ط
مواضيع

ذكرى رحيل حليم وحكاية العندليب الذى علم الناس الحب 

كتب: عماد وديع
تمر علينا ذكرى رحيل الفنان عبد الحليم حافظ ،الحادى والأربعين،النجم الذى عاش ليغنى ويطرب ،بروائع قصائده وأغانية، ليسعد بها الشعب المصرى والعالم العربى.
شكلت أغانيه وجدان أجيال متعددة على مر السنين، غنى للوطن وللثورة، والأنسانية والكرامة، والحب والرومنسية،
وهو صوت الحب ، و الرومنسية، والألم والعذاب . ومازال عرشه فارغاً ،لم يستطيع احد من كان معه او من جاء بعده ،أن يأخذ مكانتة أو شهرتة وشعبيتة الجماهرية الجارفه.
لم يتغيرحب الناس له بمرور السنين ،مازالت تحمل حباً وتقديراً لفنان مصرى عظيم ، خلق الحب فى قلوب الجماهير المصرية والعربية وسكن فيها ولم ينافسه احد.
إنه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ،الذى رحل عن عالمنا منذ واحد وأربعون عاماً، فى 30 مارس عام1977 . والعندليب رغم ألم معاناتة الشديدة مع المرض الذى احتل جسده ، لكنه استطاع شق طريقه نحو النجومية والشهرة، وأن يتربع على قلوب الملايين من الذين عشقوا صوته وفنه، هذا العبقرى الذى علم الناس الحب ،وعبر عنهم فى كل الأعمار وفى كل المناسبات . وقالوا عن العندليب بعد رحيلة فى رثائه، بأنه المطرب الذى يغنى وهو ينزف حباً وعذاباً من كلماته ، فقد كان مملوء بألأحساس، يغنى على قدر صوته فى هدوء ،وكان فى صوتة الضعيف كل الشجن والألم والحزن الذى يملاء قلبه ، فقد كان يتألم بصوت مسموع ، و ايضا ًكان صوته هادراً من الأعماق، التى يمتزج داخله الحزن وحب الحياة فى عاطفة جياشة ، وفى صوتة نبرة حزن إنسانى، فهو عندما يغنى يكون فى منتهى الصدق، لهذا أ سر قلوب المصرين والعرب فى الوطن العربى، وسيظل هكذا لسنوات وسنوات. فقد كان من أرق الآصوات، وأكثرها حزنا ، و صوتاً مؤثراً حالماً رقيقاً صادر، وكأنه يفتح قلوب الجميع ويسكن داخلها.

اتسع قلبه لحب العالم ، وكأنه كان يبذر الحب فى داخلنا ويجنى الألم والأهات من رحم قلوبنا المكبوتة ويدخل عوضاًعنها الحب والسعادة داخلها .
ومثل حليم العديد من الأفلام مثل” لحن الوفاء” وكان اول أفلامه 1955، وأستكمل بعد ذالك افلامه الناجحة، مثل “الوسادة الخالية” “وشارع الحب” “والبنات والصيف” “ويوم من عمرى” “وأبى فوق الشجرة ” “وفتى أحلامى”.
كما قدم أكثر من230 اُغنية عاطفية ووطنية وابتهالات دينية ،مثل “اجعلنى كلمة” “صافينى مره” “وبتلمونى ليه ” “وبينى وبينك ايه” ، كما غنى حليم للنجاح “الناجح يرفع ايده” وغنى لأعياد الميلاد “عقبالك يوم ميلادك” وغنى للثوره ” فدائى” “وصورة” و”بلدى يابلدى” “والسد العالى” “وأحلف بسمائها” وغنى لأنتصار اُكتوبر والعبور” عاش اللى قال” “والنجمة مالت على القمر” .

ولم يترك حليم مناسبة، وإلا وكان حاضراً بأعذب الألحان واجمل الكلمات.
فقد كان العندليب شخصية فيها الطيبة والوفاء والأخلاص، ويكون بهذا، هو الفنان الكامل النابغة رقيق المشاعر والأحساس .
سيظل الناس متعلقين به اجيالاً بعد أجيال، لأنه كان فى صوته كل افراحنا واحزاننا وفى شخصه كل الصبر والعذاب وإرادة الحياة هكذا قالوا عن عبد الحليم.
وفى 30 مارس عام 1977 توقف الصوت الذى تعلقت به قلوب الجماهير، فى كل ألوطن العربى كله، وتوقفت دقات قلبه وفاضت روحه الى السماء، وأستراح جسده من ألامه وعذابه لسنوات طويلة ، وفى إحدى مستشفيات لندن إنتهت المعركة بين عبد الحليم والمرض بانتصارالأخير عليه، بعد مايقارب 21 عاما من المعاناه، وسكت الصوت الحنون الذى كان يملك كل شيء إلا القدرة على أن يشفى نفسة. رحل عن 48 عاما بعد صراع طويل مع مرض البلهارسيا ، الذى ظل يتفاقم حتى أصابه بتليف كبدى، ولم يكن هناك علاج لهذا المرض فى مصر وقتها .
وحليم أجرى خلال حياتة 61 عملية جراحية، ورغم ذالك كان متشبساً بالحياة والبهجة، التى كان يبثها لجمهوره.

وفى شهر مارس من كل عام يشهد حى الزمالك ، توافد محبى عبد الحليم حافظ من مختلف الأعمار والأطياف على منزل العندليب، وألتقاط الصور التذكارية مع مقتنياتة داخل منزله، او كتابة كلمات للذكرى على جدران العقار الذى احتضن أنفاسه وروحه وذكرياته وألامة.
كما تحتفل وسائل الآعلام ألمصرية وألعربية بذكرى العندليب، وتعرض أفلامه وأغانيه وتستضيف من كان قريباًمنه، ليحكى عن ذكرياته معه.
وداعا حليم الذى علمت الناس الحب وحتى لو إختفيت عن عيونهم ،ولكنك باقياً فى القلوب، ومازالت تردد الملايين كلماتك وألحانك كأنك حاضراً ولم تغب او ترحل ابداً.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى