ط
الشعر والأدب

رسالة إلى متمردة .. بقلم الشاعر / أحمد بيومي

احمد بيومى
رغم علمي إنك أجمل من أن أصفك بكلمات ..
سأكتب لك رسالة قبل إنتهاء العام بلحظات ..
سيدتى ..
مازالت أتعجب ..
كيف لرجل شرقي جداً مثلي ..
واقعي جداً مثلي ..
أن يملك قلياً أبيض ..
فيسامح كل البشر ..
ويحب كل الناس ..
ويتسرب الحب مع الدم في أوردته ..
بل ويخرج مع العرق من بين مسامات جلده ..
ومن حبر قلمه كل هذا الإحساس ..
فيعلم أنثى عنيدة مثلك ..
لغة العشق .. ولغة السمو ..
ولغة المطر .. ولغة الطير ..
في رحلته صباح مساء ..
فيحولك من إمرأة من التاريخ ..
إلى إمرأة تصنع التاريخ ..
وترتدي القلائد والألماس ..
يحولك من أنثى تعيش الحياة ..
إلى أنثى من ماء..تمنح الحياة ..
كلما أرتشف منها قبضه أو رشفة ..
أزداد ظمأه فيهمس في ثغرك ..
قبلة وراء قبلة ..فلا يرتوى أبداً ..
بل يزداد عطشاً إليك ..
وبدلاً من أن يبتعد ..ينجرف إليك أكثر ..
وكأنك إمرأة قد خلقت من فتنة أو أنوثة ..
وليس من طين كباقي النساء ..
ومع هذا سيدتي ..
أنا رجلاً فريد لو تعلمين ..
فأنا الوحيد الذي يملك عند حضوره أو إتصاله بك ..
أن يفك منك عقدة الحاجبين والشفاه ..
هو الوحيد القادر أن يمتص منك جنونك ..
ويطفىء نيران غيرتك ..
و يتحمل مزاجيتك العنيفة ..
فأنت طفلة مدلة أحبها في الماضي أب حنون ..
رجل يحكم حولك القيد والأصفاد ..
ويوجه قدرك يا انثى من نار ..
فيكون سيد الحرف وسجنك وسجانك ..
رجلاً يمر كسحابة من نقاء ..
على قلوب جرداء قد ماتت من قبل ألاف المرات ..
فيعيد إليها الحياة بإذن الله ..
فتنسى أنها يوماً ما قد ماتت عطشاً وإهمالاً ..
أنا هذا الرجل الذي معه تشعرين بالدفء في الشتاء ..
وبالخضار في الخريف ..
وفي الصيف رغم القيظ بالإنتعاش ..
رجل معه تشعرين إنك قد عدتي طفلة لا تخاف الزمن والأيام ..
أو زهرة وكل أيامك فصول من عشق ..
وجنان مليئة بالزهر والألوان ..
فأقتربي مني بسرعة وأعلني على الملاء ..حبك ..
و أن لا حياة لك من دون هذا الرجل ..
الهواء والماء والضمادة والعطر والأمان ..
أو تحرري من قيودي وأرحلي مع دقات منتصف الليل ..
رسالة إلى متمردة .. أحمد بيومي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى