ط
كتاب المجله

“صفاقس” التونسية عاصمة للثقافة العربية 2016 : رغم قلة الامكانيات وجب تسهيل التعقيدات لكسب الرهان

12188993_1513277488992445_3108098306645349267_n
*تونس-علي البهلول
يوم 23 جويلية 2016 سيكون الانطلاق الفعلي لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية و التي أقرتها الألكسو منذ مارس 2014 لتأخذ بذلك المشعل عن مدينة ” قسنطينة ” في الجارة الجزائر و التي حازت هذا الشرف لسنة 2015 في ثالث تجربة عربية يقع فيها التخلي عن مبدأ ارتباط التظاهرة بالعاصمة السياسية .
رغم قلة الامكانيات
و تدخل ” صفاقس ” غمار هذه التجربة وسط دعم مالي حكومي وصف بالضعيف قياسا مع حجم التظاهرة من ناحية و قياسا مع الميزانيات التي رصدت لكل من بغداد 2013 بحوالي 500 مليون دينار و قسنطينة سنة 2015 بأكثر من 150 مليون دولار و الحال أن الميزانية التي رصدت لصفاقس قدرت إلى حدود اللحظة بحوالي 5 مليون دولار وسط وعود حكومية بإعادة النظر فيها و ترفيعها والمشكل أنه قياسا مع حجم الدعم سالف الذكر فإن مستوى سقف التوقعات لحجم و شكل تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 لن يكون عاليا بالحجم المطلوب ذلك أن البنية التحية في المجال الثقافي تعود في أغلبها لثمانينات و سبعينات القرن الماضي زد على ذلك أن الفضاءات محدودة مقارنة بالعواصم التي احتضنت التظاهرة سابقا فمسرح بلدي واحد مع مسرح صيفي يتيم ذلك هو فضاء صفاقس زد عليه قاعتين فقط مخصصتين للسينما والتي يعيشان على وقع الموت البطيء .
الرهان هو الحل
و بمؤسسات حكومية متوسطة الصلاحية دخلت “صفاقس ” هذا الرهان الصعب فكان الأمر بديهيا أن يقع منح الأولوية القصوى للبنية التحتية حيث تسعى الهيئة التنفيذية إلى العمل على مشاريع تهيئة البناءات و الفضاءات من ذلك على وجه الخصوص تحويل الكنيسة الكاثوليكية التي يقع استغلالها منذ عقود للممارسة الرياضية المدرسية إلى ” مكتبة رقمية ” يفترض أن تكون الأولى في تونس من ناحية الشكل و التجهيزات و الضخامة وتعتبر الهيئة هذا المشروع العمود الفقري لمحور البناءات و الفضاءات ناهيك أن الميزانية المرصودة لهذا المشروع ستكون الأضخم قياسا ببقية المشاريع الى جانب سور المدينة العتيقة والذي سيكون له نصيب في التهيئة المزمع تنفيذها خلال قادم الأسابيع خصوصا أن المدينة العتيقة بصفاقس تعد المدينة المسورة الوحيدة في العالم التي تحتفظ بسورها كاملا حيت سيقع تعهد هذا السور بالترميم من الداخل و الخارج علاوة على تركيز تقنية ضوئية متطورة تعمل على تحويله ليلا إلى تحفة فنية تختزل من خلال صورها تاريخ صفاقس . وفي نفس المدينة العتيقة تتجه النية نحو تهيئة مسلك سياحي ثقافي كامل بتخصيص عدد من المنازل ذات القيمة التاريخية و بإقامة معارض قارة و ورشات تعنى بتقديم المتعارف عليه في الصناعات التقليدية خصوصا مع تقديم لمسات التعصير و التحديث المدخلة عليه و لعل هذا سيكون بشكل أوضح من خلال قرية الحرفيين التي سيقع إقامتها في الفضاء الثقافي فندق الحدادين دائما داخل المدينة العتيقة و التي ستجمع حسب المخطط بين الحرفيين التقليدين و الفنانين المجددين في سياق الحرف دائما .
مع تسهيل بعض التعقيدات
و تبقى القائمة الأولية للمشاريع الممكن إنجازها طويلة و جاهزة في أغلبها للتنفيذ شريطة توفير الاعتمادات المالية لها مع تسهيل بعض التعقيدات الإدارية الروتينية و يبقى هذا الأمر رهين التكاتف المجتمعي لمكونات المشهد الثقافي في صفاقس و رهين تدخل ناجع للدولة بالتمويل اللازم سواء في البناءات و الفضاءات أو في المشاريع الثقافية الأخرى التي تعمل على لجان مختصة على تقديمها و بلورتها .
وتشريك المثقف في أخذ القرارات
كما تم العمل على دفع مثقفي الجهة ليكونوا صلب عملية التخطيط و التنفيذ في تظاهرة ذات بعد عربي مهم في بلد يشهد تحولات عميقة و جذرية و على هذا الأساس تم تكوين عدد من اللجان منها لجنة الندوات و الملتقيات التي استقرت إلى حدود اللحظة على اثني عشر محورا لندوات علمية أبرزها محاور المرأة و صفاقس والبحر والإبداع الثقافي في زمن المتغير و ثقافة الطفل و الأعلام و المعالم و بنفس وتيرة العمل تسعى لجنة العروض الفنية لربح رهان السباق مع الزمن لاستكمال استقبال مقترحات العروض الفنية من مسرح و سينما و موسيقى وطنيا و عربيا بالتنسيق مع أهل كل قطاع على حدة وطنيا و جهويا و يبدو أن اللجنة الأقرب لتنفيذ برامجها هي لجنة النشر و هي اللجنة التي فتحت الباب لقبول الكتب التي تتحدث عن صفاقس من مختلف الجوانب مع الالتزام بنشر مئة كتاب منها من الكتب التي تراها اللجنة تستجيب للشروط العلمية و قد انطلقت عملية المراجعة فعليا و ستكون الأيام القليلة القادمة شاهدة على طبع الكتب الأولى .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى