ط
الشعر والأدب

قصيدة : حبيبتى والبحر . للشاعر / إبراهيم رضوان

الشاعر ابراهيم رضوان

قصيدة بالعامية المصرية

نزلت حبيبتى البحر ..

كان البحر ثاير .. موجه فاير ..

إترمى تحت القدم

عارف حبيبتى البحر من مليون سنه

من عهد ( مينا ) و ( إخناتون ) .. منذ القدم

واخد عليها البحر جداً من زمن .. واخده عليه

نزلت تبوسه من عنيه

فدخل عنيها بكل رقه .. دمعت

عزف النغم ليها ..

فى لحظه سمعت..

قلبى أغانى الإشتياق

البحر بص علىّ باستغراب..

وساب مليون سؤال عن وجهتى

أنا قلتله :

يا بحر هى وجهتى .. وقضيتى

البحر ثار من تانى ..

شافت ثورته مش هى ..

مدت إيدها .. باس الإسوره

البحر ثار من تانى مدت إيدها .. باس الدبله ..

طبطب ع الحلق

فى التالته .. خدها فى حضنه ..

ما هموش وجودى ..

فاترميت ع الرمله..

أتهجى جمالها وحسنها

قلبى اترعش.. وكأنها ..

هى اللى باقيه ليّ من كل الوجود .. وكأنها

ياريت يابحر تقوللى إيه أسباب دموعها وحزنها

مع إنها .. أجمل نساء العالمين

مع إنها الفدان حنان اللى انزرع

نُُصه سواقى ..

ونُصه ( حنه ) بألف لون

شاورت حبيبتى ..

وهى راكبه المهره موجه .. فانـتشيت

ومسكت كراسه وقلم

وحاولت أرسم رمشها المفرود..

طواقى ع الرزاز

وقف القلم

وقفلت كراستى ..

نزلت البحر ليها .. فانكفيت

الموج دخل صدرى بقوه ..

مشيت بضهرى ..

دخل فى ضهرى .. زقنى

( ياموج ..

بلاش الغيره من إنسان بيحلم بيك ليلاتى .. بيعشقك

العفو عند المقدره

تقدر تغرقنى وانا ..

ما اقدرش لحظه أغرقك

والأقوى يا موج الهوى ..

لازم يكون قلبه حليم

يغفر .. إذا خصمه غلط

أرجوك يا موج .. علشانى ..

ما تبقاش زلط )

الموج سمع كل اللى قلته واقتنع

وسألها : ( هل عايزاه ؟ )

أجابت بس خايفه عليه يابحر ..

وخايفه م المجهول ..

وخايفه أفقده

سيبه يجينى لحد ما افرد شعرى ..

يمسك فيه ..

إذا بان الغرق

سيبه يجينى..

لحد ما افرد جيب قميصى..

لاجل أمسحله العرق

وافرد إيديّه عشانه قارب من دهب

كان التعب .. بين الضلوع ..

فى القلب بان كل التعب

الجسم..

مش قادر ألـمُه م الجهات الأربعه

والعقل تايه بين رمال مبدوره ..

كان الشط عشوائى الشعور

لم يلتفت لىّ سمك

لم تلتفت إلا الحيتان ..

الواقفه ع الشط البعيد ..

تستنى أبعد عنها

وكأنها الحلم اللى باس الشر ..

والخير اللى لابس فوق جبينه قلنسوه

ووصلت ليها ..

وغاص دراعى ف لحمها

هىّ يابحر حبيبتى ..

هىّ بضحكة النورس ..

على شباك صفيح.. فى بيت غريب

هى يا بحر حبيبتى ..

ببلوزه بترعش كل موجك ..

لما تلمس نظرتك

هى يا بحر حبيبتى .. آه يا حبيبتى ..

مدى إيديكى تانى للى شاخ

العقل داخ .. والقلب داخ ..

والبدر داخ

إيه اللى خلى الشمس ..

تبقى هلال على ضهرك ..

وضهرك جنزبيل

إيه اللى خلى الليل..

يجينا قبل ما يحين الميعاد

إيه اللى خلى الزاد ..

مكثف جوه صدرك..

فارد الجناحين .. عفى

إيه اللى خلى الموجه فجأه تختفى ..

ويسود سكون

وكأنها لحظة حداد

بصيت عليكى ..

ما التقيت غير طيف..

وشئ هربان لجوه كالشبح

ولمحت ريحة ضحكتك

ولمست منديلك .. لقيته حطام ..

بلون جرح السواقى فى العطش

مديت إيديّه لقيتها سوده ..

صرخت من صهد المياه

إيه اللى خلى الميه تسخن..

بين كفوفى الضيقه

إيه اللى خلى قوس قزح ..

حواليّه زى المشنقه

حوالين رقبتى حبال دنيئه بلون دنئ

إيه اللى خلى عنيّه تحجل ع الطريق

إيه اللى خلى .. وخلى ..

خلى شهقتك .. جوايا تتحول شفق

سروالى كان باصص عليّ بانتحاب

الموج أمرنى بالخروج .. والإنسحاب

وأمرنى أقلع نظرتك من نظرتى

وانا ياحبيبتى ازاى هاسيبك..

بين تروس الحقد تاخدك للفضا

وانا يا حبيبتى ازاى هاقول تانى

( رضا )

وانتى الرضا الهربان .. أنا ..

قصدى اللى هما هربوه

فجأه ..

وقام الموج يدوسنى..

بالتروس ويا المكن

يلطم خدودى بإيد حديد

ويشدنى ..ويمدنى ..

بعدين يدوسنى من جديد

بحرت .. سيبت الشط يبعد ..

مش مهم أتوه يا موج

كل الذى يعنينى..

تفضل لىّ مهما عليت هنا

أو حتى مهما عليت هناك

لحظه ..

لقيت شعرك قوارب من وجع

الدفه ..

كانت دقنك اللى باستنى ..

فى سنين البهاق

والمقدافين يا حبيبتى .. هما عنيكى

كانت فرحتى بيكى تلال مالهاش عدد

ووصلت تانى الشط ..

نمت على الرمال جنبك ..

ومديت الإيدين

مالقيتشى غير .. كم البلوزه الضيقه

وزرار أنا حبيته دايما فى اللقا

وسحابه فوقى بتبكى من كتر الشقا

وسحابه تانيه .. بتستخبى م الخجل

( فينها يا موج )..

الموج نطق ..

إيه يا غريب ..

هو انت لسه بدون حجاب ..

ما بتعترفشى بالأجل ؟

خبيت عنيّه بين جناح نورس جريح

وقلعت تانى الدبله .. تانى لبستها

حطيت صراخى فى معدتى

وشهقت .. هزت شهقتى كل السما

ورميت جميع أعضائى..

فوق جسر السكوت

وصرخت من كتر الضغوط

واتفجرت شرايينى ..

فوق كل الصخور التحتانيه..

بدون حساب

رسمت دمايا جناح .. وجنبه جناح ..

وبين الريش رسمتك ..

يا حبيبتى مرايه..

أدخل فيها لو سيبتينى تانى ..

وروحتى للموج اللى داسنى ..

روحتى للبحر اللى فارد..

منديلين الحيره ..

فوق شطين قلق

( يا بحر ..هاتها دقيقة واحده ..

لو سمحت ..

وخدها تانى المملكه )

( حاضر )

نطقها البحر .. ورمالى البلوزه ..

والغويشه .. والخواتم .. والحلق

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى