ط
الشعر والأدب

الأشقاء الثلاثة . قصيدة للشاعر / د . أسامة مصاروة .فلسطين

الأشقاءُ الثلاثة
الأم:

“اما أروعَكُم يا أولادي
يا فخرًا يُسعدُ أجدادي
يا ذخرًا لي وَلِأحفادي
اليومَ ستزهو أمجادي”

الابن الأول:

“أمّاه سنرفعُ هامتّكِ
وسنعلي أيضًا قامتَكِ
اليومَ سنجزي همّتَكِ
بنجاحٍ يُنصفُ حكمّتّكِ”

الأم:

“لوْ كانَ أبوكمْ يسمَعُنا
لأحسَّ بفخرٍ يجمعُنا”

الابن الثاني:

“كمْ كان أبونا يدفعُنا
لدراسةِ علمٍ ينفعُنا”

الأم:

“يا ربُّ ارْحَمْهُ برحْمَتِكَ
واغمرْهُ بوابلِ نعمتِكَ
يا ربُّ رزايا نقمتِكَ
تَصفو بروائحِ نسمتِكَ”

الابن الثالث:

“من أجلِ الأرضِ هوَ اسْتشْهدْ
ودِفاعًا عنها كي نسعدْ
وطنٌ عربيٌّ مهما امتدْ
لا يعْبُرُ غيرَ حدودِ النهدْ”

الابن الأول:

“أمّاهُ أبونا في القلبِ
ومعًا سنسيرُ على الدربِ
بالودِّ سنرقى والحبِّ
وبلا استقواءٍ بالعرْبِ”

الراوي:

وبدونِ شكوكٍ أو وسواسْ
خرجَ الأولادُ بكلِّ حماسْ
ساروا بشموخٍ بل إحساسْ
بنجاحٍ يبْهِرُ كلَّ الناسْ

في آخرِ يومٍ ذاكَ العامْ
كانوا فرحينَ بشكلٍ عامْ
معْ أنَّ المشهدَ ليسَ تمامْ
ببقايا أبنيةٍ وَرُكامْ

في المعهدِ كانوا منسجمين
معْ كلِّ الناسِ وَمُحترمين
في المعْملِ كانوا منتظمينْ
ما كانوا يومًا متّهَمينْ

ساروا حتى وصلوا مسجِدْ
لا يبْعُدُ عن أرضِ المعهَدْ
وكأنّ الكلَّ على موعِدْ
معْ موتِ الوالدِ والمشهدْ

في نفسِ مكانِ الاستشهادْ
وزمانِ العودةِ للأولادْ
حامتْ في الجوِّ وكالمعتادْ
عينٌ تَتَوهَّجُ بالأحقادْ

ضربتْ صاروخًا دونَ نَدَمْ
هلْ ينْدَمُ قومٌ دونَ قِيَمْ
قومٌ يُهدي الناسَ أَلَمْ
وَلنا يعطي موتًا وَسقَمْ

قالوا استهْدفْنا إرهابي
لمْ نقصدْ قتلَ الطلابِ
أوْ مَنْ جلسوا قربَ البابِ

قتلٌ سجنٌ طردٌ نسفُ
والأمّةُ ما زالتْ تغفو
أوْ حتى منْ وهنٍ تعفو
إنْ يُقْتلْ طفلٌ أوْ ألفُ

قدْ صارَ القتلُ لهمْ منهجْ
والأمّةُ حتى لا تحتجْ؟
والحاكمُ يُعطيهم مخرجْ
هلْ يغضبُ عبدٌ أوْ يُحْرَجْ؟

د. أسامه مصاروه

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى