ط
الشعر والأدب

حكايةُ عروسين.قصيدة للشاعر / أسامة مصاروة .فلسطين


وصلتْ إلى الأقصى يُرافقُها العريس
فزفافُها الميمونُ في يومِ الخميسْ
جاءتْ لترْكعَ ركعتينِ مع الخطيبْ
ليُبارِكَ اللهُ زواجَهُما القريبْ
خُطِبتْ أميرةُ قبلّ سجنِ خطيبِها
لكنّها رضِيَتْ بمرِّ نصيبِها
عانى العريسُ محمدٌ في سجنِهِ
ما لمْ يعانِهِ ثائرٌ في سنِّهِ
عشرونَ عامًا في غياهبِ أسرِهِ
متماسكًا متشدّدًا في صبرِه
أمّا أميرةُ عشقُهُ منذُ الأزلْ
ففؤادُها لم يفْقِدِ النجوى والأملْ
ظلّت محافظةً على عشقِ السنينْ
رغمِ الجوى رغمِ النوى ولظى الحنينْ
صمدتْ ولم تسمحْ لنيرانِ العذابْ
حرْقَ الغرامِ وحرقَ أحلامِ الشبابْ
قالوا شبابُكِ سوفَ يخبو بل يزولْ
وجمالُكِ الحالي مصيرُهُ الذبولْ
قالت إذا ضحّى بعمرِهِ كي نكونْ
فأقلُّ ما أعطيهِ حبٌّ لا يهونْ
ما آلمَ البنتَ الوفيّةَ ما وصلْ
وعلى لسانِ محمّدٍ ما قد نُقِلْ
قالوا يطالبُها بألّا تنتظرْ
وَيُريدُها من قلبِهِ أنْ تستقرْ
فرحتْ أميرةُ عندما عادَ الأسير
وتعيّنَ تاريخُ الفرَحِ الكبيرْ
وقُبيْلّ ذاكَ اليومِ جاءت للصّلاهْ
حتى يُباركَها الإلهُ في علاهْ
دخلا معًا والشمسُ مالتْ للمغيبْ
وإذا بجُنديٍّ عن الأقصى غريبْ
يعوي على الاثنينِ أن يتجمّدا
لمْ يسْتجيبا فاستشاطَ مهدِّدا
رفعَ السلاحَ بدونِ أيِّ مبرّرِ
إلّا الشعورِ بجبنِهِ المتجذّرِ
صرخَ الغريبُ لما بقربِهِ من ذئابْ
فتهافَتتْ من حولهِ مثلّ الذبابْ
وبدونِ أنْ يتحقّقوا أو ينطقوا
قاموا بضربِهِما ولمْ يترفّقوا
لم يستطعْ كبتّ الهوانِ محمدُ
فإذا بِهِ في لحظةٍ يتأسّدُ
هجم العريسُ على الذئابِ بلا هدى
وَبِلا هدىً كمْ هيّنًا يبدوا الفدا
فتحتْ أميرةُ فجأةً جزدانَها
كيْ تُخرِجَنْ ببراءَةٍ تلفونَها
وكما تقولُ أوامرُ جيشِهم
موتُ العدوِّ هُوَ الضمانُ لعيشِهم
لمْ تعطِهمْ نارُ المخاوِفِ والظنونْ
إعمالَ فكرٍ غيرِ المماتِ أوِ المنونْ
وهناكَ في الفردوسِ كانَ الاحتفالْ
في زفّةٍ رُسِمتْ بآياتِ الجمالْ
—————————-
أسامه مصاروه
الطيبه – المثلث

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى