارات
تضاهي انتصارات الناصر
بل وأشهى وكيف لا ؟
وهي تلون صورتك أمام ناظري
أينما وليت وجهي
يقابلني محياك
يتدلى من سدرة الروح
كأنما الرب زين به سمائي
بطريقة محكمة كعظيم خلقه للكون
لتكون كل أيامي أعياد تحتفل بحبنا
فقط اليوم كان أكثر وهجا
لأنك كنت أكثر عشقا
مع تلك القبلات
التي بعثتها عبر الكاميرا
و تلك الغمزات
توقع بسمتك بقلبي
بعدما صارت أكثر وضوحا
دون لحية كانت ترجمهما
فصباحاتي مشرقة من عطر الليل ٠
***

هذه كانت بعض التأملات في عالم الشاعرة الجزائرية
” صورية حمدوش ” التي تنقش ملامح تجربتها في تلقائية من خلال مفردات سهلة تستوعب ميلاد القصيدة بين نبرات توظف حالة الواقع في رؤية مستقبلية نحو خيال يعكس روعة المشهد دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى