ط
الشعر والأدب

بينى وبينى / للشاعر أحمد راتب دياب

احمد راتب دياب

الـــقــــصـــــــــيــــــــــدة بـــــــعـــــــنـــــــوان

****(بــيــــنـــي وبــــيـــــنـــــي)****

*************************

بـَــيــــنــــِي …..

وبــَـيـــنـــِـي..!!

خــــطـــــواتُ مـــــــــوتٍ تــــتـــــلامـــــسُ…

لا فــروعَ لــلــشَّـــمــــسِ فــــي حـَـديــقـَـتـِـي

فـــقــَــطْ مــنـْـحــنــيــاتُ جـــراح..

كُــلُّ طـُـرقِ الأمــلِ يـَـتــيــمــةٌ

تـُبـقـِي الــنـَظـرَ مــكــبـلاً

بــالــضـَّـبــابِ

هــُنــا وهُــنـــاكَ

فـــي جـَــوفـــِي وَطـــنٌ

يــَســكــنــُهُ الــكــلام..

ألقلب ُوحدَهُ مـُــســـيـَّــراً

أسْــكِــنَ الـــتــُّـرابُ …

لا ســَـــحـــابٌ

لا مـــَطـــرٌ

فــقــطْ صــرخـــاتٌ

ونـــهــــارُ

كــُـلُّ الــبــــِلاد

لـــهـــَـا الـــوانٌ

فـــي الــــعَـــدمِ

وحــــزنـــِي عــَــالــمٌ

يـــَســكــنــُـهُ الـــحِــــداد..

شـــَـخـــيـــرُ الـــمـَـــوتِ

يـَــســـكـــنُ وِســـَــادتــِـي

وصــــلــــواتِ الـــمـُــقَـــلِ

مــَكــسُـــوةَ الـــدَّعــــاءِ..

لا قـــِــنـــــاع َلـــلألـــمِ

لانـــَـبــــضَ لــــلأحــــلام..

كُـــــلُّ الـــدَّقــــائــــقِ

تـَــمـُـــوتُ فــــِـي صـَـــمـــتٍ

ومـَـــوتــــِي يــَـعـــِيـــشُ

فـِـــي ثــَــبــــاتِ…

وَطــــنٌ دَاخِـــــلُ وطَـــــنِ

والـَــــمــــشــــاعـــــرُ كــــومـــَــةُ

كــَــلـــمـــاتِ …

كُـــــلُّ الــــسُّـــطــــــورِ

تـَـــشــــتــــَــاقُ صــَـفـــحــــاتــِـهـــا

وحـــَــرفـــِــي الــــشَّــــاهــــدُ مــُـشــــاهـــدٌ

فــــي مـــَقـــبـَــرةِ الـــعــِـظــــاتِ .

لـــيْــــسَ هـُــنــــاكَ

و هـُـــنــَــا اتـــِّـســــاعٌ وصَــــبْـــرُ

فـــقـــطِ إسْـتِـقـالـةُ أرْضٍ

وَ ضـَــــريــــحِ ابــْــتـــِسـَــامــَــاتِ..

الــــسـَـــمـــــاواتُ .. لــــمْ تــَــعـــد ْتــــَهـــدِيـــنــَـا شـَــمـــســاً

بــــلْ أصـــبـــحـــتْ تــنــتَــظِــر فـِــيـــنــَا

الــنـِّـهـــايـــاتِ…

كــــلُّ الــــحــُـضـــورِ

الــــحــُـضـــورِ

فــــي الــــمــَـوتِ جـــَـنــــازةٌ

وقــــبــــورُنــَـا تـــنـــتـــَظـــرُ الـــعِـــنـــاقَ…

جـَــســـدٌ دخــيــلَ جـــســدِ

وكـَـــفـــنٌ أســْــودُ مـــنَ الــــبـــيــَــاضِ…

تُــــرابٌ وتــــــــرابٌ وحــَــجــــرٌ

كُــــتــــبَ عــــلـــيــــه لا صــــــلاةُ.

الـــــمـَــوتُ يُــصـــلّــِي فــِـيـــنـــا جَـــمـــيـــعَــا

يُــــقـــيـــمُ لـــنـــا

الـــتــَّــحــــيــــاتِ…

عَـــمـــامــَـةُ الإمــــــام تـــَســــقــــطُ مـُــبــلـَّـلــةً

ويــــســــقـــطُ فــِــيـــنـــا كُــــلُّ زِمـــــــام

الآذانُ حـَــــيــــاةٌ لــــكـُــلِ مــَـــــوتِ

والــــصـَّــــلاةُ لــــيـــسَـــتْ كـــالـــصـَّــــلاةِ…

فـــــي عــــبـــَــاءةِ الــــجـــَـســــدِ

مــــــــائــــةُ عــــامٍ

وفـــــي عــــبـــَــاءةِ الـــهَّـــمِ

مــــــائـــةُ أمٍّ وألـــــفُ خـَـــــــــالِ…

الـــحـــمّـــلُ الــــوديـــــعُ يـــــدوس تـُــــربــَتـــي

والـــــشـَّـــمـــسُ تـــُــفــــاوض الأنــــذالَ…

كــــــلُّ الــــوُجــــوهِ لـــَهــــا شـَـــكـــلُ الألـَــــمِ

وجــــــوعُ الـــــمـــَــوتِ

لــــهُ صَــــمـــتٌ جــَــبـــــانُ…

لـــنــَـا ولــــكُـــمْ فــِـي الـــحـــديـــثِ حــــرفٌ

وفـــِــي الـــكِـــتــــابِ ذَنــــبٌ وإحــــســـــانُ….

لــــيــــسَ لــــنـــَـا فــــي الــــسَّـــــلامِ أرضٌ

إنـــَّـمــــا فــــي الــــــمـــــوتِ جــِـــنـــــانُ

إنـــَّـمــــا فــــي الــــــمـــــوتِ جــِـــنـــــان

**************************

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى