ط
الشعر والأدب

المدينة المنسية * بقلم حسيبة طاهر

حسيبة طاهر
حين ترقص تلك المدينة على مداخل حزنها… وتعلن عن قهرها وغيضها و ترثي عنفوان مجدها الواعد الضائع … تذوب ملامحها في دماء أبنائها الهائمين بحثا عن إكسير السعادة خارج أسوارها الكئيبة …وعالمها المدنّس بكل أنواع الرجس المشفّر المعبأ بغبار الفناء واليأس و الإحباط … مدينة تقتل إنسانية الإنسان وتحوّله إلى مخلوق بيولوجي محض … لايعرف من الحياة إلا الأكل و النوم و التناسل لمن استطاع إليه سبيلا …جو خانق يشوّه الأحلام ويحيلها خرافات صعبة المنال … حين تدق طبول الغياب وترقص أشباح مشوّهة الملامح على أنغام طقوس سادية وأعراف بوهيمية تلتهم الأمل التهاما وترشف أرواح أبنائها ممزوجة بقطرات عطر القرنفل النابت من رماد الفرح ، ذلك الفرح الذي قضى حزنا على قصص لم تكتمل، و خوفا من لعنات ترسلها الشمس عبر ضوء القمر …تمد تلك المدينة أظافرها الطويلة لتحفر حكاياها على الوجوه المتزاحمة أمام الشبابيك … و الجثث المتهالكة على كراسي المقاهي والحدائق تنتظر فرجا قريبا … ويصبح اليوم أمس و يمضي إلى الركن المنسي .. و* سنثا كروس * يزور كل المدن المعمورة إلا تلك المدينة ينساها فلا يأتي 

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى