ط
مسابقة القصة القصيرة

إنبهار ..مسابقة القصة القصيرة بقلم / بثينة هيكل من مصر

قصة قصيرة بقلم / بثينة هيكل
مصر – القاهرة –

أنبهـارٌ
استيقظُ صباحاً على صوت المنبه ليعلن عن السادسه ، تدب الضوضاء فى البيت، وانخرط فى تلبية طلباتهم … يا لهم من كُسالى، أثناء إعدادي الإفطار يأتيني صوت جميل .. أتذكره جيداً .. حقاً .. كُنت أسمعه أثناء إقامتى فى الريف ، وها هو يهل الساعة بعد كل هذة الأعوام .. يعاودني ليأخذنى من روتين أيامي ، أين أنت أيها الصوت العذب ؟ .. تبحث عيناي عن مصدره ؟.. هل أنت أتي من تلك الشجرة الشاهقة ؟ أم من هذا البئر العميق ؟!. يقطعون بحثي الدؤوب بطلباتهم وصياحهم، ثم أعود مره أخرى أستمع زقزقة العصافير وهديل اليمام .. وجدته .. ها هما يبنيان عشهما سوياً في تلك الفتحة التى تركتها لتركيب “شفاط” بالمطتخ .. ما أروعهما، وهما يحملان القش بمنقارهما ليكملا البنيان، وهذا الارتباط الجنونى … ما لبست حتى وضعت الأنثي البيض لترقد عليه .
يومياً وكل صباح ؛ أُرقب اليمامتين وهما يهيمان عشقاً غير عابئين بأحد .. أتعجب عندما أرى الذكر يطعم أنثاه فى فمها! حتى حان موعد فقس البيض .. شعرت بالفرح وأنا أشاهد خروج أفراخ اليمام للحياة ، ومدى إهتمام الأبوين برعايتهما .. بعد أسبوع .. اختفى ذكر اليمام .. ظننت أنه ذهب لأخرى يبدأ معها مشوار جديدا ، ظلت الأنثى تعتنى بالأفراخ بمفردها ، وتدفع عنها الفأر المتربص بهم ببسالة ، حتى شعرت برغبتى مساعدتها .. تشجعت انثى اليمام أمامه .. رحل ، نامت محتضنه أفراخها فى أمان .
في صباح يوم تالى كعادتى بصرتها ؛ لم أجدها ، الأفراخ بمفردهم .. أنتابنى القلق .. خمنت .. ربما عاودها “الفأر” اللعين في ليلها الطويل، وأجهز عليها .. طال أنتظارى .. داهمني الليل ؛ لم تعد .. لم أجد أمامى غير أن اقوم بالاعتناء بها أخذت الأفراخ بحضنى حتى الصباح ، ثم أعدتهم مره أخرى إلى العش، فإذا أتت تجدهم مكانهم .
مضى وقتُ طويل ، ولا جديد .. لم يعد الغائب.
يصل مسامعى صوتاً يضاهى صوتها تماماً ؛ ولكن لا أرى جسمها !؟ ؛ تساءلت : هل خيل لي ؟.
كلما إبتعدت عن نافذة المطبخ تزداد حدة الصوت ، وكأنها ترانى من حيث لا أراها ؛ لم يتحمل قلبي ترك أفراخها .. شرعت في كفالتهم حتى تعود .. أحضرت الكرسي ، ومددت يدى .. إلتقط الفرخ ألاول، وأثناء إلتقاطي الفرخ الثاني سقط من بين يدى .. هوى في حوش) البيت المهجور خلف مسكنى .. (سارعت مهرولة إلى الحوش المهجور، وهنا كانت المفاجأة …
اليمامه الأم ؛ تعلوا وتهبط ، وتضرب بأجنحتها وتصدر أصوتاً لا أفهمها، بينما عيناى لا ترسو على مكان بحثاً عن الفرخ الذي هوى، وإذ بى ألمح قطا مفترس يلتهمه بين أنيابه، والأم تصرخ على وليدها ، لم تعبأ بانكسار جناحها .. حملتها صاعدة ، والدموع تنهمر من عيني.. حاولت تضميد جرحها ..وعتنيت بهما.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى