ط
الشعر والأدب

المحرقة .قصة قصيرة بقلم; حسيبــــــة طاهـــــــر


ركبت أمواج الخطر … تحاصرني أصوات الغضب … ونيران صقر… أتوحد نواميسي وأتماهى مع المجهول المخفي عن السمع والنظر… وهاتف يهمس بأذني ; تمردي تحرري … سافري وارحلي … أبحري بين أوراق الكتب …
نسي ذلك الهاتف المجنون أن ثمن الحرية دم وألم … مقايضات وندم … وأن إكرام الحقيقة وأدها , وإكرام العقول نبذها ,… وكل رأس أطلت وجب نحرها … وأنه لا أمان إلا في دهاليز الروح والظلام … وكلما حاولت الإفلات تشبثت بك أشباح الأسلاف القادمة من سراديب العصور الغابرة في الجهل والطلاسم … وأنت لا تريد أن تكون مثلها تريد أن تتخلص من شريط الوراثة من الوصايا العشر من النواح من الذل … تريد أن تتنفس فقط تتنفس … وجوه شاحبة إليك ناظرة تمارس مراسيما غريبة تجعلك تفقد وعيك وتغيب … تستفيق على طبول تقرع وصراخ … فإذا بك عار تمارس طقوسا وثنية … ما عدت واثقا من زمان ولامكان … و إن كنت في حضرة – رع – أم هو زواج الشمس والقمر …وهل أنت إنسان أم بقايا إنسان ضيع بطاقة هويته وخريطة بصمته وذاكرته…و للتو يكتشف أن كل أوراقه الثبوثية مزورة, وممضية بالدم بدل الحبر وبالكره بدل الحب وبالزيف بدل الحقيقة … تطفق تتغطى من أشعة الحق المحرقة , بخرق بالية أوحتى بكفن …تكشر في وجهك بعض الجماجم ويقهقه حارس القمقم قائلا ; اليوم لا ينفع فكر ولا منطق … لامفرلك من المحرقة ونارنا لن تكون بردا ولاسلاما… بل ستكون سرمدا… تمتد إليك ألسنة نارية فتصهرك … وحدها النار تنتصر… تصهرالأشياء تطهرها تحيلها إلى مركباتها الأولية ثم إلى العدم أو ماقبل العدم بقليل

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى