ط
مسابقة القصة

المطاردون .( ملخص) مسابقة الرواية بقلم / ايندة كامل من الجزائر

ملخص راوية المطاردون للكاتبة ليندة كامل الجزائر
جاءت الرواية في ثلاث فصول و112 صفحة بالحجم الصغير
جرت أحداث الرواية في قرية صغيرة لم يسعفها الحظ في أن تحظى بالتنمية ، فكان حالها حال الدول المستعمر التي ورغم استقلالها عن الاستعمار إلا أن التخلف نخر عمود ها الاقتصادي والثقافي والزراعي وقد ضربت مثال عن التجربة الألمانية وكيف استطاعت أن تخرج من عنق الزجاجة بعد دمارها الكلي في الحربين العالميتين وباتت رائدة في كل المجالات في طرح السؤال الذي يظل عالقا في أذهان المثقف العربي الذي يحاول فرض ذاته في ظل التهميش المنظم لنظم غلب على تسيرها قانون الإقصاء، فجاءت رواية المطاردون الدين يعانون هذا التهميش الذي حاولت تجسيده في شخصية مراد الشاب المثقف الناجح، والذي كان يمتلأ بالطموح والارداة لتغير حاله وحال الوطن في إشارة إلى ما يمكن أن يفكر فيه الشباب الذي له القدرة على البناء في حال تقديم المشعل إليه.
لكن هذا الشاب وبعد تخرجه من الجامعة وجد الأبواب كلها مغلقة في وجهه، فتقلصت أحلامه من البحث عن التغير إلى البحث عن العيش الكريم من خلال إيجاد منصب عمل في الوقت الذي يعاني الوضع الاقتصادي في البلد شحا في العمل تجسيدا لمعاناة الشباب في شخصه إذ دخل في قصة حب مع ابنة قريته التي اختارته، كونه شاب مهذب ويحترم المرأة ة كعنصر فعال في المجتمع وليس مجرد متاع للحياة فالمرأة هي العمود الفقري للمجتمع وبناءها يؤدي إلى بناء نسل كامل وقد ساند المرأة من خلال تشجيع حورية على إتمام دراستها مما خلق توافق الفكري بينه، وبين حبيبته ما خلق في نفسه صراعا بينه وبين مبادئه التي تربى عليها (الإخلاص والوفاء والحق وان الباطل باطل ) هذا التوافق بينهما دفع حورية البطلة تتمسك به وترفض العرسان الذين تقدموا إلى خطبتها وكان منهم ابن قريتها الذي اختار الجيش، وكان يملك الوظيفة والمال لكنها رفضته حيث تقدمت والدته إلى أهلها لطلب يدها من زوجة والدها التي سعدت جاهدة لإنجاح هذا الزواج مما سيترب عنه من خيرات لصالحها لكن حورية رفضته ، هذا كونها لم تعرفه كشخص من جهة و لم تقبل به لهذا الشرخ الكبير بينهما في التفكير والطموح والبناء بين فهو يرى في المرأة المتاع والإقصاء ، فقد كان خروج المرأة في تلك الفترة قليل جدا إلا في حالة الذهاب إلى الدراسة أو العمل أو إلى زيارة الأقارب أو الطبيب وقد تمسكت بحلمها في أن ترتبط بمراد فكان لقاءهما سرا بعيدا عن الأنظار في فترة سادها نمط تفكير محصور وظهور المرأة وخروجها قليل جدا الرجل الذي كان سببا في ظهورها إلى العالم كروائية حيث جسدت قصتهما وخلدت اسمه فقد ساعدها مراد على إتمام تعليمها بعد أن تزوجا وظفرا ببعض السعادة لكان زواجه بها لم يدم طويلا فبعد أن خلع إحدى مبادئه في أن دفع رشوة ، باتت حياته مليئة بالمشاكل رغم ظفره بالعمل و انخراطه في جمعية إلا أنه أصبح مطاردا من قوات الأمن فكان بذلك يمثل فيئة من المجتمع أطلقت عليهم اسم المطاردون.
فهم المطاردون في أحلامهم، وطموحاتهم فالمطارد قد تكون أنت عزيزي القارئ ! أو أكو أنا حين تصبح أحلامنا مجرد وهم نسعى لتحقيقه فكرة النجاح تلك الفكرة التي يرفضها المجتمع المتخلف هي من ولدت هذه الفئة في المجتمع حاولت أن أجمل معاناة هذه الفئة في شخصية مراد بطل الرواية، الذي كانت له أحلام كأحلام الشباب ببيت، وأسرة وعمل في زمن صار البحث عن العمل فيه كالبحث عن إبرة في كومة قش .
