ط
مسابقة القصة

عدما تعشقين وحشا (ملخص) مسابقة الرواية بقلم / عزة محمد مرسى خطاب .مصر


كنت أخشي هذا العالم الإفتراضي وأراه مكانا مظلما… والآن أبغضه بشده فهو من قادني إلي هذا الوحش بلا رحمة

هو عالم زائف.. سراب… ما أن تصل إليه.. يتلاشي وتضيع أنت في المتاهة

الكل صادق… علي خلق….متميز… ساحر

عندما يتعلق الأمر بعشرة أصابع وشاشة

…………………..

جذبتني تعليقاته علي صفحة صديقة لي

(خالد) متميز وجريئ ومختلف.. أرسلت له آدد وقبله علي الفور… ازدادت سعادتي عندما نشر رواية له علي صفحته فأنا أعشق الكتابة والشعر منذ طفولتي… ثم كان أول دخول لي خاص… كنت أشعر بخجل وخوف وتردد

-السلام عليكم… أعتذر لدخولي الخاص.. لكن الأمر هام فسامحني

-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة… لا داعي للإعتذار… تفضلي

كان قلبي يدق بشدة ويدي ترتعش حقا وتمنيت أن أتلاشي

أردت لفت انتباهك لبعض الأخطاء الإملائية بروايتك ليكتمل عملك الرائع

يقال أن النصيحة علي الملأ فضيحة ولهذا دخلت الخاص فسامحني

-أشكرك جدا علي هذه النصيحة وعلي حرصك واهتمامك ومتابعتك ونشر الرواية علي صفحتك ودعمك لي… إن الكتابة علي الفيس أمر بالغ الصعوبة فأنا اكتب وأنشر حصريا… لكن عند طبع الرواية يتم تدقيقها من متخصصين قبل نشرها. ولكن أرجو مساعدتك لي في مراجعة ما أكتب قبل نشره ليكون أفضل

-يسعدني جدا فهذه ثقة كبيرة من حضرتك وأنا أعشق الكتابة منذ صغري لكن توقفت لظروف

-خسارة! لماذا توقفتي ؟

-قصة طويلة لا أريد أن يضيع وقتك الثمين معها

-ليس عندي ما يشغلني حاليا وأتمني سماعها

-ممكن نتحدث هاتفيا أفضل ؟

-نعم ..هذا رقمي……..

-هذا رقمي أيضا وأشكرك …….

لحظات سريعة… وكان الإتصاااااال-السلام عليكم …كلي آذان صاغية… تفضلي

-كنت فتاة رائعة وجميلة ومتفوقة… محبوبة من الجميع… أمتلأبالحيوية والنشاط وحب الحياة… مميزة جدا عند والدي رغم صرامته… ورغم أني لست الإبنة الوحيدة …هناك ثلاثة أشقاء وابنة أصغر مني… لكن تفوقي كان سر هذا التميز… جعل والدي يحلم بأن يراني طبيبة وكان حلمي أيضا

كانت دراستي هي حياتي رغم ملاحقات الشباب لي ومحاولتهم جذب انتباهي

استمر الأمر هادئا حتي الصف الثاني الثانوي… حتي ظهور… (مصطفي)

-بدت نبرات صوت خالد وقد ملأها الفضول… امممممم مصطفي؟!!!

-أصبحت أمينة اتحاد طلاب محافظتي للثانوي العام وكان مصطفي المساعد لي

ماكنت أعلم أن حياتي ستتغير تماما وسيضيع حلمي بيدي…. تحدثت بصوت خنقته العبرات وأنا أحاول التماسك لأبدو صلبة

-خالد محاولا تهدئتي…. لا تبكي أرجوكي

اذا اردتي نكتفي الان ونواصل غدا…. لا اريد أن أسبب لك أي ألم

-لا أبدا أنا بخير… سأكمل لحضرتك

لأول مرة يقترب مني شابا هكذا بسبب حضورنا معا بعض الإجتماعات الخاصة بالإتحاد… شاب رائع يحب الشعر والكتابة مثلي… مرح وخلوق… من أسرة متواضعة بالنسبة لأسرتي فوالدي مدير لإحدي البنوك…. لكن الرجل لا تقدر قيمته بما يمتلك من نقود أو بمكانة أسرته… الرجولة مواقف ومبادئ… أخلاق ازداد تعلقنا بشدة وأصبحنا روحا واحدة

فلاش باك…

(مصطفي):أشعر بخوف شديد أن أفقدك يا أمل… يجب أن أتحدث مع والدك وأصارحه برغبتنا في الزواج بعد انتهاء دراستنا…. أريد وعدا منه أن يزوجك لي

-تسارعت دقات قلبي بشدة وشعرت بخوف شديد.. فأنا لم أفكر في كل هذا…. والدي ؟!!!هو قاسي جدا لا يعرف المشاعر

يتعامل مع والدتي بصورة غير إنسانية.. لكن لابد أن نتحدث معه… يتقدم لي الكثير من شباب قريته…. سأحدثه اليوم..اطمئن ….

فلاش باك……

-أريد محادثتك في أمر هام والدي الحبيب

-ما الأمر ؟هل تحتاجين نقودا ؟!

لا… الأمر أكبر من النقود…إنه بشأن حياتي

تغيرت ملامح والدي واتسعت عيناه وزفر بضيق وكأنما شعر بريبة في كلامي وقال:حياتك؟!تحدثي سريعا

-تسارعت دقات قلبي وكاد صوتي يلوذ بالفرار ويتخلي عني…. تظاهرت بالصلابة وبدأت أسرد كل شيئ عن مصطفي لوالدي

انتفض والدي واقفا وصاح بصوتا عاليا اهتز له أرجاء المكان

هل أصابك الجنون ؟!!!!

فزع الجميع وأسرعوا وقالت والدتي باضطراب وقلق… ماذا حدث ؟

ونظر الجميع لي وكأنني متهمة في القفص… ينتظرون دفاعي وإذا بوالدي مندفعا نحوي بغضب ويده مرتفعة لأعلي لولا اسراع شقيقي الأكبر نحوي وابعادي عن والدي متسائلا بقلق.. ماذا حدث يا والدي ؟ماذا فعلت أمل؟!

وفزعت والدتي باكية نحو والدي تحاول تهدئته…فدفعها بقوة فسقطت علي الأرض… هذه هي تربيتك ؟ابنتك أصبحت عاشقة وتريد الزواج…. سأقتل هذا الحيوان…. سأقتله أمامك وأزوجك من أختاره لك …ولن تخرجي من المنزل بمفردك بعد الآن

…………………….

-صاح خالد بغضب يقتله؟!!! هل والدك مجنونا ؟!ماذا فعل ليقتله؟

-أنت لا تعرف والدي… لا يعترف إلا بالمال والمنصب والمصالح… لا يعرف المشاعر ومصطفي بالنسبة له.. نكرة

-وماذا فعل مصطفي؟!

شعر بقلق بالغ لإختفائي وأن هناك أمرا سيئا حدث…. فكر بالحضور إلي منزلنا ثم تراجع وقرر أن يتحدث مع والده وعمه للحضور معه وفعلا أخبرهم بكل شيئ لكن قبل الموعد…كانت زيارة خالي لهم… للتحذير

فزع خالد وصاح بصوت مرتفع… خالك ؟زيارة تحذير ؟!

-نعم… اتصلت والدتي بخالي المقيم بالقاهرة ليحضر سريعا فالأمور خرجت عن السيطرة ووالدي سيقتل الشاب عندما يراه… أخبرته كل شيئ فجاء سريعا إلي محافظتنا… محافظة المنوفية

وبعد وصوله سألني عن منزل مصطفي وذهب إليه ليحذره من الحضور لمقابلة والدي وليبتعد عني نهائيا وينسي أمري

وتحت ضغط كبير من خالي وأسره مصطفي خوفا علي حياته وعلي حياتي كانت نهاية قصة الحب البريئة كما أراد لها والدي

-سأل خالد بصوت حزين وماذا فعلتي ؟!

-قررت معاقبة والدي وقتل الحلم الذي ينتظره…. سأقتل حلمي أيضا حتي لا أراه سعيدا… لن ألتحق بكلية الطب…. وبعد تجاهل بعض الأسئلة بإمتحان الثانوية العامة جاءت النتيجة صادمة للجميع…. كلية العلوم

حزن الجميع وخاصة والدي الذي سعدت برؤية الدموع بعينيه…. لكنه سرعان ماعاد يحلم… قد أصبح طبيبة بتخصص التحاليل أذا اجتهدت بالدراسة…

ساءت حالتي النفسية وأصبحت لا أتحدث مع أحد وبالكاد أتناول الطعام وحاولت الإنتحار وتم إنقاذي

خالدبغضب…الإنتحار؟وتخسري آخرتك.؟!

-استغفرت ربي كثيرا…. كانت لحظة ضعف ويأس… ضاقت الأرض بي وتملكني الشيطان

عندما علم خالي بهذا جاء واستأذن والدي أن يأخذني معه القاهرة فترة الصيف حتي بداية الجامعة…. لتتحسن حالتي وأري أماكن مختلفة ويشتري لي ملابس جديدة فوافق والدي… وكان فرارا من كل شيئ…. تمنيت عدم العودة وكانت آخر ليالي شهر رمضان الكريم….تحديدا ليلة السابع والعشرون من رمضان دعوت الله كثيرا وأنا بسيارة خالي وقد تأخر الوقت… قبل الفجر بساعتين تقريبا

وكأنها كانت ليلة القدر…. السماء صافية جميلة ونسمات الهواء الرقيقة تداعب خصلات شعري من النافذة والدموع تنهمر علي وجهي ولساني يلهث بالذكر والدعاء بأن يفرج الله كربي

أخذت أردد…. لا اله الا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين…. شعرت بسكينة وراحة تغمرني… شعرت أن هناك أمل قادم مع بزوغ الفجر

حياة جديدة تنتظرني بالقاهرة

الفرار من الحب ومن الذكريات… الفرار وفقط

وصلت بيت خالي فجرا واستقبلتني زوجته بحفاوة بالغة.. صليت الفجر وأستسلمت للنوم… هو لي بمثابة الفرار أيضا من الواقع ….استيقظت علي حضور والدة زوجة خالي وشقيقها…. جاءا للإفطار معهم ثم الذهاب لرؤية عروس محتملة تم ترشيحها لشقيقها (أحمد)…. شاب في بداية الثلاثين… وسيم.. يعمل محاسب بإحدي الشركات الحكومية… يعيش مع والدته بعد وفاه والده وزواج شقيقاته الثلاثة وشقيقه الأصغر…كانت مفاجأة له وجودي عند شقيقته فهو يعرفني… لاحظ

الحزن الذي يخيم علي ملامحي وصمتي وعزلتي

فلاش باك……

كيف حالك أمل ؟

أجبت بصوت خافت يشوبه الحزن والخجل…. بخير

-أخبار الدراسة والتفوق إيه ؟!

الحمد لله ..التحقت بكلية العلوم بشبين الكوم

ألف مبروك رغم أني كنت أعلم أنك ترغبين بكلية الطب

انهمرت دموعي واسرعت بالفرار من أمامه ودخلت إحدي الغرف أبكي بشدة

خالد بصوت حزين…..يا الله تحملتي كثيرا ويبدو أن أحمدسيكون له دورا هاما في الأيام المقبلة !!

صدقت فعلا …سأل شقيقته عن سبب حضوري ولماذا يبدو عليا الحزن ؟

أجابته شقيقته وأخبرته هو ووالدتهما كل ما حدث …فحزن بشدة وغضب من والدي لقسوته في معالجة الأمر

فلاش باك……

أحمد مخاطبا شقيقته ….كريمة… أريد الزواج من أمل

نظرت إليه شقيقته متسائلة وهي تبتسم

تتزوج أمل؟!ونرمين التي تنتظرنا مع أسرتها بعد صلاة التراويح ؟

اذهب لرؤيتها أولا قد تراها مناسبة لك أكثر … ثم فكر بهدوء

-لا …لن أذهب وأتصلي اعتذري لهم

هذا قرارا نهائيا ….سأتزوجها

قالت والدته:أمل مسكينة ومازالت صغيرة

تتزوج أحمد ونعيش معا في شقتي

ابتسمت كريمة قائلة لعله خير فعلا

قد يكون كل ما حدث سببا لتتزوج من أمل …سبحان الله …لن أخبرها شيئا الآن

سيحضر خالها بعد قليل من العمل ونتحدث جميعا ثم يسألها عن رأيها

أحمد بصوت حزين قلق …هي ممكن ترفض؟!

اجابته شقيقته ممازحة…ان شاء الله خير

ماذا حدث لك ؟ما سر اهتمامك بأمل لهذه الدرجة؟!

أجاب أحمد بصوت هادئ ….أشعر بحزن بالغ لأجلها وأريد تعويضها…هي فتاة طيبة القلب وصغيرة …لم تدرك عواقب ما شعرت به ولا اريدها أن تخسر دراستها بعد كل هذا التفوق

– معك حق …عندما تزوجت خالها كانت طفلة صغيرة رائعة الجمال عمرها ثلاثة أعوام وكنت أحب النظر إلي عينيها التي تشبه القطط …احببت براءتها ومرحها …ان شاء الله خير

……………………

حضر خالي من عمله وأخبرته زوجته برغبة أحمد الزواج بي وموافقة والدتها فكانت سعادة خالي بالغة لأعيش بعيدا عن والدي وعن الشاب الذي أحببته لينتهي الأمر

استاذن أحمد من خالي أن يخرج معي بعد انتهاء صلاة التراويح ليحدثني في أمر الزواج بعيدا عن المنزل فوافق خالي

وخرجت مع أحمد وأنا في حيرة من موافقة خالي علي خروجنا معا بمفردنا

فلاش باك …….

أحمد متحدثا بصوت مفعما بالحنان والرقة …اردت التحدث معك في أمر هام بعيدا عن الجميع …بعيدا عن أي حواجز

-أخبرتني كريمة بكل ما حدث معك وأعلم ما تشعرين به جيدا …اريد ان اكون بجوارك زوجا وأبا وصديقا…اريد أن اتزوجك يا أمل وستكملين دراستك بجامعة القاهرة …اريدك أن تنسي كل ما مضي …وأشهد الله أني اريد سعادتك ولن تجدي مني ما يؤلمك

كانت مفاجأة لي لم اتوقعها….نظرت سريعا في خجل إلي الأرض غير مصدقة سرحت مع نفسي …. هل أحمد هو طوق النجاه؟

إجابة الدعاء …ونهاية الأحزان؟!ا بداية حياة جديدة جميلة …هل أنا احلم ؟

.هو يعلم كل شيئ فأنا لم أخدعه…يعلم أني لا أحبه

لماذا يقبل هذا وهو شاب رائع تتمناه أي فتاة ؟!هو طيب القلب حقا …هدية السماء لي …كل هذا وأنا مع نفسي في عالم آخر حتي سألني أحمد…لم أقصد مضايقتك ولست ملزمة بالموافقة

اختاري ما ترغبين به وانا معك بجوارك بأي حال

نظرت إليه بارتياح ووجدتني أخبره وأنا مبتسمة بالموافقة

……………………………………..

خالد متسائلا بدهشة وافقتي علي الزواج؟!

نعم ..سافر أحمد وخالي إلي أسرتي اول أيام عيد الفطر المبارك بمفردهما…..رفضت السفر ومقابلة والدي

وافقت أسرتي علي الفور ….لقد كان أحمد طوق النجاه للجميع لعبور هذه المرحلة الحرجة ….تم الزواج بعد ثلاثة أشهرأمضيتها في منزل خالي ولم أدخل منزل والدي إلا وأنا بثوب الزفاف لعقد القرآن

خالد بصوت هادئ …الحمد لله …اعتقد بهذا الزواج بدأت مرحلة أفضل ؟

بصوت حزين يمتلأ بالدموع ….لا

بدأت مرحلة اخري لا تقل ألما عن سابقتها

أنها والدة أحمد ………

خالد صائحا بضيق ….حماتك؟

امرأة لا تقل قسوة عن والدي …ظهر هذا بعد زواجي من أحمد …مات حلمي الثاني ان اكون عروس

اصبحت وكأن زوجي تزوج بأخري في اول اسبوع زواجنا وأحضرها لتعيش معنا في مسكن واحد

كانت تحب أحمد بصورة مرضية ظهرت واضحة بعد زواجنا وكأنها زوجته وأنا اختطفته منها

أجاب أحمد بحزن:لا حول ولا قوة الا بالله

انتي علي موعد دائم مع الحزن

نعم .وكأن الحزن

صار رفيق الدرب ولا يطيق فراقي فإذا حاول الفرح الإقتراب مني زجره بشدة وأبعده …كل هذا وأنا لا حول لي ولا قوة..تعبت من المقاومة

هزل جسدي وخارت قواي وجفت دموعي

…………………

ترك لنا شقيقه شقته لنقضي بها اسبوعا بمفردنا وذهب مع زوجته واولاده إلي الأسكندرية

فلاش باك …..

اليوم الثالث للزواج

دخلت الغرفة مسرعة …احمد ..جرس الباب …استيقظ

أحمد متعجبا في ضيق وقد كان مستغرقا في النوم ..لم يتصل أحد ليخبرنا بحضوره …سأذهب لأري من القادم؟

أحمد بصوت مرتفعا ….اهلا ماما

إجابته بغضب لعدم محادثته لها وانهارت باكية فاخبرها أننا سنعود معها ولن ننتظر باقي الاسبوع

عدنا معها فتغير كل شيئ وأصبحت بالكاد أراه فهو دائما بجوارها حتى أصبحت حاملا ثم رزقني الله طفلة جميلة تشبه والدها اسمها(هنا)

وبعد تسعة أشهر ارسلتها إلى منزل والدي من أجل دراستي ثم بعد ثمانية أشهر وجدتني حاملا مرة أخرى ثم جاءت (فرح) بعد بيع شبكتي واخذ مسكن مستقل بلا اثاث

بعد خمسة أشهر ارسلتها إلى شقيقتها لأكمل الدراسة ثم أخذتهم أربعة أعوام وثلاثة أعوام

وبدأت مرحلة جديدة ببيع دبلة زواجي لأدخلهم الحضانة وعملت معلمة بالمدرسة الإبتدائية التابعة للمبنى

بدأت مرحلة العمل اخرج مع البنتين مبكرا فادخلهما الحضانة ثم بعد المدرسة اتركهما بمفردها ثم اخرج للعمل حتى العاشرةاصبحت هنا بالصف الرابع الإبتدائي فاتخذت قرار الإنفصال وعدت إلى منزل والدي

مكثت عاما عند والدي ثم وافقت على العودة بشرط نأخذ مسكنا في محافظتي ويسافر هو ثم يعود فوافق لكن أصبحت والدته ترسله لنا يوم الخميس والجمعة من كل اسبوع

وعدت للعمل واستمر الحال إلى أن وصلنا الثانوية العامة

فكانت فرصتي للإنفصال ووقفت البنتان بجواري

نجحت هنا والتحقت بكلية الصيدلة وفرح كلية العلوم وبعد التخرج تزوجت كلا منهما طبيب صيدلي

انا الآن ابلغ مع العمر خمسون عاما وعندي أربعة أحفاد واعيش بمفردي

في مسكن بالإيجار ومازلت اعطي بعض الدروس ولي معاش من والدي

خالد في حنو :اريد ان اتزوجك

لحظات من الصمت توقفت معها الكلمات

(لا أصدق ما سمعت حقا..قلتها في نفسي)

أمل …خالد في حنو

لا أريد إجابتك الآن

سأحكي لكِ كل شيئ عني أولا

وأتمني أن تقبليني زوجا يعوضك كل هذا العناء …احتاج لكِ أكثر من احتياجك لي

عشت معكِ كل كلمة وكل حرف وكأنني اراها رأي العين ….تألمت لأجلك وسعدت بسعادتك

احببت روحك وقلبك …احببت حزنك

-بصوت خافت مرتعش فقد خارت قواي

وأصبحت اسمع ضربات قلبي تنبض بقوة

اسمعك خالد

-انا في بداية العقد الثالث من عمري

صورتي علي حسابي كما تعرفين

من أسرة متوسطة الحال

انا أكبر الأبناء ..لي شقيق يصغرني بثلاثة أعوام (محمد)(وشقيقة في الثانوية العامة )….اسمها (منى)

اعمل بالتدريس فأنا خريج كلية التربية قسم رياضيات

اقيم بالقاهرة ….لا احب الدروس الخاصة

لأني أجدها مخالفة شرعا

اساعد كل تلميذ يحتاج لمساعدتي بالمدرسة أثناء حصص الراحة بالنسبة لي

بدون مقابل مادي والحمد لله

أشعر بالحزن علي بلدي وعلي أمتي ومايحدث بها من ظلم وقتل وفساد

حزين علي ضياع هويتنا الإسلامية

انا روتيني بطبيعتي .. اذهب للعمل صباحا واعود للبيت ..لا اخرج كثيرا

أحب الهدوء …أحب الوحدة

أعشق القراءة….. أحب الكتابة كما تعلمين ….أعبر بها عما بنفسى وأرسل الرسائل التى أعجز عن قولها…القلم صديقى الوحيد ….صديقى الوفى

اتمني ان تصل أعمالي إلي الجميع

استمرت حياتي هادئة حتي تعرفت عليها

-بصوت خافت فما زلت في حالة صدمة وعدم توازن …تعرفت عليها ؟

يبدو أنه موعدك مع الحب انت ايضا

الجميع يريد أن يقع في الحب

ولكن………..

اعتقد انهم يحبون فكرة الحب

لو نظرت إليه من الخارج سيبدوجميلاً جداً ولكن داخله مخيف لأنه يمكن أن يستولي على حياتك.

إنه العاطفة الأكثر قوة و ظلاماً بنفس الوقت.

يمكنه أن يرفعك لأعلي لأيام، و فجأة باستطاعته أن يربط مرساة حول رجليك

و يغرقك في أقل من ثانية(فهمت هذا المعني الآن وأتفق معه بشدة)

………………..

فعلا …هذا أجمل وصف عن الحب

قالها خالد بحزن

-تابع خالد قائلا :كان موعدي مع الحب والألم معا

(ملك)..فتاة رائعة …تخرجت من كلية الصيدلة..نحن جيران في حي واحد

وشقيقها (مروان)صديق لي

والدها علي المعاش …يحبني كثيرا

علي العكس تماما … والدة ملك

هي العمود الفقري للأسرة والحاكم الفعلي لها ..انسانة متسلطة …كل مقاليد الأمور بيدها

والد ملك لا حول له ولا قوة امامها

كانت ترغب في زواج ملك من طبيب مثلها ولهذا كانت تعاملني بجفاء لأفهم اننى غير مرغوب بي

-لماذا يقف الأهل أمام سعادة أبنائهم هكذا ؟!

بالسابق والدي والآن والدة ملك

فكر عقيم …صراع اجيال غير متكافئ

أجبت بغضب شديد وألم

واقع مؤلم فعلا …ندفع ثمنه باهظا يا أمل ….أجاب خالد بصوت مختنق

اتفقت معها أن أتحدث مع مروان ليكون داعما لنا في إقناع والدته

…………………………….فلاش باك

-اخبر والدك بحضوري اليوم الساعة السابعة مساءا

فأنا لن انتظر حتي تدعوني إلى حفل زفافها

المواجهة أفضل من الهروب والإنتظار

لن تهدأ والدتك إلا بعد العثور علي الطبيب المنتظر

-اطمئن يا صديقي …أجاب مروان في حنو سأحدثهم اليوم بعد عودتي ونتعامل مع الأمور في حينها

قد تلين والدتي أمام إصرار ملك وتمسكها بك ….

……………………………

فلاش باك *

رن جرس الهاتف

صوت بكاء

ماذا حدث يا ملك ؟أجيبي

-لا تحضر…لا تحضر

أجابها بصوت غاضب :لماذا؟

هل رفضت والدتك؟

تم ترتيب موعد مع صديقة لوالدتي وابنها

لزيارتنا ….تم الأمر رغما عني

تشاجرت مع والدتي وارتفع ضغطها وسقطت علي الأرض

وأحضر مروان لها الطبيب الذي أوصي بعدم تعرضها للإنفعال مع الراحة وتناول الدواء…

اتصل مروان بهم وتم تأجيل الزيارة يومين حتي تتحسن والدتي

ووالدي يجلس بجوارها ولا يفارقها

لو حدث لها مكروه لن اسامح نفسي

سامحني….أجابت باكية وانقطع الإتصال

………………………………….

يا الله …..وكأنني أتذكر ما حدث لي أيضا وما شعرت به من ألم

بعد رفض والدي

صمت خالد لحظات …ثم تنهد بقوة قائلا :

إن الشعور بالعجز مؤلم حقا

لم أتخيل حياتي بدونها …لا أصدق انني فقدتها بعد كل هذا الحب …لتتركني جسدا خاويا بلا روح

علمت من مروان بعد ثلاثة أيام انقطعت فيها ملك عن التواصل معي …لا تجيب اتصالي بها ….انه تم تحديد موعد الخطبة والزواج خلال شهرين فالعريس

طبيب وعنده المسكن والعيادة ويريد إتمام الزواج سريعا

وتم كل شيئ ….توقفت حياتي بعد هذا التاريخ ….فقدت الشعور بالأشياء

اصبح الحزن اسلوب حياة

جسد طليق لمن يراه …..لكنه في القفص يريد الهواء ….انا في سجن بداخلي تحيط بي اسوار نفسي

بالكاد اتنفس واتكلم ….بالكاد اعيش

انهمرت دموعي بشدة ونسيت آلامي

صرت لا أشعر إلا بحزنه وألمه

لا أتحمل آلام الآخرين …..عندما شعرت بآلام (عبير )مريضة الفشل الكلوي

ورغبتها في إتمام زواجها بعد تأخره بسبب مرضها…..وخوفها من فقدان الإنسان الذي أحبته…..اعطيتها كليتي

فماذا سأقدم لخالد؟

وكأن خالد شعر بما يدور بداخلي وأراد مساعدتي في إنهاء الصراع

-احتاج إليكِ بشدة

اريد ان يمد كلا منا يده للآخر

نتجاوز الألم ….

تستحقين السعادة ….بائع الورد ينتظر من يمنحه وردة رغما عن كل هذه الورود بيده …….

أجبته بحزن :لن يرحمنا أحد

انا أكبر منك بفارق كبير

ماذا أقول لأولادي وازواجهم واسرتي وكل من حولي؟!

ماذا ستقول لأسرتك وانت الأبن الأكبر؟ينتظرون رؤية أولادك

-لن نخبر أحدا فأنتي ثيب تزوجتي من قبل ولا تحتاجين ولي من أسرتك

سنذهب لمحامي صديق لي يجهز لنا الأوراق اللازمة وأحضر معي صديقين مقربين لي

عادل واسامة ليشهدا علي الزواج وتوقيع الأوراق التي تضمن حقوقك

ولي مسكن اعيش فيه بمفردي لأنه قريب من عملي و لأستطيع الكتابة في هدوء بعيدا عن أسرتي

سأخبر صاحب المسكن أني تزوجتك لنشعر بالأمان

وعملي؟ أجبت بقلق

اعمل كل يوم ..التزمت بهذا العام الدراسى وعندي إلتزامات بجانب إيجار شقتي

-سأتحمل حتي نهاية الدراسة

نكتفي بيوم في الأسبوع وأي فرصة حسب ظروفك نتفق عليها

إذا أكرمني الله ونجحت أعمالي وتحسنت أوضاعي سنخبر الجميع

ونوثق الزواج رسميا

وتأكدي اني صادق معك ولن اخون ثقتك بي وإذا فكرت بالزواج من أجل الإنجاب

سأخبرك أولا….

-انت لا تعرف كيف يبدو شكلي؟

-سأعرف بالطبع لكن …جمال الروح والقلب أهم من الملامح التي تتغير مع الوقت

من حقك ان تري وجهي سأرسل لك صورة بحجابي يظهر بها الوجه…..لحظات سريعة

هل وصلت لك عبر الواتس ؟

-نعم ….ليتكِ ما كنتِ بهذا الجمال!

انا لست وسيما….شاهدتي صوري

الرجولة مواقف وليست ملامح

والد اولادي كان وسيما جدا …لكن ازمتي معه كانت رجولة ….لم أشعر بالأمان بجواره …..تركني للخوف والوحدة…..كنت انا الرجل

انتظر رأيك في النهاية ….

نعم ….اريدك زوجا لي …اجبت علي الفور

ضحك خالد بشدة قائلا :موعدنا مع السعادة بعد غد ….سأنتظرك في القاهرة

لنذهب إلي المحامي معا ثم إلي البيت اتمني ألا استيقظ صباحا فأجده حلما

ضحكت بصوت مرتفع قائلة وانا ايضا

-ما رأيك نظل مستيقظين حتي موعد زواجنا ؟قالها خالد وهو يضحك بسعادة

ضحكت أنا أيضا لينتهي الإتصال الذي استمر ساعات لم نشعر بها

علي موعد مع السعادة

اتفقنا على الزواج عرفيا في مكتب محامي يعرفه وصديقين مقربين وتم الزواج

وكانت الصدمة فهو لا يصلي ولا يترك الهاتف من يده وتواصل بالساعات مع النساء على الصفحة والمنشورات عدنا وانا في صدمة وحكيت لصديقة مقربة كل شيئ مرت اشعر وبدأت أعماله تنشر ورقيا وتم عمل حديث تليفزيوني معه وبدأت الفجوة تكبر بالتجاهل وبدأت الشتائم والسباب وطلبت الطلاق رفض بشدة قررت مفاجأته بان اذهب وبعد وصولي استمعت إلى صوت إمرأة داخل الشقة وابتعدت لاراقب ما يحدث حتى غادرت قررت الإنتقام منه وقتله وقتل نفسي بحثت عن نوع جديد من السم فوجدت نوع بالتلامس الذي يسبب الوفاة خلال دقائق عند ملامسته للجلد ودفعت مبلغا كبيرا لصيدلي بلا ضمير فأحضره لي وأخبرته برغبتي في زيارته وذهبت وتزينت واعددت الطعام ووضعت السم بالفراش الذي خانني به وتذكرت رسالتي التي تركتها لاسرتي ليسامحوني ورسالتي لصديقتي لتسامحني وتخبر الشرطة بالمكان ثم نمت بجواره بالفراش  فضمني إليه في حنان ووجدتني اقترب منه بشدة وانظر إليه قائلة

احببتك بشدة ومازلت …رغم قسوتك معي وإهانتك لي ولأسرتي …رغم عيوبك

رغم زيفك وخداعك ….رغم خيانتك لي مع زوجة صديقك في فراشنا هذا اعشقك حقا ولهذا اخترت ان اموت معك وبقربك ….انهمرت دموعي مع نظرات خالد لي التي امتزجت بها المشاعر بين الدهشة والحزن والحب لتمتزج دموعنا معا وهو يقول لي آخر كلماته وآخر ما سمعت منه …..سامحيني

أصوات سيارات الشرطة تحيط بالمكان

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى