ط
مسابقة القصة القصيرة

الشيطان يتكلم ..مسابقة القصة القصيرة بقلم / بوسكين تقى من الجزائر

قصة : ﴿الشيطان يتكلم﴾ بقلم بوسكين تقى من الجزائر
اُزدم…..
فالخوف جبانة الطموح…
اِخلع عنك هذه الغلالة…
إنّها توشك على إعدام الفرصة السانحة.
…أنت اللقيط بالفطرة، ماذا يُضيرك إذا جرف الطوفان القبيلة؟ǃ
…و الداك سفّا التراب قبل أن يفترشاه في نومة أبدية.
…أنت بحاجة إلى ثدي لا ينضب حليبه
…البنك خالٍ من النَّفَسِ… اِقفز قفزة العمر .
…الحرّاس خطرهم لا يُرهب.
ارفع في وجوههم مشعل النار، يتفرّق عِواؤهم في الشِّعاب.
… مات والداك و لم يأكلا من ثمرة مبادئهما سوى التهميش و القهر.
أراك تخطو نحو المجد بخطو غير ثابت…
من يريد امتلاك الرِّقاب، يُغالب الريح و تهزم عيناه أشعة الشمس.
لا تتذرّع بالعتمة.
فما كان الليل يومًا إلاّ صديقًا.
…نفّذت في دُجنته كلّ مخزياتك.
سطوت على دواجن الجيران…
غششت في الامتحان…
غازلت الرذيلة في الحانات…
و..و…
و ما خذلك يومًا.
أنت الآن تُعلِّق فوق مكتبك الفخم الزاخر شهادةً حلم بها الساهرون و الطبيعة تُلقي الأستار ، لتنالها أنت بالكياسة و المحاباة …
تطلّع. تطلّع من خلال زجاج نافدة المستقبل…
المشهد يُزيغ العيون و يُجري اللعاب…
حورية عشقك الأبديّ وسط جواريك، تُقبل عليك صاغرة، تحمل بين يديها كفن تمنّعها…
الليل يتآكل…
و اليقظة بدأت تتململ…
و لن تجنيَ من سرحانك سوى قيود تُدمي معصميك…
ماذا تنتظر…مفاتيح الخزينة في درج مكتبك…؟
..أنت خائف من سؤال العيون؟
إنّه وقود اخترعته عبقرية المتخمين لإحراق الأعناق المشرئبّة.
…إنّك تُريد أن تنتهي نهاية والديك: حساؤك كأس ماء مُكدّر، و قطعة خبز يابسة و ركام من المبادئ…
قلبك ورقة خريفية في مهب الريح. لا تجعلني أغضب منك، و أُصنّفك في خانة العصاة.
ذُرِّيَتي لا تعرف للخوف هويّة و لا مستقرًا.
أنت اللقيط بالفطرة، ماذا يُضيرك إذا دُكّت أسوار هذه البناية المتعجرفة…و تسكعت نفوس بريئة في أزقة التشرّد…
لا لن يتعرّف عليك أحدٌǃ
لأنّك ستكون قد غيّرت إهابك
…و إنْ لاعبتك الصُّدفة،
و ألقت في طريقك جسدًا فانيًا
شُل حواسك كغريب تاه وسط الزحام.
…ألبسك رداء.
…اُزدم
…ها أنت اليوم أصبحت سيِّدا تُطأطئ لك الرقاب، و يُحسب لكلامك ألف حساب.
فبُورك فيك من ابن لا وطن لك سوى نفسك

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى