ط
مسابقة القصة القصيرة

الخاتم الأسود . مسابقة القصة القصيرة بقلم / مازن فاروق بدر .مصر

الأسم: مازن فاروق بدر
العنوان: الأسكندرية – جمهورية مصر العربية
رقم الهاتف: 01273047970
رقم الواتس: 00971505845761
البريد الأليكترونى: [email protected]
المجال: القصة القصيرة
إسم العمل: الخاتم الأسود

هذا الخاتم لا يوجد له مثيلا فى جمهورية مصر العربية بأكملها…
قالها الصائغ فى زهو موجها حديثه إلى (كريم) الذى كان ينظر بإنبهار ممتزج بالتردد للخاتم الأسود باهظ الثمن والذى وضعه الصائغ أمام (كريم) لرؤيته عن قرب , وذلك خلال بحثه عن هدية مناسبة يقدمها غدا لمحبوبته (نادين) خلال مناسبة قراءه فاتحتهم سويا.
والحق يقال أن (كريم) كان محقا فى تضارب مشاعره , فالأنبهار بهذا الخاتم شديد الروعه لا يخفى حقيقة ان لونه الأسود قد يعتبرغيرمناسبا وفأل غيرحسن لهذه المناسبة والتى إنتظرها (كريم) طويلا …
كان (كريم) غير قادرا على إتخاذ قراره وحاول أن يشاهد بعض المعروضات الأخرى إلا أنه ظل يختلس النظر بين الفينة والأخرى للخاتم شديد السواد كبيرالحجم , وكلما وضع الصائغ خاتما آخرأمامه يفشل تماما فى إزاحه صوره الخاتم الأسود من رأسه , بالطبع أحس الصائغ بإعجاب (كريم) بالخاتم فأخذ يضيق عليه الخناق ذاكرا محاسن الخاتم وناصحا له بأن يتحصل عليه لأنه ببساطه : لا يوجد له مثيلا فى جمهورية مصر العربية بأكملها …. أو فى أى مكان آخر!!!
فى النهاية حسم (كريم) تردده وإبتاع الخاتم الأسود وهو مازال غير قادرعلى إخفاء شعوره بالقلق وهو يتسائل فى قراره نفسه كيف ستكون رده فعل (نادين) وأهلها بعد أن يقوم بتقديم الخاتم لها غدا ؟ هذا القلق إزداد بشده بعد أن عاد لمنزله وشاهد رده فعل أمه بعد أن قام بعرض الخاتم أمامها والتى أكدت مخاوفه وقالت له صراحه:
ما هذا يا (كريم) ألم تجد سوى هذا اللون الأسود لتقدمه لخطيبتك ؟ هذا ليس بالفأل الجيد يا ولدى.
إزداد توتر (كريم) بعد كلام والدته وظل يعد الساعات حتى يأتى ميعاد قراءه فاتحته , وأثناء إرتداء ثيابه فى اليوم التالى إستعدادا لخروجه مع والدته دق رنين الهاتف الأرضى فى منزلهم مما سبب له رجفه لم يدر لها سببا خصوصا عندما أتجهت والدته للرد على الهاتف وسمعها تلقى السلامات على محدثها من الطرف الآخر التى أتضح أنها حماته المستقبلية فوقف ليستشف بإهتمام فحوى المكالمة وشعر بالقلق من تعابير وجهها التى كانت تستمع لمحدثتها وهى تنظر له فى حزن حتى تكلمت بعصبيه :
ما الذى تعنيه يا أم (نادين) ؟ الآن إبنتك تكتشف أنها غير مرتاحه؟ هل مشاعر الناس ليس لها إعتبار لديكم ليتم اللهو بها بهذا الشكل … ماذا ؟ قلبها منقبض منذ الأمس ولا تدرى سببا ؟ أنه الحسد يا أم نادين قوموا بإطلاق البخور بالمنزل لطرد الحسد والعين …..ماذا؟ لا يوجد نصيب !!! ربنا يسعد إبنى وحسبى الله ونعم الوكيل.
أغلقت أمه الهاتف وهى تتحاشى النظر لوجهه وقالت فى حزن : ماهذا الشؤم الذى حل علينا .
دخل (كريم) غرفته ورغما عنه أمسك بالخاتم الأسود وظل ينظر له نظره متبلده من الشعور وقام بعد أن أنهى إرتداء ملابسه ثم خرج من المنزل وسط نظرات الشفقه فى أعين والدته التى كانت ماتزال فى حالة حزن شديدة فهى تعلم مقدار حب إبنها لحبيبته (نادين) وكم إنتظر طويلا حتى يرتبط بها , هذا الحب الذى فعل (كريم) من أجله المستحيل وتحمل الكثير حتى يتكلل بالنجاح إلا أن الفشل كان ملاحقا له فى كل مرة يوشك فيها على الوصول لهدفه والأرتباط بحبيبته وسرح بخياله بعيدا ليتذكر اليوم الذى قام بطلب يدها أمام حرم الجامعه بالكامل , يومها وضع لافته قماشية عملاقه مكتوب عليها …. تتجوزينى يا (نادين). لكى تراها لحظه خروجها من مدرج الجامعه وكان واقفا أمامها مرتديا أبهى ثيابه وممسكا بيديه خاتم كبير جميل …. أسود اللون!!! إلا إنها قامت بصده بالرغم من تعبير السعاده الذى أرتسم على وجها ما أن رأت اللافته إلا إنه وما أن وضع الخاتم نصب أعينها حتى إنتفضت وتركته وأنصرفت . كان قد وصل الأن إلى محل الصائغ ليجد أحد الزبائن أمامه يحاول إرجاع شىء وسط إعتراض الصائغ- والذى لم يكن نفس الصائغ الذى أباعه الخاتم بالأمس- , وقف ينتظر دوره لإنتهاء هذه المجادله وعقله مازال يتذكر هذه الذكرى السيئه وكيف أنه تحمل نظرات السخرية فى أعين زملاؤه بعد رفض (نادين) له وكيف أنه فى قمه حزنه صعد لأعلى المبنى الذى علق عليها اللافته القماشية لينزعها فزلت قدمه وسقط سقطه عنيفه وهو ممسك بالخاتم الأسود.
يا أستاذ أؤكد لك للمره المليون هذا الخاتم مستحيل أن تكون قمت بشراؤه من هذا المحل كما أنه لم يوجد أحد بالأمس غيرى فى الوقت الذى تقول إنك أشتريت الخاتم فيه فكيف تقول أن هناك شخص غيرى أباعه لك؟
قال الشخص الذى كان يوليه ظهره والذى شعر(كريم) أنه يعرفه جيدا من صوته: أؤكد لك ما أقول لقد إشتريت هذا الخاتم بالأمس والشخص الذى أباعه لى أخبرنى أنه لا يوجد له مثيلا… وأنا الأن أريد إرجاعه وإستعاده نقودى.
الصائغ: بالفعل هذا الخاتم يبدو غريبا جدا حسنا أين الفاتورة التى تثبت أنك إشتريته من هنا ؟
لم يعطنى أحد فاتورة.
شعر(كريم) بالدهشه وهو ينظر فى المرآه الموضوعه خلف الصائغ والتى أظهرت صورة الشخص الذى يتحدث مع الصائغ والذى كان يشبه (كريم) بشكل غيرعادى!!! وسرح بخياله ثانيا ليتذكر يوم أن قام واقفا قبيل إنطلاق حفل السيدة أم كلثوم صارخا بأعلى صوته : لقد كتمت الهوى حتى تهيمنى … لا أستطيع لهذ الحب كتمانا. ثم قام وسط دهشه الحضور بالتوجه إلى حيث تجلس (نادين) وزوجها فى الصفوف الأولى وأخرج من جيبه خاتم أسود قربه من وجهها وقال فى عشق : (نادين) أنا أحبك ولهذا سأهبك هذا الخاتم ميراث عائلتى و أغلى مقتنياتى !!!
تذكر إنقضاض زوجها الغيورعليه وقيامه بإكالة اللكمات له حتى سقوطه أرضا وإرتطام مؤخرة رأسه بمقدمه المسرح وتفجر الدماء و…
آسف يا أستاذ بدون فاتورة مستحيل أن اقوم بتصديق قصتك كما أنى لن أستطيع شراؤه منك إذا رغبت ببيعه.
إلتفت الشخص غضبا ليغادر ورآه (كريم) لتزداد دهشته أنه لا يشبهه فحسب …أنه هو بشحمه ولحمه بل ويرتدى نفس الثياب التى يرتديها , إلا أن هذا الشبيه لم يبد عليه أنه رأى (كريم) وأستمر فى سيره مسرعا وسط ذهول (كريم) الذى حاول أن يتمالك نفسه موجها حديثه إلى الصائغ: لقد إشتريت بالأمس خاتم من زميلك وأريد إرجاعه وإسترداد نقودى.
لم يرد الصائغ بل ولم ينظر له من الأساس فشعر (كريم) بالغضب وكاد أن يتشاجر مع الصائغ من جراء هذه الإهانه إلا أن تناهى إلى مسامعه صوت صرير سيارة وصوت إرتطام قوى إلتفت على أثره الصائغ وخرج مسرعا ليرى ما يحدث وخلال خروجه مسرعا قام بالعبور من خلال جسد (كريم) !!! إخترقه إختراقا وكأن (كريم) مجرد هواء وليس إلا !!!!
ووسط تجمهر المارة ومعهم الصائغ خرج (كريم) مذهولا من محل الصاغة ليرى نفسه مضرجا بالدماء أسفل سيارة ركاب وفى قبضته ….. الخاتم الأسود.
انتهت

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى