ط
الشعر والأدب

تهجدات ..قصيدة للشاعر / عادل الدرة


تهجدات

عفت الديـارُ فمـا يجـلّ مقامهـا
وغفـت علـى أهدابهـا أوهامهـا
وتلعثمـت بكـلام حــبّ عـابـر
فمتى يتيـه علـى الكـلام كلامهـا
ومتى تجئ على الاكـفّ شموسهـا
ويضئ في سفر الهـوى إبهامهـا
وغدت تساورها الشكـوك بلحظـة
هل ترعوي عـن غيّهـا أصنامهـا
أو تستفيـق مـن الرقـاد غفاتهـا
كانـت وبعـض سكوتهـا آلآمهـا
ضجّت فضجّ الكون فـي تسبيحـه
حمداً لمن دمه الطهـور ضرامهـا
غصص على غصص تنوء بحملهـا
سـودٌ كثيـرات القـذى أيامـهـا
حتى آستفاق النور وآنبلج الضحـى
وتوهمـت يومـاً يـدوم ظلامهـا
حلـم تـبلله الفجيـعـة عـنـوة
وتـدوسـه مجنـونـة أقدامـهـا
ويعود يشمخ في العيـون مبهرجـاً
والصبح أبهى مـا يكـون إمامهـا
عفت الديار وكانت الصبـح الـذي
ترنـو إلــى أنــواره آرامـهـا
متعثـراً خطـوي بجمـرة مـوقـد
جمراته بعضـي وبعضـي جامهـا
صبّـاً يمزقنـي الجنـون بغـابـة
سوداء يعلو في الصبـاح سخامهـا
عفـت الـديـار وأيّ دار مثلـهـا
تسعى الى ليـل الخـراب رئامهـا
وتخيّـرت مـدن خـراب ربيعهـا
وقـرىً تبلّـد رأسهـا وعوامـهـا
وتبيـع مـن جهـل بهـا أبناءهـا
ويُسـاق عمـداً للظـى أيتامـهـا
وبيادر الجـوع الممـضّ مجاهـل
غصباً الى مـوت يُسـاق نيامهـا
مـا للأكـفّ تضرّجـت بدمائـهـا
بيـد البغـاة مصيرهـا وزمامهـا
مـدن تمزّقهـا الظنـون وبعضهـا
خسف بأركـان الهـوى يستامهـا
نـار تزغـرد والأزقـة تصطـلـي
وتجول مابيـن البيـوت هوامهـا
بين التوجـس والظنـون ولوعـة
في القلـب نـار فتّحـت أكمامهـا
مجنونـة لا ترعـوي عـن غيّهـا
مهمـا أطـال بنصحهـا لوّامـهـا
علّقت في كتـف الريـاح مواجعـي
ومواسمي عـادت يخـور سنامهـا
وحـدي أكابـد ليلتـي ونجومهـا
تغفو ويعلو في الصبـاح ظلامهـا
والليـل يبتكـر السكـون لظلمـة
فيهـا أنيـن العاشقيـن سلامهـا
والارض مجمـرة الريـاح قعودهـا
والابريـاء وقـودهـا وقيامـهـا
هذي سمائـي لا نجـوم تضيؤهـا
فقدت خطـوط مسيرهـا أجرامهـا
ورجعت أحصي في الدروب خسائري
عبـرت علـيّ مواكبـاً أقوامـهـا

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى