ط
مسابقة الخاطرة

إنتظار ..مسابقة الخاطرة بقلم / رشيدة خزيوة من المغرب

رشيدة خزيوة
طنجة المغرب
06045007320
[email protected]

خاطرة للمسابقة
انتظار.
افكر دوما بذاك الموعد ،أكاد لا أنساه،مشتاقة إليه..هل لي أن اعرف ساعته ايها الملاك؟ لا لكي أرتب حفلي ،هناك من سيفعل نيابة عني ،إنها الحفلة الوحيدة التي سأغيب عنها و لن يجهدني التفكير في ترتيباتها أو تحديد عدد ضيوفها ..
أريد أن أعرف فقط هل سينتابني شعور الفرح أم الحزن ،نسيت ،لم أعد أفرق بين الإحساسين،فلم يعد هناك إلا واحد يجمع بين الإثنين ،الملل و الخذلان !
دمعات ألم و دمعات فرح و أخرى لا تسمية أجد لها ستكون حاضرة ،إنها لغة تشترك فيها جميع الحفلات و تميز دموع الزفة الأخيرة .
موعد لن أعرفه و لكنني أكيد، لن أخلف ساعته !
كنت كريما معي في وقت سابق ،يوم كنت متأكدة تقريبا من مجيئك ،ساعتها ،استسلمت ،و لكن الأمل كان كبيرا في الفرح ،لذا ربما أمهلتني بعض الوقت ..كان مهما ذاك الوقت الذي منحتني إياه ،رتبت فيه أشياء كثيرة كانت ستضيع ،ربما كانت ستتوه بلغة اكثر وضوحا ..
كنت فعلا رحيما ،أقدر ذلك ،و لكنني كنت بليدة لم أستعوب الدرس و لا المهلة التي منحتني إياها ،إنه الطبع ملاكي يغلب التطبع و يزكي براءة الخطوات .
ملاكي ،لن أبكي ،لن أتألم و أكيد لن أقهقه ..قد تكسو وجهي ابتسامة كعادتي دائما في كل المواقف مهما اختلفت ،ابتسامة وداع بريء و حسرة أيضا على أوقات ضاعت من بين أيدينا عبثا لم نعرف كيف نستغل الجميل فيها ،أو على حب ضاع في مكان غير المكان و مع أناس لم يقدروا صفاءه في وقت قضى تلوث المشاعر على كل الأحاسيس الجميلة .
متى تزفني و أعلن ساعة لن تعود ثانية من جديد؟
متى أرى حشود المنافقين و دموع التماسيح و الكرم الحاتمي الغائب أيام الشدة و الحاجة ؟
متى أحس بصدق المشاعر و الحب و إن كان الوقت متأخرا؟
متى أعانق أعز من سبقوني في الزفة و تركوا فراغا لم يعوضه أي حنان ؟
متى تسدل الأيام ستارها و تغيب شمسها ؟
دائما كان يعجبني منظر الغروب ،كنت أرى فيه نهاية شيء حزين سيغيب و إشراقة بسمة من جديد.
كنت أرى فيه تفاؤلا و جمالا، لأنه سيعلن من بعد ذلك، لحظة فرح و بياض غير ملوث بمداد و أخطاء الأمس .
كنت أرى فيه فرصة لإعادة ترتيب الأمور و التفكير ليوم ضاع و غد سيولد .
إلا أن الأمر هنا سيختلف حتما يا ملاكي ،لأن لا غد لمن تزفه ،على الأقل هنا ،و الأمل، كل الأمل، سيبقى في الغد هناك .آه !كم أشتاق لهناك ! يقولون أن كل الحواس ستنطق ،كل الوجوه ستظهر على حقيقتها؛ كم بحثت عن هذه الحقيقة !كم تعبت و أنا أنفض غبار الخداع و النفاق و لا أجد غير السراب !أخيرا هناك وعد بالعثور عليها !
لا أدري هل سأفرح أم سأصدم ،و إن كان الاحتمال الثاني أقوى ،أحسه ،و ما خاب إحساسي يوما !
لا ادري كيف ستكون الوجوه المخادعة و القلوب المنافقة ،كيف سينطق اللسان الشرير،و كيف ستنظر العيون الجاحدة .
لي رغبة كبيرة في لقاء هذا اليوم و لقاء هذه الوجوه ،لا لأنتقم ،فقط لأنظر إليها و هي تحاول ان تراوغ من لا يراوغ و من لا يخفى عليه أمر، لن أبتسم ،قد أضحك ربما ،لأن قهقهاتهم كانت مدوية و مؤلمة قبل الزفة ،كانت تبعث على الاشمئزاز فعلا.
ملاكي لست خائفة للزفة فأنت تعرفني ،طائرك الجميل ينقل لك بصدق كل تحركاتي..كم تمنيت أن أرى ذاك الطائر !لأنه لا يكذب ،لا يزيف الحقيقة لا يقبل الرشاوي .ما أجمل صدقه و انتباهه لكل كبيرة و صغيرة ! لن اخجل و لن أجادله ،لن أحتاج إلى محامي ليدافع عما قاله و كتبه عني ،لأنني أحترمه و أثق به ،لن أحتاج لشهادة الشهود ،فأنا معه، في غنى عنهم، قد أحتاج فقط لمهلة بسيطة ،مازات بعض الأشياء تنقصني أريد استدراكها فالحفل يستحق أن نحضره بأبهى و أنظف صورنا .
متى ستأتي أيها الملاك ؟ متى…؟
واهمة أنا،أسألك على شيء أعرف جوابه!
قد نلتقي قريبا أو ربما بعد أعوام ،فقط أريدك أن تعرف أنني دائما أفكر فيك ،فخطواتك لا نسمعها ،لا نحسها ،تأتي متسللة،هادئة؛ربما في وقت لا نكون ننتظر قدومها ،و في مكان لا ننوي أن تزورنا فيه؛هي هكذا كل خطواتك، و الذكي من لا يجعلها تفاجأه و يكون لها مستعدا !
ملاكي كم أحبك ! فأنت الحقيقة الوحيدة التي أصدقها !

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى