ط
مسابقة القصة القصيرة

المتسللة والسلبى . مسابقة القصة القصيرة بقلم / شيرين غالب من مصر

شيرين غالب
مصر …حلوان
01282180826

قصة للاشتراك بالمسابقة بقسم القصة القصيرة

المتسللة والسلبي
بقلم شيرى غالب

ماذا تعنى تلك المتسللة الصغيرة بتلك الكلمة ؟؟كيف سمحت لها أن تنعتني بتلك الكلمة الوقحة ؟؟كيف استطاعت أن تتسلل داخل أعماقي وتتركني غائر في دمائي ؟؟؟ما الذي فعلته بى فجعلتني كطفل صغير يوبخ من والدته ؟؟وكأنها قد وضعت لي مخدر في فنجان قهوتي
ولكنني حتى لم أكن ارتشف القهوة وقتها
إنها تافهة صغيرة جريئة بل أنني استطيع أن انعت صراحتها بالوقاحة
كان يغدو غرفته ذهابا وإيابا يبكت نفسه على ذنب لم يفعله أو بالأحرى على تصرف لم يؤديه
كيف لم يستطيع توبيخها وإظهار مكانتها الحقيقية ومنعها من التدخل فيما لا يعنيها
وبينما هو يضرب بقدمه مكتبه إذ به يصرخ من الألم لتدخل زوجته دون أن تهتم بقدمه المصابة وهى تصيح:ألم تسمع ندائي
أنني أنادى عليك منذ ما يزيد عن دقيقتين
كم الوقت المطلوب حتى تجيبني؟؟
ودفعت الباب بقسوة وهى حتى لا تهتم بسماع اعتذاره
وبمجرد أن خرجت أسرع يمسك بنعله ليرتديه وهو يهمس بتعجب :أنا سلبي !!أنا أخاف زوجتي !!أنا مجرد صوت يصيح وعندما يرى زوجته يكتم صيحته !!
ثم أكمل بضيق :ماذا تقول تلك الوقحة الصغير … الصغير…
وقبل أن يكمل الكلمة همس:ماذا يحدث لي؟ كيف أثرت تلك الفتاة التافهة في أنا الرجل ذو المكانة الرفيعة والمركز المرموق؟؟؟
ولكنها ………..ليست تافهة كما أنها ليست وقحة
نعم …صريحة لحد يشبه البجاحة
ولكنها ليست تافهة أو مدللة
إنها فتاة عاملة كادة مجتهدة تحاول وضع اسمها فى مقام رفيع
ثم أكمل وكأنه يقنع نفسه :ولكن هذا لا يمنحها حق التدخل في شئون الآخرين
ولكن ما الذي يدفعني للصمت؟؟؟
لا اعلم ولكن كل ما اعلمه أنني عندما أراها يرفض لساني النطق ويكتفي بترك المجال لمقلتي التي تقص كل ما أرغب قوله

نعم……….. نعم إنها تدفعني إلى الجنون, تجبرني على التفكير بها طوال الوقت
عندما تقترب أشم رائحة الزهور المختلفة بها
ليست زهرة …إنما مجموعة مختلفة من الزهور تخرج مجموعة عطور رائعة الجودة
يا الله …………كم ارغب أن أتذوقها فاعتقد إن نكهتها تشبه نكهة الشيكولاه التي على الرغم من غرابة شكلها تجبرك على إدمان مذاقها

كم ارغب أن أمسك بيدي هذا الوجه العنيد لاقترب منه وتتلمس شفتاي كل ثناياه

ولكنني أخشى أن تجرحه فهو ذو ملمس حريري كجلد الأطفال
بل إنها بكل ما بها طفلة جميلة جريئة مملئة بالحياة

طفلة تجذبني أن أداعبها ألاطفها أشاكسها ألمسها حتى أنني أرغب أن أخدمها
كيف استطيع إقناعها أنني لست ذلك السلبي الذي تدعيه
أنني فقط قد يئست من منزل ليس به حياة فاضطررت أن أحيا مثلهم بلا حياة وأسلمت نفسي وجسدي وروحي لبيت لا تسكنه الأرواح

كيف أقنعها أنني احلم بها وأعدها أن أكون لها الحبيب والصديق والوالد والفتى الذى يضاهى عمرها

نعم يا فتاتي نعتني بالجبان وبالفعل أنا جبان ولكن ليس لخوفي من زوجة لا تعرف للزواج معنى سوى رصيد بالبنك

إنما من حبيبه اخشي أن أبوح لها بما في قلبي فافقد وجودها في حياتي
نعتني بالفاشل وبالفعل أنا فاشل لعدم استطاعتي تسلق أسوارك العالية والدخول إلى أغوار قلبك الرحب

نعتني بالسلبي نعم أنا سلبي ولكن ليس لاستسلامي لحياة تؤسسها زوجتي لأنها ليست حياة بل هي مجموعة أسس لقواعد وأوامر جامدة ليس بها روح وأنا قد امتنعت عن الدخول في حياة ليس بها روح من وقت أن رأيت روحك
يا حبيبتي الصغيرة وطفلتي المدللة
لكنى أخشى أن اخبر لساني بذلك لربما انزلق عفوا منى وأخبرك فتهربين وتتركيني
نعم أرغبك وارغب كل ما بك وكل ما حولك ولكنى اخشي أن أفقدك

وبينما هو يحادث نفسه ابتسم وهو يتذكرها وهى تصيح وتضرب بيديها مكتبه, ووهى تمسك بحذائها التالف في يديها وتجرى بقدم ليس بها حذاء والأخرى بها
تذكرها وهى تسحب كوب قهوته وترتشفه بينما هو يكاد أن يجن أين ذهب الكوب

وبينما هو يبتسم إذ به يسمع صراخ :أحتى وقت الغذاء لا تستطيع الأكل في صمت؟؟؟

فإذ به يرى يديه ممسكة بمعلقة وأمامه طبق من الحساء
بينما هو يحرك رأسه يسارا ويمينا ويهمس :يجب أن اخبرها غداً أنني لست بسلبي .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى