ط
مسابقة الشعر العمودى

العشق الجريح..مسابقة الشعر العمودى بقلم / حليمة بوعلاق من تونس

العِشقُ الجَريحُ
هيَّأْتُ قلبي عَسَى الأَفْرَاحُ تَعْتَمِرُ /// هل تَابَ جُرْحٌ به الأَقدَارُ تأْتَمِرُ ؟
هل ملّ سُهْدي مِن الأوهامِ يَرْقُبُها ؟/// أمْ نابَ حُزني عَن الأفراحِ تُحْتضرُ؟
أَمْ تَاهَ خطوي فيطْوِيني بلا سُبلٍ /// لمَّا أَتَى من مُنَى أَيّاميَ الخبرُ
قال: “اهْجُرِينِي فَمَا في القلبِ متّسَعٌ /// ليْت الذي كَان للآتي سيعتذرُ”
يا من تطوِّقُ أَنْفَاسي شَمائِلُه /// قدْ هَانَ في حبِّك التَّرحالُ والسَّفرُ
تشكُو الوسادة من دمع يبللها /// والعين أرّقها التَّسهاد والسَّهرُ
إنِّي وَهَبتُكَ أَحْلامِي بلا أسَفٍ /// كمْ مِن ذئابٍ وراءَ الودِّ تستترُ
يا من ظننْتُكَ سَيْفًا سَوْفَ أَرْفَعُه /// في وجْهِ دَهْرِي إِذا الأَيَّامُ مَا غَدَرُوا
أَنْفقْتُ حِبْري لِحَرْفٍ لَسْتَ تَفْهَمُهُ /// هَلْ يُبْصِرُ الشَّمسَ مَنْ فِي عَيْنِه ضَرَرُ؟
كم عِشْتُ عُمْري ليوم الوصل أُنْذِرُه /// أهْفو لِلقْيَا وَشَهْدَ الحبِّ أَنْتَظِرُ
أَقْتَاتُ مِنْ وَجَعٍ كالغيمِ بَعْثَرَنِي /// كالرِّيحِ رَاقصَنِي أحْيَا وَأَنْتَحِرُ
أَرْثي لِلَحْنٍ رأَيْتُ الكلَّ عَازفَه /// وهمْ نِيَامٌ بِخمْرِ اللَّحْنِ ما سَكَرُوا
الْكُلُّ يَرْوِي لَهُ فِي العِشْقِ مُعْجِزَةً /// والْحُبُّ مِنْهُمْ بَرَاءٌ مَا انقَضَى وَطَرُ
في الشَّامِ مَوْتٌ، وَفِي بيْروتَ مَجْزَرَةٌ /// فِي مِصْرَ نَارٌ وَذِي بغدادُ تَنْشَطِرُ
والشَّمْسُ فِي وَطَنِي ضَلَّتْ مَشَارِقَهَا /// لَا فَجرَ يَأْتي ولا إصْباحَ منتظرُ
القدسُ يَبْكِي فَمَا جَفَّتْ مَدامعُه /// والعُرْبُ تنسجُ ثَوْبَ الْخِزْيِ تَفْتَخِرُ
باريسُ لا عطرَ يشْذُو فِي شَوَارِعِها /// والصُّبْحُ دَاجٍ ودَمْعُ اللَّيْلِ يَنْحسرُ
صَنعاءُ تَشْكُو ، طَرَابلسٌ بِها عِلَلٌ /// والكلُّ يصْلَى لهيبَ الغدرِ يسْتَعِرُ
من أَيْن يأْتِي حَمَامُ السِّلْمِ فِي زَمَنِ /// الحِقْدُ شيمتُه والبُغْضُ منتصِرُ؟
آمَنْتُ بِالحَبِّ دينَ الكَوْنِ أَجْمَعه // فالْكُلُّ في الحُبِّ خِلاَّني وَ إِنْ كَفَرُوا
-حليمة بوعلاق – تونس

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى