ط
الشعر والأدب

لمّا أتيتِ الآن ..قصيدة للشاعر / محمد بن جماعة/تونس

 

لمّا أتيتِ الآن..
لفّت الشّمسُ خيوطَ فتنتها..
ولملَمَتْ شعرَها الذهبي على عجلٍ..
لتبردَ جمرتُها حتما..
في حضرة وجهكِ..
وعشقيَ المقسوم..
الشمس يخبو مرجان حرارتها،
ويخفّ سراج خصوبتها..
الشمس لا تقدر أن تنأى مابين النور والنّار..
وطريق الحبّ مألوف برجفته..
يعهدُ لأْلاَءَ عناصرِه..
يتشكّل محرابٌ وسجّادٌ
ويحفر نقشٌ بخاصرة..رخام
ويدبّ الحرفُ يطرّز دفقَ الحبّ بمرآة الوجد..
لا يغفو الحرفُ أبدا عنكِ..
ولا يسهو ملاك الذاكرة القصوى وينهزم النسيان..
ولا ضوء بعدك في عيني..
**
والآن سيدتي ”لورا“.. سأتلو عليك ألواحي..
لأدخل مدينتك الموصودة من زمن..
صدئتْ تربتها، صارت صلصالاً.. صورا، صلفَ برد دائم..
صدّ فتحَ الأبواب..
بأقفال موجعة.. حالت دوني والقصرَ المرصود..
كنتُ أترك للقدر.. سيرَ الخطوات..
كنت أسكت.. كنت أبصر بنور القلبِ
والروح تعانق من عشق كل النسمات..
كنتُ مفتونا أكتمُ قبلك غائر الخلجات ونجم الفجر الشرقي..
يرمقني وأنا أدفن بكرَ الآهاتْ..
وهذا أنا ”لورا“..
أروم تعميد نوافذ كلّ الشرفات
وأنوي غسلَ ستائرها.. وفكّ حصار كلّ الأسوار..
ورتقَ الخاطر.. كلماتٍ كلماتْ..
**
هنا سيدتي ”لورا“..
والبحر قريب منا.. بل غرق فينا،
والشاطئ فينا.. والسفن فينا..
والموج استأذن أيضا ليعلو فينا..
ما عاد محتجبي سرّا ولا غيباً
فالحبّ أقداح أشواق، تقرع في السّر والعلن..
والحبّ مرايا فاضحة ٌ،
إن كنتُ في نومٍ أو صحوٍ كنبض الألوان..
هنا زمنٌ، هنا وقتٌ، هنا مدّ ٌ.. هنا جزر ٌ
هنا عصر كالبرق سرعته..
مقاساته أرض منبسطة..
تدكّ خيولُ معانيها كلّ الأوهام..
ويخطف أبصار مجالسنا،
لا ندري حاضر الأيام
ولا نعلم حجم ماضينا.. ضاع الميزانْ..
ولا نفهم مدخل جوّاه.. ولا يشبه ما كنّا ندري..
فالأرض الآن وطيئة بسهولها
وجبالها لا تغري الوديان..
سيّدتي ”لورا“.. أوشك أن ألقي معاذيري..
وأوشك أن تطفو أسراري..
لأني بشرٌ في شكل إنسانْ..
وهذا قصيدي يفرحك.. لا يبكيكِ..
تمسك موسيقاه بتضاريسي
ويحاصرك فيه جنوني..
لا عقل لدي الآن.. قد فقد به حسّي..

محمد بن جماعة/تونس

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى