ط
مسابقة القصة القصيرة

بيضة دجاجة عذراء..مسابقة القصة القصيرة بقلم / عصام سعد من مصر

قصة قصيرة
الكاتب /عصام سعد حامد
مصر ـ أسيوط ـ ديروط

( بيضة دجاجة عذراء )

قرأت , ليتنى ما قرأت
( بعد أن تقوم بعملية الاستمناء. تأخذ السائل المنوي, تضعه في بيضة بنت يومها من دجاجة عذراء. بعد أن تثقبها بعناية. حتى لا تنكسر. , بعد أن تدخل مائك المهين في البيضة. تقرأ عليها هذا القسم ْ((…………….)) عدد تسع عشرة مرة. بالتمام والكمال بلا زيادة أو نقصان. ثم تضع البيضة في قطعة قماش بيضاء, تطوى القماش على البيضة, تذهب إلى المدافن, تدفنها في قبر مهجور مدة خمسة عشر يوما ً,
في فجر اليوم السادس عشر. تستخرج ما دفنته, تكسر البيضة. تجد قطعة لحم حمراء . أعتصرها بقطعة القماش . يخرج منها قليلا ً من الدم . لوث قطعة القماش بهذا الدم, أدفن قطعة اللحم في قبر معمور, تمسك جيدا ً بقطعة القماش. فإنها كنز الكنوز. إذا صنعت من هذا القماش طاقية. فهي طاقية الإخفاء , إذا وضعت فيها مالا ً في الظلام الدامس . فسوف يربو هذا المال أضعافا ً مضاعفة خلال ساعة من الزمان, نفس الأمر من الزيادة مع الأحجار الكريمة كالذهب والفضة……. وغيرها , إذا وضعت الطاقية في جيبك , لمست أي مريض يشفى في الوقت والساعة . مهما تكالبت عليه الأمراض , إذا نظرت إلى امرأة أعجبتك . فإنها لن تطيق صبرا ً حتى تنالك وتنالها . فهنيئا ً لك يا من وصلت إليه هذه العزيمة والطريقة . إنها سر الأسرار وترياق الحياة وإكسير كل زمان ومكان . أحفظ سرك , أتق الله , اجعل عملك في الحلال , يكون مبتدأ عملك في ليلة قمرية , تكون على وضوء بماء مالح في أول العمل وآخره ………. فأفهم . ترشد يا بني ). أنتهي .
قرأت ما سبق, لم أستطع مقاومة نفسي من خوض التجربة. رغم عدم خبرتي بمثل هذه الأشياء, وجدتني مدفوعا ًُ بقوى غريبة لتنفيذ ما جاء في هذا الكتاب. أنزلت مائي المهين في البيضة بشروطها , قرأت القسم ْ بالعدد المذكور , لففتها بقماشه بيضاء كما ورد , دفنتها في ليلة قمرية بقبر مهجور, تركتها المدة المطلوبة آنفا ً …., ذهبت إلى المدافن لأستخرج كنزي, على بعد عشرين خطوة من القبر المهجور, بدون مقدمات. رأيت رجلا ً ناريا ً . يخرج من القبر , يتمطى بلا ملابس . جسده من نار مشتعلة . أولاني ظهره, أنطلق إلى حيث لا أدرى, اختفى تماما ً. حاولت تمالك نفسي من الخوف الذي اعتراني . إلا أن سروالي أبتل رغما ً عنى, لم أستطع السيطرة على نفسي من الرعب من شكل هذا الرجل الناري, الذي يشبه إلى حد كبير شكل الشيطان. كما ورد في تخيلات الكتاب والأدباء والمؤلفين والمتخيلين من الفنانين والتشكيليين…..
مرت ساعة أو أكثر وأنا متحجرا ً في مكاني من الرعب الذي إنتابنى من شكل هذا الشيطان الناري , برغم اختفاءه وعدم تعرضه لي . إلا بنظرته لي نظرة سريعة بعينيه الناريتين . إلا أنني أبدا ً لن أنساه ما حييت , أضاءت الشمس منطقة المقابر, مع ضوءها أنقشع بعضا ً من الرعب. الذي كان قد تخلل كل خلايا جسدي , قصدت القبر المهجور . لم أجد الأمانة التي سبق ودفنتها. عدت إلى المنزل ببقايا الرجفة, لم أعط اهتماما ً لاختفاء البيضة أو التجربة عموما ً, دخلت غرفتي وأنا في غاية الإعياء بدنيا ً وعصبيا ًً, اغتسلت مما أصابني وأصاب ملابسي من بلل, نمت.
رأيت في منامي , الرجل الناري يضحك ضحكا ً مرعبا ً…….
قائلا ً: شكرا ً. شكرا ً يا أبتاه . لقد حررتني ………. , كرر ضحكاته الاستفزازية المستهزئة المخيفة والمرعبة…….. ,
استيقظت فزعا ً …….. , رنا إلى أذني صوت إطلاق أعيرة نارية. استعلمت عنها , عرفت أن ستة عائلات من أعيان البلدة . تجددت بينهم عمليات ثأرية قديمة جدا ً كانت قد انتهت بالصلح أو بمرور الزمن عليها,
بعد عصر ذلك اليوم . امتلأت شوارع البلدة بصراخ الأمهات. حيث غرق ثمانية وثلاثين طفلا ً من أبناء البلدة في رحلة نهرية مدرسية ,
بعد العشاء. تجدد أطلاق النار بسبب عمليات الثأر مرة أخرى , كانت حصيلة القتلى في هذا اليوم تسعة عشرة شابا ً من خيرة شباب البلدة ……..

الكاتب القاص / عصام سعد حامد …… مصر ـ أسيوط ـ ديروط

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى