نفض التراب عن الكفن وخرج يجر رجليه الثقيلتين متسللا بين دروب المدينة المهجورة …دخل المدينة المعمورة بشرا المكفنة بغضاء وحقدا ، وجوه مقنعة ,ملابس نظيفة وقلوب متسخة …. ،رجل ببزة أنيقة يخطب في جمع غفير عن بطولاته الثورية ,صرخ البطل :كاااااااذب لم تقتل نملة فرنسية, أنت من وشيت بي …لكن لا أحد يسمع كلهم أموات .
لا فتة كبيرة عليها أسماء , ظل يبحث عن اسمه لكن لا أمل ……أتراني واهم ؟؟؟هل نسيني المؤرخ؟؟؟؟ أم أن إسمي أقل من أن يذكر؟؟؟ مسح الدم النازل من مقلتيه وواصل المسير.
راقصة تتمايل يسترها علم /لولاه لكان المشهد أقرب لأمنا حواء /
حولها أشباح تصفر و تصفق منادية : – تحيا الغرائز -…
وفجأة تنزّلَ تاناتوس بجسد عملاق فأمسك الراقصة بين يديه فاصلا رأسها عن الجسد صائحا :
– ا لعنف أكبر –
فصاح الكفن : – القبر أرحم –
وصاح الشهيد : – تبا لي ألهذا ثكّلتُ أمي ؟؟؟ أيها الموت أغثني و إلى العمى أعدني .