بعد ما قدم الرشوة حصل على العمل ثم بعدها انظم إلى جمعية خيرية لمساعدة الناس المحتاجين فكانت تعمل دون أوراق قانونية ولجهله للقانون وبعدما اشترك في مظاهرات تندد بسوء المعيشة زج به إلى السجن، وتحت التعذيب لفقت له تهما بأدلة مزورة كان وراء كل هذا شخصية جمال الذي كان يعشق زوج مراد(حورية) حيث كان أول من طلب يد حورية لكنها رفضته رغم منصبه الراقي وماله المغري ووسامة مظهره هذا الرفض الذي كان سبا في صراعات مع البطل وأرغمه للاعتراف بارتكاب الكثير من الأخطاء القانونية لتكون سببا في مطاردته من قبل السلطات التي مثلتها في شخصية جمال فاضطر البطل إلى تغير اسمه ووجه وقبل أن يكون ميتا في نظر زوجته على ان تنكسر صورته المثالية التي رسمتها له برغم ا لفترة قليلة التى عاشاها معا
حبيبته التي كانت تكافح لتبني لها اسما في هذا العالم ، فراحت تطوّر من ذاتها وتشق طريق العلم بإرادة وبثابت حتي نجحت وانتقلت إلى الجامعة حيث حصدت ثمرات التعب وبقت حبيسة ذكرى زوجها مراد الذي أتت به السلطات جثة في شخص آخر لتوهما أنه مات ثم تتطور إحداث الرواية إلى حيث استطاع جمال الضابط استمالتها واستغلال موت زوجها لاقاها في حبه ، رغم رفضها لفتح أبواب قلبها لكن دهاء جمال وحنكته وإصراره وصبره معها أوقعها في شراك حبه فراحت تتواعد معه لتبدأ الرواية من حيث انتهت.
ويحدث اللقاء بينها وبين زوجها مراد، هذا اللقاء الذي برمجه جمال ليقتل آخر دقة قلب في نفسها تجاه زوجها مراد أراد من خلال هذا اللقاء أن يكسر قلب مراد ويحمه نهائيا لتبقى هي رهينة حبه فقد اظهر لها صورة عنه صورة تحبها النساء حول الرجال العطف والحنان الذين فقدتهما بعد أن فقدت والدتها وتزوج والدها بامرأة أخرى فكان مراد كل حياتها لتنكسر بعد موته ، لم يكن سهلا على قلب ميت أن يعود إلى الحياة لكن الضابط بدهائه استطاع أن يدخلها في قصة حب مدهشة عوضتها سنوات الجفاء التي عاشتها ، وكانت برفقة حورية البطلة صديقتها شروق التي جاءت من شرق الجزائر بعدما تعرض خطيبها التوفيق إلى الذبح من قبل الإرهاب، وقد نجت منهم بأعجوبة.
شروق ابنة الريف تنسلخ عن حشمتها لتصبح ابنة الملاهي فكانت همزة وصل بينها وبين الضابط الذي يعدها خليلته ، فأرادت أن تنتقم لخطيبها فانخرطت في مجموعة الخفافيش لتعرف قاتل خطيبها وتنتقم لروحه وقد ورد في الرواية حكايات عن الإرهاب في تلك الفترة وبعض وقائع الإرهاب في الجزائر في فترة العشرية السوداء، والظروف الاجتماعية التي يعيشها الناس في دعوة ضمنية لنمو الإرهاب فالإرهاب لا يخرج من فراغ .
لتنتهي الرواية حيث تبدأ خيوطها تنكشف لتكتشف حورية هوية الضابط، وتعرف أن زوجها مراد على قيد الحياة ، بكشف جمال عن شخصيته للبطلة حين أحبته وتعلقت به لم تكن تعرف أنه جمال الضابط الذي طلبها لزواج ورفضته تكون صدمتها قوية فيظهر لها أنها لم تحب شخصا آخر مثلما أحبت مراد الذي كان يمثل لها الطريق التي منها انطلقت لتعبير عن ذاتها مراد الذي كان يرى في المرأة قوة حقيقة لبناء أسرة متكاملة وكان يدعو إلى إصلاح الأسر بتربية المرأة مراد الذي كان يريد أن يؤسس أسرة قوية لتحارب هشاشة المجتمع لكنه قوبل بالطرد
بعد أن تنجح حورية في بناء ذاتها وتكتب اسمها في صفحات الناجين في المجتمع حين وجهت لها دعوة لفوزها بجائزة أحسن روائية حين خلدت ذكرى زوجها مراد
ثم يعود البطلان بعد انتهاء مراسم الحفل ليلتقيا من المكان الذي انطلقا منه ويقرر في النهاية رفع السلاح … لتبقى الرواية مفتوحة قابلة لتأويل.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى