ط
الشعر والأدب

ضياع ..قصة قصيرة بقلم جهاد الجزائرى

جهاد الجزائرىضياع …….
.
.كانَ في مُقتبَلِ العُمر تُسلَبُ أحلامُهُ،حلما حُلما ..وجُثَّتُه قطعةً قطعَةً ،لعنة لا تفسير لها ….
لم يفهمهُ أحَدٌ الا الكنبة العتيقة العرجاء…التي يمتطيها كلَّ ليلَةٍ …يسافر …في اللَّامنطِقِ وحيدًا الَّا من شكّهِ “مرافقه الوحيد” …..وأغنيةٌ لأمّ كلثوم يؤجّج بها ثقَتَهُ المسلوبة منذ آخر خيبَة ابتلعها
كانَ يضرم النَّار في الواقعي ويُضَرّمها ليصيرَ رمادًا لن تتوانى ريحُ شكّ أو نسمة من نسماتهِ….. في بعثرتِه ،لن يكتَشف أحَد ماذا فعل …..
في الوسَادة ِ سافَرَ بعيدًا هذه اللَّيلة باحثًا عن أجوبَةٍ هناكَ …بعيدا.. حيث لم يصل احد قبلَهُ ،لكنَّ خيبَةَ جديدَةً تُرسَمُ بعودةِ الواقعيّ…. قد توهَّم أنَّه أحرقَه
يتركُ الوسادةَ كمن يعودُ أدراجَهُ هاربَّا من الوحش الَّذي يبدو أنه لا قدرة له على ابادتِه ،لكنَّه ما استسلَم ….يمسكُ بالوسادة ..يعانقهَا …ويعزمُ مرَّة أخرى ….يسافِرُ….يحرِق الواقعي ..ثمَّ يلتقي معه مُجَدّداُ…….أيّ لعنَةٍ هذه !
الوسادة….. ،يقذفُها بعيدا لتلتقطها احدى زوايا الغرفةِ البائسة، …. يصرخ ….يبكي…ينتحَبُ
ينهَض…. يفرّ الى مِعطفِهِ المعَلَّق على مسمارٍ مثَبَّت بأحد جدرانِ “البائسة” …يُخرجُ منه سيجارةً كان قد خبَّأها لموعِده مع اللَّاجدو ى في ليلته ….كان يعلَم فهذا ديدنه…..يجلِس على الكنبَةِ مُجَدَّدا ،يشعِلُها ،ربَّما يوَدّ السَّفر فيها هي الأخرى ،لكنَّه يعلَم أنَّ الوقتَ لن يسعفَهُ للعودةِ مرَّةً أخرى
ستنطفئ السيجارة ويضيعُ في هاجِسٍ من هواجِسه…!
.
جهاد الجزائري

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى