ط
الشعر والأدب

“على هامش قصيدة ” بقلم / قلفوت بو علام

قلفوت بو علام“على هامش قصيدة “

قصيدتان كتبتهما في حضرة الغياب و كم هو قاس الغياب
غياب الوحى
كتبت القصيدتان على هامش قصيدة لم تنتهي بعد
امل ان لا تفقد كلماتي بريقها من دون المحرك الأساسي “الإلهام”

1
-محاولة أخرى-

ورقة بيضاء
أخرى
لمحاولة أخرى
و سيجارة أخرى
ليدنو الموت
دقيقة أخرى
و أنا أخط محاولتي الأخرى
أعيد و أعيد و أعيد
إستحضار فاشل لأنا البعيد

وحي زائف
رسالة مائية
و الماء لا يحفظ حروفنا الأبجدية
مت مع ما تبقى من بقاياك وحيدا
على هامش قصيدة رمادية
مت مكسور الجناح
كعصفور حلق دونما
مشيئة الرياح
فأقتلعت جناهاه
مت وحيدا على هامش “ذات مطر”
فلا رسل سرية
و لا وحي تقابله عند شطوط القمر

ورقة بيضاء
محاولة أخرى
إستحضار
و إنتظار
وإنكسار ….لغتي
هذا النحيب لي
تزفه الرياح للزنابق أينما كانت
و للأركيد
هذا النحيب لي
لاجئ خلف أسوار أغنيتي
هذا النحيب لي
نحيب الصحراء المبحوح
في الأقداح
هذا النحيب لي
نحيب شمعة لم يكتب لها صباح
هذا النحيب لي
على ورقة بيضاء
في محاولة اخرى
لأجمع التحالفات
طرقت باب الموشحات
طرقت باب الدرويشيات
و أحلى السنفونيات
فلم تشفع لي أعذب الاغنيات
ولم تأتي
فمتلأت بالفراغ

2
سجين ظلال

في مساء أخر
و على ايقاع أخر
ينمو ضل أخر على جدارنا الساقط
كي ينوب عنك
ويحتل ركنك العالي
يبتلع طرفا من أريكتك
حين تتعب الشموع
من الصمود
ويعلن إجتياح عرشك
و بعض من ورودك
و كأس قهوتك

هناك وحدك
وهنا ضلال تغرق في الظلام
وهنا نايك تحفظ الريح تجاويفه
ولا أصابعك كي تدق الأنين
هناك وحدك
وهنا الحنين
ذاكرة تتقمص الأشياء
فأراك …بوضوح أراك
تغرق في الضباب
هناك وحدك … تائه في السواد
وهنا كل شيء يمتلئ بالغياب
هناك لا شكل لك
وهنا أنت زنبقة تفجرت من جدار
سيمفونية صباح تتلوها العصافير تسابيح لجبار
هناك لا ضل لك
أنت وحدك
وهنا لا ألوان للكلمات
لا ضلال للمعنى و لا لحن للأغنيات
هناك وحدك
وهنا الصدى
والظلام بيننا …المدى
هناك وحدك
وهنا حطام أبجدية
قصائد معلقة و قوافي منسية
هناك وحدك
وهنا مساء أخر
ولا شيء بعد يستحق أن يكتب

قلفوت بوعلام

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى